القاهرة: الأمير كمال فرج.
قد تتوقع أن العمال فقط هم من يبلغون عن الشعور بالوحدة والغضب وغير ذلك من التجارب السلبية اليومية في العمل، ولكن المدراء أيضًا يعانون من نفس التوتر والقلق والخوف من الفشل، هذا ما كشف عنه استطلاع عالمي.
ذكرت ميليسا أ. ويلر في تقرير نشرته مجلة Forbes أن "تقرير Gallupعن حالة مكان العمل العالمي لعام 2024 كشف أن المديرين كشفوا عن مستويات أعلى قليلاً من الغضب والحزن والقلق والشعور بالوحدة والتوتر والخوف من الفشل، مقارنة بنظرائهم في الأدوار غير الإدارية".
وأبلغ المديرون كذلك عن مستويات أعلى من المشاركة (30٪ مقابل 18٪) والازدهار (40٪ مقابل 30٪) في العمل مقارنة بغير المديرين.
وفيما من المنطقي أن يشعر العمال بالتوتر والقلق والخوف من الفصل، يبدو من غير المنطقي أن المديرين يمرون بتجارب إيجابية وسلبية أكبر في العمل، ويخافون كذلك من الفصل من العمل، ربما نشأ هذا النمط بسبب التعقيدات والتوترات المنسوجة في أدوار ومسؤوليات القيادة.
قد يكون أولئك الذين يتقدمون إلى الأدوار الإدارية قد تمت ترقيتهم بسبب معاييرهم العالية وحاجتهم إلى تحقيق الإنجازات. قد يشعرون بالنشوة عندما يحققون أهدافهم، مما يزيد من الشعور بالازدهار، ولكن قد يكافحون أيضًا تحت وطأة الضغوط التي يفرضونها على أنفسهم، حتى أنهم يحكمون على أنفسهم بقسوة أكثر من الآخرين.
إن تطلعات النمو المستمر تؤدي إلى الشعور بالإنجاز في العمل عند النجاح، ولكن التحسينات المستمرة مرهقة - خاصة عند مواجهة الفشل.
يحتاج القادة إلى أن يكونوا متاحين لفريقهم ولكن أيضًا للحفاظ على الحدود المهنية. قد يشعرون بالوحدة عندما يثق بهم الآخرون، لأنهم بدورهم لا يستطيعون الثقة الكاملة في تقاريرهم المباشرة، وقد يكون لديهم أقران محدودون للتفاعل معهم.
قد يشعر القادة بالغضب تجاه أعضاء الفريق المتهاونين، لكنهم يحجمون عن إظهاره، وهم يتوسطون في الصراعات والخلافات بين الموظفين.
من ناحية أخرى، فإن جمع الفرق ذات الأداء العالي معًا ورؤية الآخرين ينمون شخصيًا ومهنيًا يجلب الفرح والإنجاز، كما تفعل تجارب الإرشاد عالية الجودة.
قد يكون التفكير الاستراتيجي أمرًا ممتعًا ومحفزًا فكريًا، ولكنه قد يكون مرهقًا نفسيا أيضًا، وخاصة عندما لا يتوفر الوقت الكافي والبيئات المناسبة للتركيز الحقيقي. قد يكون التبديل المستمر بين السياقات والمهام أمرًا صعبًا ويؤدي إلى شعور المرء بأنه مزدهر، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى التحميل المعرفي وزيادة القلق.
قد يشعر القائد بالفخر والرضا عن اتخاذ قرارات مهمة وربط النقاط المتباينة، ولكنه يشعر أيضًا بالإرهاق من حجم القرارات التي يتحمل المسؤولية عنها.
إن كونك قائدًا عظيمًا يعني تبني المفارقة. نريد أن يكون قادتنا أقوياء ولكنهم يظهرون أحيانًا ضعفًا. نحن بحاجة إلى قادة حاسمين ومتعاونين وأولئك الذين يمكنهم النظر في استراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل في نفس الوقت.
تتجمع هذه التوترات باستمرار، فتجعل القادة يشعرون بالانخراط والتوتر، والتعرض لتجارب عملية سلبية، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم مسؤوليات إدارية.