القاهرة: الأمير كمال فرج.

تم الاعتراف منذ فترة طويلة بالضغط النفسي- العمل غير المرئي الذي ينطوي عليه إدارة الأسرة مع الأطفال، من التخطيط إلى الجدولة والإشراف على الأنشطة اليومية - باعتباره استثمارًا كبيرًا للوقت بالنسبة للآباء والأمهات.

ذكرت كيم إلسيسر في تقرير نشرته مجلة Forbes أن " دراسة جديدة قامت بقياس هذا العمل غير المرئي، وكشفت أنه إذا تم تعويض الآباء والأمهات في الولايات المتحدة عن ضغطهم النفسي، فسوف يعادل ذلك 3.8 تريليون دولار من حيث القيمة الاقتصادية".

أجري المسح بالتعاون بين شركة هاريس بول وشركة سكاي لايت، وهي شركة متخصصة في منتجات مشاركة الأسرة، وسأل 2000 من الآباء والأمهات عن الساعات التي يقضونها في أنشطة مختلفة تتعلق بالضغط النفسي.

وكشفت النتائج أن الوالد العادي يستثمر حوالي 32 ساعة أسبوعيًا في هذا العمل غير المرئي. إذا تم تعويض هؤلاء الآباء عن جهودهم بالأجر بالساعة المتوسط ​​في الولايات المتحدة، فإن كل منهم سيكسب 60 ألف دولار إضافية سنويًا. وعند استقراء هذا على ملايين الأسر الأمريكية التي لديها أطفال تحت سن 18 عامًا، فإن هذا يعادل 3.8 تريليون دولار في القيمة الاقتصادية المذهلة.

وللتوضيح، لا يشمل هذا الوقت الذي يقضيه الآباء في اللعب مع أطفالهم، بل الوقت الذي يقضونه في التخطيط، بما في ذلك إدارة الجداول الزمنية، والتخطيط للعطلات والاستراحات، وتحديد الوجبات. أفاد أكثر من نصف الآباء الذين شملهم الاستطلاع أنهم يقضون وقتًا أطول في الأجزاء اللوجستية من تربية الأبناء مقارنة بالأجزاء المبهجة.

وبشكل خاص، أفاد الآباء أنهم يخصصون 259 ساعة سنويًا للمهام المتعلقة بالجدولة. وينبع هذا الالتزام الهائل بالوقت من تلقي الأسر في المتوسط ​​17.5 رسالة أسبوعية حول أنشطة أطفالهم، بإجمالي أكثر من 900 رسالة سنويًا. وهذه التحديثات هي نتيجة لمتوسط ​​11.5 نشاط أسبوعي للأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، يقضي الآباء 100.2 ساعة سنويًا في التخطيط للعطلات والإجازات. ومع اضطرار العديد من الآباء إلى العمل أثناء العطلات المدرسية والعطلات الصيفية، يصبح تنسيق الأنشطة أو رعاية الأطفال مهمة شاقة وتستغرق وقتًا طويلاً.

يتضمن الضغط النفسي أيضًا التفكير في الاحتياجات اليومية للأسرة والقلق بشأن صحة وسعادة الأسرة. قال أكثر من ربع الآباء الذين شملهم الاستطلاع إنهم أكملوا بحثًا على الإنترنت حول ما هو اللون الطبيعي لبراز الطفل؟.

من يتحمل العبء النفسي الأكبر؟ في المتوسط، يقول جميع الآباء المتزوجين إنهم يتحملون عبئًا نفسيا أكبر من أزواجهم - وهو أمر مستحيل رياضيًا. ومع ذلك، فإن هذا يشير إلى مدى ثقل العبء المعرفي على جميع الآباء. أفاد مقدمو الرعاية الأساسيون (78٪ منهم أمهات) أنهم يتحملون 75٪ من العبء النفسي في أسرهم، ويقول مقدمو الرعاية غير الأساسيين إنهم يتحملون 56٪ منه.

أنفقت الأمهات المزيد من الطاقة النفسية للتأكد من أن أطفالهن يرتدون ملابس مناسبة ويتابعون الاستمارات الطبية للعائلة. وكان الآباء أكثر عرضة للإبلاغ عن التركيز على الشؤون المالية للأسرة.

إن العبء النفسي الذي ينطوي عليه جدولة المواعيد يؤثر بشكل كبير على الآباء، مما يؤدي إلى إجهاد علاقاتهم مع بعضهم البعض. كشف العديد من الآباء أن الوقت الطويل المخصص لتنظيم الأنشطة يقلل من الوقت الذي يقضونه مع شركائهم. أفاد ما يقرب من نصفهم أن مشكلات الجدولة هذه تؤدي إلى الخلافات وسوء التفاهم. لجأ ما يقرب من واحد من كل أربعة إلى العلاج الزوجي خصيصًا لإدارة الضغوط والتحديات التي تفرضها متطلبات جدولة المواعيد العائلية.

كما وجد الباحثون الأكاديميون نتائج سلبية مرتبطة بالحمل العقلي، بما في ذلك مشاكل النوم والإرهاق والصراعات في العمل. ومع ذلك، وجدت إحدى الدراسات البارزة بصيص أمل، مما يشير إلى أن آثار تحمل الحمل النفسي لم تكن كلها سيئة.

وجد هؤلاء الباحثون أن أولئك الذين تحملوا المزيد من الضغط المعرفي، بما في ذلك التفكير في احتياجات الأسرة وتذكرها، كانوا أكثر سعادة بحياتهم الأسرية وأبلغوا عن أداء وظيفي أفضل. ومع ذلك، فإن هؤلاء الباحثين خلصوا إلى أن سلبيات تحمل الضغط النفسي لا تزال تفوق أي إيجابيات.

الطريف أن شركة Skylight طرحت حاسبة على الإنترنت للآباء المهتمين بمعرفة مقدار الوقت الذي يقضونه في هذه الأنشطة ومقدار الأجر الذي سيحصلون عليه مقابل الوقت الذي يقضونه في الجدولة والتخطيط.