ذهب للمقهي كعادته عصرا. كان الخريف باوله. والناس تنفث حر الصيف وتلتمس السلامة. وصاحبه الذي ضرب له موعدا كان يتشاجر. لازالت رأسه متصلة بسهرة البارحة ولم تنفصل بعد. كان معه ولده. والتقط علبة المناديل ليعطيه واحدا فلم يجد بالعلبة سوي ثلاثة. مكتوب عليها عشرون وبها ثلاثة. هو الذي فك شريحة البلاستيك التي تغلفها بيده واكتشف . وإذا دخل المقهي ووجد تاجر الدواجن الذي سرق اربعة اقفاص قبل عام ونصف العام يتفق مع تاجر آخر امسك بخناقه وهو يقول :لن تخرج بكتكوت واحد مالم تدفع ما عليك؟ سال الذي يتعامل معه اول مره: كم؟ قال: عشرة آلاف قال الغريم : بل خمسة !!. اتحسب باسعار اليوم والكلام من سنة؟ قال الذي يتعامل معه لاول مرة: مظبوط يعني؟. اعطي الرجل حقه اولا؟ في هذه الآونه دخل صديقه الذي جاء لينتظره ووقف يراقبهم جميعا بضع لحظات ثم قال للغريم: الرجل لا يود ايذاءك وانما اموله. ادفع العشرة آلاف وهيا اخرج من هنا. وقفوا جميعا بعدما دفع الغريم وانصرف برفقة التاجر الجديد. وقتها جاء النادل بالقهوة للصديقين واكفهر الافق ونشطت نوبة غبار معلنة اولي تحولات الخريف.