في السابع من الشهر الجاري، فاجأتنا صحيفة المصري اليوم بمفاجأة جميلة، مقال تحت عنوان «العلمانية ووجع الدماغ»، وكان كاتب المقال هو الأستاذ الكبير وجيه وهبة.
ألا يعلم القارئ في مصر أو في العالم العربي من هو وجيه وهبة، فتلك هي مشكلتنا وأزمتنا، فهذا الفنان والمفكر هو أحد مآثر مصر، وأحد مفاخر العرب.
حين تنظر إلى العلامات المضيئة في أم الدنيا اليوم، على الرغم من قلتها، يأتي وهبة ضمن مقدمات الصدارة، وما يثير الحزن على مصر أن أمثال وهبة ينتمون إلى ذاكرة مصر ومعناها أكثر من انتمائهم إلى حضورها، وهذا لا يعيب أمثال وهبة إنما يعيب الواقع الذي انفصم تماماً عن الحق والمنطق، فمصر اليوم لا تشبه مصر الحقيقة.
الأستاذ وجيه وهبة من أساتذتي الشخصيين، وربما يكون أهمهم في مصر، فمن تعارف خلال سهرة في وسط البلد إلى علاقة روحية وعقلية تعتمد على النوع لا الكم منذ 13 عاماً، فنحن لا نتحدث هنا عن فنان تشكيلي عادي أو مفكر كثُر نظراؤه.
إننا نتحدث عن شخصية استثنائية، من أبسط إنجازاتها العملية، الفترة الذهبية لأتيليه القاهرة، ولا يصح لمثلي أن يكتب عن مثله في الفن التشكيلي، لكن يكفي أنك إذا رأيت وهبة في مجلس، ستجد من حوله كبار العقول المصرية مستمعة ومتأثرة.
امنعوا وجيه وهبة من السكوت، لا بد أن يتكلم، ومن الواجب أن نستمع ونتعلم.