البرد قارص والظلام كثيف ولا احد بالطرقة. والهواء الشديد يدفع الابواب الالمنيوم في الجدر فيكسر الزجاج. الغرفة العجيبة في آخر الطرقة كالحة لا يظهر عليها اي مظهر للحياة. بداخلها مرضي بين بين فلا هم موتي ولا احياء. اخذ كل منهم حيزا علي قدر سريره اعطته الستائر شكل المستطيل. لا احد ينتبه لاحد ولا ممرضة او طبيب. اخذ كل مريض جرعته العلاجية وذهب الجميع الي المبيت. وحده ابراهيم يجرب السمع الذي عاد له في التو. كانت جارته العجوز تتوجع فاخذ يواسيها من غير ان تسمعه. حاول ان ينهض لينظر لها ومنعته الخراطيم والابر المرشوقة في اوردته وشراينه . حاول ان يتغافل اهاتها ولم يفلح. كان الصوت الخافت يرن في اذنه مثل مكبرات الصوت. آهات الرمق الاخير. واخذ يشعر بالفزع حين انقطع الصوت. نادي علي الممرضة ولم يسمع لصوته جواب. عاد ينادي العجوز ولم يقع بسمعه سوي حركة عنيفة في كل الستائر. تشعب الفزع داخل ابراهيم. شعر كأن ملك الموت لازال باقيا بالغرفة الكالحة بعدما اخذ روح العجوز. وفجأة هاج وعيه واقنعته نفسه ان الدور دوره فانتفض في الفراش. خلع ابراهيم الابر والمحاليل من اوردته وشراينه بهدوء وتحامل علي بدنه الواهن ولم يمنعه بطنه المنفخ من استسقاء كبده من النزول الي ارض الغرفة. نفسه كان متقطعا حتي شعر بدوار. كانت قوة خارقة تدفعه للخروج. وبعدما جاوز مستطيله اخذ يحبو . كانت برودة البلاط التي استشعرها في كل بدنه تدنيه من الحياة. وحين اطل النهار وعادت الممرضة وجدته ميتا خلف الباب.