تتميز المرأة الدنماركية بسمات عامة معينة، منها بياض البشرة، وصفار الشعر، وملاحة الوجه، والعيون المائلة إلى الاخضرار، وهي مواصفات أصبحت ماركة مسجلة للفتاة الأجنبية، تلك التي تختزنها في الذهن، وتجسدها مسلسلاتنا التليفزيونية وترسمها السينما.
رغم أن مثل هذه المواصفات أحيانا قد تجدها عند فلاحة مصرية، فلاحة بنت فلاح، أيضاً من الممكن أن تجد الأمريكية السوداء، وذات الشعر الأسود، بل أنك في أمريكا نفسها تجد العديد من الأعراق والأشكال، حيث يتفاخرون هناك بأنهم شعب من عدة شعوب، وإن شاء الله تأتي "العولمة" لتقضي عملياً على كل الحواجز النفسية والشكلية والموضوعية بين الشعوب، ليصبح العالم كله شعب واحد في وطن واحد اسمه العالم.
ومن المعروف أن هذه المواصفات الشكلية للفتاة الأجنبية تحلم بها الفتاة العربية، فتلجأ إلى أحدث مستحضرات التجميل العالمية، فهذه صبغات بكل الألوان تحول شعرك إلى اللون الأشقر في دقائق، وهذه عدسات تجعل العين السوداء خضراء، وهذه كريمات تجعل البشرة السمراء بيضاء بقدرة قادر.
ولكن الأغرب أن الفتاة الدنماركية نفسها تحلم بالمواصفات الشكلية للفتاة العربية، تحلم بالبشرة السمراء الجذابة التي لوحتها الشمس، والعيون السمراء التي تختزن السحر، هل تصدقون ذلك؟، نعم، حلم الفتاة الدنماركية الآن الحصول على بشرة سمراء كتلك التي تتمتع بها الفتاة المصرية، وتنفق في سبيل ذلك الجهد والوقت والمال.
لذلك اخترعوا جهازاً خاصاً يحول البشرة البيضاء إلى برونزية سمراء، تستلقي الفتاة داخل الجهاز لعدة دقائق يومياً ، فتتحول بشرتها بالتدريج إلى اللون الأسمر.
وفي شوارع كوبنهاجن تنتشر المحلات التي تقدم هذه الخدمة، مثلاً هذا محل اسمه – SUN MATIC، وهذا محل آخر اسمه SUN STATION, SOLCENTER، والجهاز المذكور يعتمد على تقنية الحرارة لتغيير لون البشرة إلى اللون البرونزي أو القمحي، جهاز يشبه جهاز تسخين الخبز الكهربائي، ولكنه كبير الحجم، تنام المرأة داخله عارية على زجاج معين، تحت هذا الزجاج عدد من لمبات النيون المضاءة بقوة، أيضاً الغطاء العلوي للجهاز مبطن بنفس الزجاج، وخلفه عدد من اللمبات القوية، وعندما يقفل الغطاء على الجسد يصبح كل الجسد خاضعاً للإضاءة القوية، وكما هو واضح أن الحرارة القوية الناتجة عن الإضاءة الشديدة المركزة تؤدي إلى تغيير لون الجلد إلى اللون الأسمر البرونزي.
كل مركز من هذه المراكز يحتوي على عدد من الحجرات، كل حجرة تحتوي على جهاز، يمكنك دخول إحداها دون استئذان، وذلك بوضع عدد من العملات المعدنية في جهاز خاص فتفتح الغرفة، ويعمل الجهاز، تدخل الغرفة وتغلقها عليك، وتخلع ملابسك، وتعلقها على شماعة خاصة، وتستلقي في الجهاز، وتغلقه عليك للمدة التي ترغبها، وهكذا تفعل كل يوم لفترة من الوقت، وبالتدريج يتحول لون الجسد من الأبيض إلى الأسمر.
داخل هذه المراكز يعلقون صوراً عدة لفتيات جميلات يرتدين المايوه يتمتعن بالبشرة البرونزية السمراء التي تحلم بها كافة بنات الدنمارك ..
أتذكر أن هناك أغنية مصرية جسدت هذه الحيرة عنوانها (السمر ولاّ البيض) تجسد حيرة العاشق بين السمراوات والبيضاوات حكمتك يا رب ..! وحقاً .. لولا تنوع الأذوات لبارت السلع ..