القاهرة: الأمير كمال فرج.

بالنسبة لمعظم الناس، فإن قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي أو التحقق من رسائل البريد الإلكتروني أو الرد على الرسائل النصية ليس بالأمر المحسن للمزاج. بل قد يبدو الأمر وكأنه وقت ضائع أو حتى مصدر إزعاج أثناء المناسبات الاجتماعية. والأكثر من ذلك، عندما تكون في إجازة، سواء بمفردك أو مع الأصدقاء أو مع العائلة، فإن الوقت الذي تقضيه على هاتفك يكون أكثر إهدارًا.

ذكرت جيليان ويلسون في تقرير نشرته صحيفة HuffPost أن " أولكو-تاميو، وهي جزيرة فنلندية، أعلنت أنها "جزيرة خالية من الهواتف" خلال أشهر الصيف، وتهدف هذه الخطوة إلى مساعدة الناس على تحقيق أقصى استفادة من إجازتهم".

قال ماتس سيلين، الخبير في سياحة الجزر في Visit Kotka-Hamina، التي تضم منطقة الجزيرة، في بيان صحفي "نريد أن نحث المصطافين على إيقاف تشغيل أجهزتهم الذكية والتوقف والاستمتاع حقًا بالجزر".

يقول الخبراء إن هذه الجزيرة الصغيرة تتجه إلى شيء مهم حقًا: هواتفنا لديها القدرة على إبعادنا تمامًا عن الرحلة.

قالت هيلدا بيرك، المعالجة النفسية المقيمة في لندن ومؤلفة كتاب "دليل إدمان الهاتف"، "إذا استهلكنا أجهزتنا تمامًا، فلن نكون حاضرين حقًا. نحن في مكان آخر، كما تعلمون يحدث خلال العطلة أن نجري محادثة افتراضية مع أصدقائنا، أو ننسحب باستمرار بسبب رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل".

قالت بيرك: "نحن لا نحصل على هذا التغيير الحيوي حقًا في المشهد والمحفزات المختلفة التي أعتقد أنها الغرض الكامل من العطلة، كما أنك لا تحصل على الجزء من الإجازة الذي يجعلها منعشة ومثيرة ومجددة">

وأضافت: إن "الغرض الكامل من تغيير بيئتنا هو التعرض لشيء جديد، شيء مختلف وإشراك تلك المسارات العصبية المختلفة".

بدلاً من ذلك، أنت عالق في نمط حياتك غير المرتبط بالإجازة. أكد كاردير ستاوت، عالم النفس المقيم في لوس أنجلوس ومؤلف كتاب "نحن جميعًا مدمنون"، أن الهدف الكامل من الإجازة هو تجربة شيء جديد.

إذا كان الناس ملتصقين بهواتفهم، "فهذا يؤكد حقًا أننا لا نملك القدرة على توسيع أنفسنا والتطور والنمو والحصول على تجربة جديدة"، كما قال ستاوت "كما أن تجربة الإجازة تدور حقًا حول الاستمتاع ببعضنا البعض والاستمتاع بالتجربة".

ولكن لمجرد أننا نعلم أن الالتصاق بهواتفنا ليس أمرًا رائعًا، فهذا لا يعني أنه ليس من الصعب التخلص منه تمامًا. للمساعدة في ذلك، شارك الخبراء بعض النصائح لتقليل استخدامك للهاتف في رحلتك القادمة:

1ـ توقف عن متابعة هاتفك

لا يزال بإمكانك استخدام هاتفك أثناء إجازتك (قد يكون إيقاف تشغيله تمامًا أمرًا مرهقًا للغاية بالنسبة لك)، ولكن استخدامه بشكل أقل سيساعدك على الاستمتاع برحلة أكثر.

على سبيل المثال، قالت بيرك إنه بدلاً من التحقق من هاتفك أول شيء في الصباح كما تفعل على الأرجح في أيام الأسبوع العادية، ما عليك سوى التحقق من هاتفك في وقت لاحق قليلاً.

