القاهرة: الأمير كمال فرج.

أسست شركة ناشئة نموذجُا للذكاء الاصطناعي يرصد أكثر من 24 تعبيرًا عاطفيًا مختلفًا من الحنين إلى الإحراج إلى القلق، بناء على صوت الشخص.

ذكرت راشي شريفاستافا في تقرير نشرته مجلة Forbes أن "آلان كاون، وهو باحث سابق في Google، أسس شركة Hume في عام 2021 لبناء ذكاء اصطناعي تحادثي "ذكي عاطفيًا" يمكنه تفسير المشاعر بناءً على كيفية تحدث الأشخاص، وتوليد الاستجابة المناسبة".

منذ ذلك الحين، استخدم أكثر من 1000 مطور و1000 شركة، بما في ذلك SoftBank وLawyer.com، واجهة برمجة تطبيقات Hume لبناء تطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي يمكنها التقاط وقياس مجموعة واسعة من الإشارات العاطفية في الكلام البشري، من خلال جوانب مثل الإيقاع والنغمة والجرس. من الصوت وكذلك التنهدات، مثل "أم" و"آه".

وقال كاون إن "مستقبل واجهات الذكاء الاصطناعي سيعتمد على الصوت، لأن الصوت أسرع بأربع مرات من الكتابة ويحمل ضعف المعلومات". "ولكن للاستفادة من ذلك، فإنك تحتاج حقًا إلى واجهة محادثة تلتقط أكثر من مجرد لغة".

أعلنت الشركة الناشئة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها يوم الأربعاء أنها جمعت 50 مليون دولار في جولة تمويل من السلسلة B بقيادة شركة الاستثمار السويدية EQT Ventures مع Union Square Ventures والمستثمرين الملائكيين Nat Friedman و Daniel Gross المشاركين. ويقدر تدفق التمويل الجديد الشركة الناشئة بمبلغ 219 مليون دولار.

أعلنت الشركة أيضًا عن إطلاق "Hume EVI"، وهي واجهة برمجة تطبيقات صوتية للمحادثة يدمجها المطورون في المنتجات الحالية، أو يعتمدون عليها لإنشاء تطبيقات يمكنها اكتشاف الفروق الدقيقة في التعبير في الصوت والنص وإنتاج مخرجات "متناغمة عاطفياً" عن طريق ضبط الكلمات والنبرة بالذكاء الاصطناعي.

على سبيل المثال، إذا اكتشف الذكاء الاصطناعي الحزن والقلق في صوت المستخدم، فإنه يرد بتلميحات من التعاطف و"المشاركة الوجدانية" في ردوده اللفظية.

هذه الاستجابات التعاطفية ليست جديدة تمامًا. عندما اختبرت مجلة فوربس ChatGPT Plus من OpenAI بنفس المطالبة - "مات كلبي هذا الصباح" - أعطى ChatGPT Plus إجابة لفظية متطابقة تقريبًا لـ Hume،  لكن الشركة الناشئة تهدف إلى تمييز نفسها من خلال قدرتها على تحديد التعبيرات الأساسية.

وللقيام بذلك، تم تدريب نموذج اللغة الكبير الداخلي LLMs ونموذج تحويل النص إلى كلام الخاص بـ Hume على البيانات التي تم جمعها من أكثر من مليون مشارك عبر 30 دولة، والتي تتضمن ملايين التفاعلات البشرية والبيانات المبلغ عنها ذاتيًا من المشاركين الذين يتفاعلون مع مقاطع الفيديو .

وقال كاون إن التنوع الديموغرافي لقاعدة البيانات يساعد النموذج على تعلم الاختلافات الثقافية، وأن يكون "غير متحيز بشكل واضح". وأضاف أن "بياناتنا أقل من 30% قوقازية." والعرق القوقازي يضم بحسب التصنيفات العرقية التاريخية- المجموعات السكانية القديمة والحديثة لكل من أوروبا وغرب آسيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا وشمال أفريقيا والقرن الأفريقي.

يستخدم Hume نموذجه الداخلي لتفسير النغمة العاطفية، ولكن بالنسبة للمحتوى الأكثر تعقيدًا، فهو يعتمد على نموذج اللغة الكبير  LLMs، بما في ذلك OpenAI’s GPT 3.5، وAnthropic's Claude 3 Haiku، وBing Web Search API من Microsoft، التي تولد استجابات في غضون 700 مللي ثانية.

وقال الرئيس التنفيذي البالغ من العمر 33 عامًا إن تقنية Hume مصممة لتقليد أسلوب وإيقاع المحادثات البشرية، ويمكنها اكتشاف متى يقاطع الشخص الذكاء الاصطناعي لإيقاف المحادثة ، وكذلك معرفة متى يحين دور التحدث. كما أنه يتوقف أحيانًا عند التحدث، بل ويضحك - وهو أمر مربك بعض الشيء عند سماعه من جهاز كمبيوتر.

