سميرة خطاب ابنة قرية كفر العرب إمراة مزواجة. لايدري احد كم تزوجت ولا كم انجبت وبرغم اقترابها من الستين ووحدتها لازال رجال الكفر يحومون حولها كما يحوم الذباب حول العسل. سميرة كانت ولازالت ريانة الجسد. بيضاء البشرة زرقاء العينين في بيئة ريفية لاتوحي ابدا بذلك. تزوجت من كافة المهن والفئات وظل لسانها السبب .الرئيسي في طلاقها. وكانت دائما ما تهوي الاغراب عن القرية في الاسبوع الفائت اجتمع ستة من اولادها في حفل زواج. وكان شعبان ابنها البكري همزة الوصل بين اخوته. وفي آخر الليل سأل اخاه علي الذي يعيش مع ابيه وزوجته في المركز المجاور عن نوعية عمله. لقد انقطعت عنه اخباره منذ سنين. منذ كان في السنة الاخيرة بالتعليم الازهري. علي تردد قليلا قبل ان يجيب. كان قصيرا وعريضا و اصلعا . وقد اشتهر بين اترابه بلقب(بروس لي) من فرط حبه للعبة الكاراتيه. وحين راي عينا اخيه الذي اخذ ظرف امه وسلاطة لسانها تاكلانه قال اعمل اماما وخطيبا بالاوقاف . شعبان كاد يخبر كل من بالفرح. ثم سال اخيه عن المسجد الذي يعمل فيه واتفقا ان .يذهبان معا في الجمعة المقبلة كان المسجد في الجهة الغربية للنهر . والاخان الذان تزينا ولبسا الابيض ركبا المعدية ودخلا المسجد مع بداية القرآن. شعبان جلس في آخر المسجد بجوار الباب. كان فرحا باخيه الذي جلس قريبا من المحراب وود لو اخبر المصلين جميعا باخوتهما. انتهي القرآن ورفع الآذان وادي المصلين ركعتي السنة ثم راي شعبان منظرا عجيبا. لقد صعد اخاه المنبر وجلس. وبعد رفع الآذان الثاني امسك رجلا آخر الكرستال وصار يخطب بينما ظل علي يتحدث وصوته لايبين. تعجب شعبان كما تعجب المصلين. وبعد بضع دقائق ترك علي المنبر واخذ حذاءه وفي عقبه اخيه. شعبان قال في سره لابد ان يخرج .اكثر المصلين. انتظر برهه ولما لم يخرج احد اسرع ولحق باخيه علي المعدية