اقترحت بيرك "تناول وجبة الإفطار قبل التحقق من هاتفك". أو قم بإيقاف تشغيله قبل ساعات قليلة من النوم بدلاً من إغلاقه بمجرد أن تكون في السرير. يمكن أن تساعد مثل هذه السلوكيات في خلق عادة إجازة قد تمتد إلى حياتك اليومية أيضًا.

قالت بيرك  إذا كنت على استعداد لقضاء المزيد من الوقت بدون هاتفك، يمكنك محاولة قضاء يوم أو فترة ما بعد الظهر بعيدًا عن هاتفك، مثل أثناء جولة أو رحلة. وأضاف ستاوت أنه يمكنك أيضًا تحديد أوقات محددة لاستخدام الهاتف، مثل التحقق منه في بداية اليوم أو في وقت معين بعد الظهر. بهذه الطريقة، ستعرف أنك لا تفوت أي تحديثات مهمة من العائلة في المنزل.

2ـ افصل وظيفة الكاميرا عن هاتفك.

إذا كنت مثل معظم الناس، فإنك تعتمد على هاتفك الذكي في الكاميرا أثناء العطلات، سواء كنت تلتقط صورًا لأطفالك أو والديك أو المعالم السياحية أو نفسك.

هذا يجعل من الصعب ترك هاتفك في الفندق أثناء الرحلة. قال ستاوت إنه يمكنك تشغيل وضع الطيران على هاتفك عند الخروج، والذي سيظل يتيح لك الوصول إلى الكاميرا الخاصة بك ولكنه سيوقف تشغيل الرسائل والتنبيهات الواردة.

بهذه الطريقة، لن تغريك مراجعة الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني، ولكن لا يزال بإمكانك التقاط صور لعائلتك في مكان جديد. (وإذا انتهى بك الأمر إلى احتياج هاتفك للحصول على الاتجاهات أو تطبيق الترجمة، فيمكنك إيقاف تشغيل وضع الطيران.) وعلاوة على ذلك، قالت بيرك إن أولئك الذين لديهم كاميرا مادية يمكنهم الاعتماد عليها أثناء رحلتهم.

قالت بيرك. ""في الواقع، تقوم ابنة عمي بهذا. إذا ذهبت في رحلة ليوم واحد، فإنها تغلق هاتفها في صندوق الأمانات بالفندق وتستخدم كاميرا حتى تتمكن من الحضور حقًا، لذا، أعتقد أن فصل وظيفة الكاميرا عن الهاتف يمكن أن يكون مفيدًا حقًا"

3ـ حدد شخصًا واحدًا في مجموعتك ليكون "شخص الهاتف" لهذا اليوم.

قال ستاوت إنه وزوجته، سيحضر أحدهما فقط هاتفه لهذا اليوم (ويظل الهاتف في وضع الطيران). يمكن أن يساعد هذا في تقليل خطر شعور شخصين بالضغط للتحقق من هواتفهما، وسيتخلص أيضًا من احتمالية بقاء الجميع في المجموعة عالقين في هواتفهم.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تشعر بالقلق بشأن الضياع بدون تطبيق الخرائط الخاص بك في رحلة، فإن هذه الطريقة تتيح لك الاستمرار في الوصول إلى الهاتف لأي احتياجات لوجستية.

4ـ ضع هاتفك بعيدًا عن الأنظار.

المثل القائل "بعيد عن الأنظار، بعيد عن القلب" موجود لسبب ما. يقترح ستاوت وضع هاتفك في حقيبة خلال الأوقات التي يجب أن تكون مخصصة للمحادثة، مثل أثناء تناول الوجبات.

قال ستاوت: "إذا كانت الهواتف مرئية، فهناك دائمًا ميل إلى الرغبة في التقاطها وإلقاء نظرة عليها واللعب بها والتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي".

وأشار إلى أنه "إذا لم تكن مرئية وكانت في حقيبة مغلقة تحت الطاولة أثناء تناول الطعام ... فهذه طريقة رائعة للاستمتاع بالمحادثة أثناء الغداء أو على طاولة العشاء".