على الرغم من أن تقنية Hume تبدو أكثر تطورًا من الأنواع السابقة من الذكاء الاصطناعي للكشف عن المشاعر، والتي اعتمدت بشكل أكبر على تعبيرات الوجه، فإن استخدام أي نوع من الذكاء الاصطناعي لاكتشاف التعبيرات العاطفية المعقدة ومتعددة الأبعاد من خلال الصوت والنص هو علم غير كامل، وهو التحدي الذي يعترف به الذكاء الاصطناعي في Hume بأنه أحد أكبر التحديات التي يواجهها، فالتعبيرات العاطفية ذاتية للغاية، وتتأثر بمجموعة من العوامل بما في ذلك الجنس والأعراف الاجتماعية والثقافية.

أظهرت الدراسات أنه حتى لو تم تدريب الذكاء الاصطناعي على بيانات متنوعة، فإن استخدامه لتفسير التعبيرات البشرية يمكن أن يعطي نتائج متحيزة.

عندما سُئل عن العقبات التي يجب على الذكاء الاصطناعي التغلب عليها لإجراء محادثات شبيهة بالإنسان، قال الذكاء الاصطناعي إنه من الصعب الاستجابة "للفروق الدقيقة في المشاعر والسياق واللغة". "إنها مهمة معقدة لتفسير النغمة والنية والإشارات العاطفية بدقة في الوقت الحقيقي".

الذكاء الاصطناعي الخاص بـ Hume ليس دقيقًا دائمًا أيضًا. عندما اختبرت مجلة Forbes الذكاء الاصطناعي الخاص بـ Hume، وطرحت عليه أسئلة مثل "ماذا يجب أن أتناوله على الغداء"، اكتشف الذكاء الاصطناعي كلمة "الملل" وخمسة تعبيرات أخرى مثل "الاهتمام" و"العزيمة".

وقال كاون، الذي نشر أكثر من 30 ورقة بحثية حول الذكاء الاصطناعي وعلم العواطف، إنه أدرك لأول مرة الحاجة إلى أدوات يمكنها اكتشاف وقياس التعبيرات البشرية في عام 2015 أثناء تقديم المشورة لفيسبوك حول كيفية إجراء تغييرات على خوارزميات التوصية الخاصة به، والتي من شأنها إعطاء الأولوية لرفاهية الناس.

وقال كاون إنه تم دمج الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة Hume في تطبيقات في صناعات مثل الصحة وخدمة العملاء والروبوتات. على سبيل المثال، يستخدم دليل المحامين عبر الإنترنت Lawyer.com الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة Hume لقياس جودة مكالمات خدمة العملاء وتدريب وكلائهم.

في مجال الرعاية الصحية، حالات الاستخدام أكثر حداثة. قال ستيفن هيسيج، عالم الأبحاث في كلية إيكان للطب، وهي كلية الطب التابعة لنظام ماونت سيناي الصحي ومقره نيويورك، إنه يستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لـ Hume لتتبع حالات الصحة النفسية مثل الاكتئاب واضطراب الشخصية الحدية للمرضى في دراسة تجريبية تسمى "التحفيز العميق للدماغ"، وهو علاج يتم من خلاله زرع أقطاب كهربائية للمرضى داخل دماغهم (وقال إن الدراسة تقبل فقط المرضى الذين لم تنجح معهم أي علاجات أو علاجات أخرى).

وتستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ Hume للمساعدة في اكتشاف ما يشعر به المرضى، وما إذا كان العلاج يعمل على أساس يومي. وقال هيسيج إن الذكاء الاصطناعي الخاص بـ Hume  يمكن أن يستخدمه الأطباء النفسيون لمنحهم المزيد من السياق حول المشاعر التي قد لا يكون من السهل اكتشافها.

وقال هيسيج لمجلة Forbes : "المرضى الذين شاركوا في دراسة DBS، يقومون بتدوين يوميتين بالفيديو يوميًا. إنهم يعقدون جلسات مع الطبيب النفسي، ونسجلها، ونستخدم نماذج Hume لتوصيف تعبيرات الوجه والنبرات الصوتية".

كما تم دمج نماذج هيوم في Dot، وهو روبوت دردشة إنتاجي يساعد الأشخاص على التخطيط والتفكير في يومهم. قالت سامانثا ويتمور، المؤسس المشارك لشركة New Computer، وهي شركة ناشئة في مرحلة مبكرة مدعومة من OpenAI تقوم ببناء برنامج الدردشة الآلي، إن الذكاء الاصطناعي الخاص بـ Hume يقدم "سياقًا موسعًا" حول ما يشعر به الشخص.