وصل الشيخ بعد احدي وثلاثين سنة. كان قد ركب البحر من النبع ولتوه وصل المصب. وكعادة كل غريب لم يعلم بوصوله شقي. في السهرة اتي اليه الغرباء. كانوا علي علم بالامر بدرجات متفاوته. وطلب اقربهم اليه رشدا حال الدم. الشيخ كان يجلس في ركن الحجرة بين سالكين في مواجهة الاحباب .والصفوف انتظمت وحدها دون عناء. والاعناق اشرابت لتشهد آخر الآلام. والصمت تربع سيدا بغياب الاشقياء. في هذا الوقت قدم الشيخ لحاله بواحد من الاسماء. كان مقبوضا في البداية واذا لان ومسه البسط نظر للسائل وهو يقول : لا احد يعرف كيف يصير الامر ؟ لا قانون يحكمه . تدوس علي مسمار وقت الحفاء ربما. ولو فلت منه التصق باصبع قدمك فأر صغير. وان افلت من الفأر ضرب الدم في الشعيرات الدقيقة الموجودة في المسالك. لاحظ ان الخطر يزيد ويقترب. فان نجوت من المسالك ضرب الدم انفك. ويظل يتنقل بين الاعضاء حيث يهوي داخلك وخارجك حتي يصل العين وفيها نهايته. سال آخر: وهل لضرب الدم اثرعلي المركب؟. رد الشيخ لا. انت المراد بالدم. و الريح ليست فاعلة الا معك. سال ثالث: وما الدعاء الواجب وقتئذ؟ رد الشيخ: لا يوجد غير المعرفة والصبر. سال سالك: وهل يخرج ضرب الدم عن السيطرة؟. رد الشيخ ابدا. في حدود التخلص من كهربة الدم الزائدة. اقرب ما تكون الحجامة. اطمئن لن تموت . ضحك السالك وضحكوا جميعا. واذا انتهت الحضرة وغسل كل منهم ذنوبه باركوا عودة الشيخ ومضوا.