بعد عامين من الخدمة طلب المريد من الشيخ السر. كان قد قطع قفارا وقفارا حتي عثر عليه. وكان متفانيا في خدمته والفضيلة. من خلوة الي خلوة ومن ابتلاء لابتلاء. نفسه لم تفتنه ابدا وما برح الخط المرسوم له وما استكان. ومع كل ذلك وجد الشيخ ان صفاءه ما حان بعد. مثل ثمرة مستوية لازال بها مرارة ويلزمها قليل وقت. سمع الشيخ طلب المريد ولم يتكلم. وقبل مغرب اليوم التالي اعطاه كرتونة كبيرة مغلقة اغلاقا هينا بها شيءصغير يتحرك وطلب منه ان يذهب بها لصديق غرب النهر. حمل المريد الكرتونة وذهب كالريح الي الشاطئ. ركب المركب مع الناس والكرتونة علي حجره. حتي اذا انتصف النهر وتحرك ما بها محدثا نفسا مكتوما تحرك فضوله واخذ يفكر فيما يمكن ان يكون. نظر المريد لبعض نفر حوله خلسة وكشف الغطاء الهين الاحكام. وفجاة قفز ارنب في حجم كف الي النهر. ضحك الركاب الذين راوا وتعكر المريد الذي عاد بغيظه للشيخ. كان قرص الشمس احمر. والافق اكتسي بلون الشفق الذي انبث وشاع في السماء. وبعدما القي التحية قال اتسخر مني سيدي؟ قال ولما؟ قال تعطيني ارنب وليد في كرتونة بهذا الحجم لاذهب به غرب النهر؟ قال واين هو؟ قال قفز في النهر قال : يا سبحان ﷲ. لم اامنك علي ارنب فكيف اامنك علي السر؟