القاهرة: الأمير كمال فرج.

بيع زوج من أحذية الشهيرة التي ارتدتها المغنية والممثلة الأمريكية جودي غارلاند في فيلم "ساحر أوز" والتي سُرقت من متحف منذ ما يقرب من عقدين من الزمان بمبلغ 28 مليون دولار في مزاد علني يوم السبت.

ويحمل حذاء شخصية "دوروثي"، المغطى بترتر ياقوتي والمزين بعقدة من الأمام، أهمية كبيرة لأنّ الفيلم الذي ظهر فيه من الكلاسيكيات ويحظى بشهرة في مختلف أنحاء العالم.

ذكر ستيف كارنوفسكي وهانا فينغرهاوت في تقرير نشرته صحيفة huffpost إن "دار مزادات هيريتيج أوكشنز قدّرت أنها ستجلب 3 ملايين دولار أو أكثر، لكن المزايدة السريعة تجاوزت هذا المبلغ خلال ثوانٍ وضاعفته في غضون دقائق. تبادل عدد قليل من المزايدين العروض الهاتفية لمدة 15 دقيقة حتى ارتفع السعر إلى المبلغ النهائي المذهل".

بما في ذلك رسوم دار المزادات التي تتخذ من دالاس مقراً لها، سيدفع المشتري المجهول في النهاية 32.5 مليون دولار.

كان المزاد عبر الإنترنت، الذي بدأ الشهر الماضي، قد وصل إلى 1.55 مليون دولار قبل بدء المزاد الحي في وقت متأخر من مساء السبت.

كان الحذاء الأحمر اللامع معروضًا في متحف جودي غارلاند في مدينة جراند رابيدز، بولاية مينيسوتا، عام 2005 عندما استخدم تيري جون مارتن مطرقة لكسر زجاج باب المتحف وعلبة العرض، وظل مكان وجود الحذاء لغزًا حتى استعاده مكتب التحقيقات الفيدرالية عام 2018.

لم يكشف عن مارتن، الذي يبلغ من العمر الآن 77 عامًا ويعيش بالقرب من جراند رابيدز في شمال مينيسوتا، كمجرم حتى تم توجيه الاتهام إليه في مايو 2023. وقد اعترف بالذنب في أكتوبر 2023. كان يجلس على كرسي متحرك عندما حكم عليه بالسجن في يناير الماضي.

أوضح محاميه، داين ديكري، قبل الحكم أن مارتن، الذي لديه تاريخ طويل في السرقة، كان يحاول القيام بـ "عملية أخيرة" بعد أن أخبره أحد معارفه القدامى ذو الصلات بالمافيا أنه يجب تزيين الأحذية بالجواهر الحقيقية لتبرير قيمتها التأمينية البالغة مليون دولار. لكن تاجرًا - شخص يشتري السلع المسروقة - أخبره لاحقًا أن الياقوت زجاج فقط، كما قال ديكري. لذلك تخلص مارتن من الأحذية. لم قال المحامي كيف.

وجه الاتهام إلى التاجر المزعوم، جيري هال ساليترمان، البالغ من العمر 77 عامًا، من ضاحية كريستال في مينيابوليس، في مارس. كان أيضًا على كرسي متحرك وعلى الأكسجين عندما حضر أول جلسة له في المحكمة. من المقرر أن يمثل للمحاكمة في يناير ولم يدخل بعد في صفقة إقرار بالذنب، على الرغم من أن محاميه قال إنه غير مذنب.

تم إرجاع الحذاء في فبراير إلى جامع التذكارات مايكل شو، الذي كان قد أعارها إلى المتحف. كان الحذاء أحد أزواج عديدة ارتدتها غارلاند أثناء التصوير،  في الفيلم، للعودة من أوز إلى كانساس، كان على دوروثي أن تنقر بكعبها ثلاث مرات وتكرر، "لا يوجد مكان مثل المنزل".

كما قال ريس توماس، مؤلف كتاب "أحذية روبي لأوز" "لم يتبق سوى 4 أحذية من تصوير فيلم "ساحر أوز" (1939) الذي ترك بصماته على أجيال من الأميركيين ومحبي السينما في العالم".

كان أكثر من 800 شخص يتتبعون الحذاء، وكانت صفحة الويب الخاصة بالمزاد قد وصلت إلى ما يقرب من 43000 مشاهدة بحلول يوم الخميس، كما قال روبرت ويلونسكي، نائب الرئيس في دار المزادات.

كان من بين المزايدين الذين سعوا لإعادة الحذاء إلى الوطن متحف جودي غارلاند، الذي نشر على فيسبوك بعد فترة وجيزة أنه لم يقدم العرض الفائز. كان المتحف قد شن حملة لجمع التبرعات لتكملة الأموال التي جمعتها مدينة جراند رابيدز في مهرجان جودي غارلاند السنوي ومبلغ 100 ألف دولار خصصته مشرعو ولاية مينيسوتا هذا العام لمساعدة المتحف على شراء الحذاء.

بعد بيع الحذاء، قال المزاد للمزايدين والمتفرجين في الغرفة وعلى الإنترنت إن الرقم القياسي السابق لقطعة تذكارية ترفيهية كان 5.52 مليون دولار، للفستان الأبيض الذي ارتدته مارلين مونرو الشهير فوق فتحة تهوية مترو الأنفاق العاصف.

شمل المزاد أيضًا تذكارات أخرى من فيلم "ساحر أوز"، مثل قبعة ارتداها مارغريت هاميلتون، التي لعبت دور الساحرة الشريرة الأصلية للغرب. ذهب هذا العنصر مقابل 2.4 مليون دولار، وبتكلفة نهائية إجمالية للمشتري تبلغ 2.93 مليون دولار.

اكتسبت قصة "ساحر أوز" اهتمامًا جديدًا في الأسابيع الأخيرة مع إصدار فيلم "Wicked"، وهو مستوحى من المسرحية الموسيقية الشهيرة.