5ـ قفل الشاشة يشجعك على وضع هاتفك جانبًا.

وفقًا لبيرك، يمكنك قفل الشاشة كتذكير للحد من وقت الشاشة. تقول "تستخدم الصورة الموجودة على شاشة القفل الخاصة بك كما لو كانت مساحة إعلانية لإعطاء نفسك رسالة لتذكير نفسك بما تفضل القيام به بدلاً من استخدام هاتفك".

يمكن أن تكون هذه صورة لعائلتك أو اقتباس يذكرك بأن تكون منتبهًا أو حتى صورة لعلامة توقف فعلية. قالت بيرك إنه يجب أن تكون الصورة التي تجعلك تتوقف في مساراتك وتفكر فيما تفعله.

وقالت بيرك: "لا يزال بإمكانك استخدام هاتفك، ولكن على الأقل أنت تجعله واعيًا بدلاً من مجرد التمرير بلا تفكير، والتقاط هاتفك فقط، دون أن تكون حتى مدركًا لما تفعله، وهو أمر نموذجي للسلوك الإدماني".

بالإضافة إلى ذلك، تستغل هذه التكتيكات حقيقة أنك من المحتمل أن تنظر إلى هاتفك كثيرًا ولكنها تستخدم هذا الواقع بطريقة مثمرة وبناءة لمحاولة الحد من استخدام الهاتف، كما أضافت.

6ـ فكر في إيقاف تشغيل شبكة Wi-Fi.

هذا ليس خيارًا دائمًا - لا يمكنك إيقاف تشغيل شبكة Wi-Fi في الفندق، على سبيل المثال - ولكن عندما يكون ذلك ممكنًا، قال ستاوت إنه يوصي بإيقاف تشغيل شبكة Wi-Fi في وقت محدد - خاصة إذا كنت تقيم في Airbnb أو شركة تأجير منازل مماثلة.

وقال ستاوت إنه في عائلته، يقومون بإيقاف تشغيل شبكة Wi-Fi حوالي الساعة 8 مساءً. "لذا فإن هذا يعطل جميع الشاشات في البيئة، وأجهزة الكمبيوتر، وحتى التلفزيون وهواتفنا، وفي ذلك الوقت نضع هواتفنا جانبًا"، كما قال ستاوت.

بعد الساعة 8 مساءً، يستمتعون بالبيئة التي يتواجدون فيها أو يتناولون العشاء. وقال: "لدينا قاعدة مفادها أننا لن نجعل الشاشات جزءًا من التجربة بالنسبة لنا".

وقال ستاوت إذا واجهت مقاومة من بعض أفراد الأسرة، مثل الأطفال، على سبيل المثال، فقم بوضع هذه القاعدة مسبقًا حتى يكونوا على دراية بنوع الإجازة التي هم على وشك الشروع فيها.

وأضاف أن "من الصعب جدًا على أي شخص أن يكون حاضرًا عندما يكون لديه هاتفه ويركز عليه". "وأنا متأكد من أنك مررت بتجربة حيث كنت على طاولة وبدلاً من أن يتحدث الناس مع بعضهم البعض، فإنهم يرسلون رسائل نصية إلى أصدقائهم على هواتفهم".

بالإضافة إلى ذلك، عندما تكون في إجازة وتتصفح الصور والأخبار والمنشورات، فإنك لا تسمح لنفسك بالتواجد في وقت قد يكلفك أموالاً طائلة.

قالت بيرك: "التغيير جيد مثل الاستراحة. أعتقد أننا في أيام العطلات لا نحصل على هذا التغيير، فإذا كانت حواسنا منشغلة حقًا بهواتفنا الذكية ولم نكن ننظر إليها، فلن نشم الطعام الرائع، ورائحة الزهور، وملمس الرمال. إذا لم نكن منشغلين حقًا بحواسنا، فلن نكون حاضرين"، تابعت بيرك. "هل تعلم؟ لذا، قد يكون من الأفضل أن نكون في المنزل إذا كنا ننظر فقط إلى نفس الأشياء".