د. آمال عبدالمولى*

قد يظهر الأطفال العديد من المشكلات السلوكية سواء كانت في المنزل أو في المدرسة  أو كليهما، ويواجه العديد من الأسر  مشكلات سلوكية للأطفال  خلال مراحل نموهم. وتشمل هذه المشكلات سلوكيات غير ملائمة تؤثر بالسلب على الأسرة والمحيطين بالطفل أو القائمين على تربيته .

وتمتد هذه السلوكيات بداية من( التدليل الزائد ، العند ، العنف ،  التذمر ،والشكوى المستمرة، ورفض اتباع التوجيهات  أو رفض إنجاز المهام  الخ ......)  وهناك بعض السلوكيات المزعجة التي يقوم بها الطفل مثل إثارة الفوضوى ، أو العبث بالأشياء ، أو عدم إحترام الآخرين ، أو الأداء التخريبي وما الى ذلك..)

فما هى الأسباب  لكل مشكلة وطرق العلاج؛؟؟ وكيف تتعامل الأسرة مع السلوك السيئ  أو الغير مرغوب الصادر من الطفل ؟.

وكيف للوالدين التعامل مع هذه المشكلات التي تواجهم الأسرة أثناء عملية التربية للطفل ، وهذا محور اهتمامنا في هذ المقال وغيره من المقالات القادمة ان شاء الله ،حيث نقوم بعرض بعض المشكلات السلوكية الشائعة التي يواجهها الآباء والأمهات وتؤثر على جودة الحياة داخل لأسرة

مشكلة الطفل المدل

الطفل المدلل هو طفل متمركز حول ذاته لا يهتم بالآخرين، بل يهتم بما يريده فهو يريد جذب  انتباه الأسرة كلها له لتلبية احتياجاته هو فقط ،ويتصرف كما لو كانت رغباته أهم من رغبات الآخرين ،ويمتلك هذا الطفل عادة أشياء أكثر من الأطفال الآخرين سواء كانوا اخواته داخل الأسرة أو زملائه في المدرسة بعض النظر عن المستوى الإجتماعي والإقتصادي للأسرة  فهو مدلل وطلباته مجابه مهما كانت..

تأثير هذا السلوك على الآخرين:تحدث الكثير من مقاطعات الطفل  للآخرين أثناء الحوار ، سواء داخل المنزل أو في المدرسة   بسبب رغبة الطفل في الحصول على الانتباه ويستهلك الكثير من وقت الأب أو الأم أو المعلم داخل الصف الدراسي وبذلك يزعج الأطفال الآخرين ويسبب لهم شعور بالظلم لأنه مصدر اهتمام أكبر عند الوالدين وأنه الدلوعة وجميع طلباته تنفذ من قبل الأسرة مما يسبب أحيانا غيرة من أخوته أو زملاء المدرسة وربما يبدأاخواته في القيام بسلوك مشابه ويقلدوه

علاج هذه المشكلة

نبدأ بالحوار مع الطفل ونوضح له أن سلوكه هذا يزعج أخواته وأنه ممكن يخسر أصحابه بسبب تفضيل نفسه عليهم وأنه لابد أن يكون متعاون ونوضح  له أن الشخص لا يعيش يأخذ فقط وإنما لابد أن يعطي أيضا ، وأن السعادة تأتي من العطاء ومساعدة الآخرين وأن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك

وندرب الطفل على كيفية العطاء والمشاركة في الأعمال والأنشطة الجماعية  وأعمال الخير ، وينتبه الوالدين إلى ضرورة تغيير أسلوب تربية الطفل والبعد عن التدليل والحماية الزائدة حتى يصبح  الطفل في المستقبل  رجلا" يعتمد عليه ويستطيع تحمل المسؤلية ، ولابد للوالدين لعلاج مشكلة الطفل المدلل البعد عن هذه الأخطاء عند التعامل مع مشكلة الطفل ونذكر منها  : تجنب الاستجابة لكل طلبات الطفل ،وأن يكون هناك حدود لهذه الطلبات ، أيضا لا يلجأ الوالدين إلى التقليل من شأن الطفل أمام الآخرين ، أو أن يتجاهل الوالدين سلوك الطفل بسبب الشعور بالذنب لأن تربيتهم  بتدليله هى السبب في المشكلة

فهذا الشعور بالذنب لا يساعد على حل المشكلة لأنه ( لا داعي للبكاء على اللبن المسكوب) وإنما نتخذ الحكمة والصبر والمثابرة في معالجة المشكلة ، وأن ندرك أن أي محاولات لتحسين السلوك سوف تستغرق وقتا" لكي يتحسن هذا السلوك 

ولابد من اتفاق الوالدين على المبادئ التوجيهية التي يجب اتباعها، حتى لا يستغل الطفل خلافهما للوصول إلى ما يريد. ووضع قواعد وأنظمة واضحة للغاية داخل الأسرة، وفرض الانضباط في المنزل. ووضع جدول يومي، يبدأ من وقت الاستيقاظ، ونشاطات اليوم، وتحديد مسؤوليات أفراد العائلة، حتى الذهاب إلى النوم

الى جانب عدم  إظهار السلوك العدواني لطفلك انما لابد أن تحافظ على هدوئه وحاول أن تلفت انتباه الطفل بأشياء أخرى من حوله. على سبيل المثال ، ابحث عن نشاط بديل لطفلك للقيام به أو أعطه شيئًا يبقيه مشغولًا

لا تجادل مع االطفل لأن الجدل  لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع. بدلاً من ذلك ، تحدث معه بهدوء واحترام ، أو تجاهله لفترة من الوقت وارجع إليه عندما يكونون هادئ ومستعد للتحدث  معك ، وحاول أن تنشأ رابطة قوية بينك وبين طفلك حتى يستجيب لك                                                                                                  

وذلك عن طريق الجلوس مع طفلك بعض من الوقت وابتكر روتينًا وبعض القواعد التي يجب على كل فرد من أفراد الأسرة اتباعها. كن قدوة وأظهر لهم كيف تصبح الحياة أسهل عندما يقوم كل فرد بنصيبه من الأشياء. سيؤدي إنشاء مثل هذا الروتين أيضًا إلى جعلهم منضبطين.الثناء على حسن السلوك

من المهم أن تقدرهم عندما يظهرون سلوكًا جيدًا. سيشجعهم هذا على إظهار السلوك الجيد. سواء كانوا يساعدونك في الأعمال المنزلية أو يشاركون ألعابهم مع الأصدقاء ، فاحرص على تقدير جهودهم وشجعهم عليها. إن تشجيعهم على مثل هذا السلوك سيساعدهم على تنمية الثقة وبناء اهتمامهم بفعل ذلك كثيرًا. ومع ذلك ، تأكد من عدم المبالغة في مدحهم ، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالاستحقاق.اقضِ وقتًا مع الأطفال واجعلهم يفهمون الحاجة إلى تعلم كيفية المشاركة والعطاء وأخذ الأشياء. سيساعدهم تعلم العمل الجماعي منذ الطفولة على التحلي بالصبر وإظهار التعاطف مع الآخرين وبناء الثقة.

الأطفال يفضلون الحصول على الاهتمام حتى إن كان بسبب سلوك غير اللائق على عدم الاهتمام مطلقًا، فقد يلجؤون لزيادة وتيرة السلوكيات غير اللائقة بهدف جذب انتباه الآباء، وبالتالي ينبغي على الآباء تخصيص أوقات محددة من كل يوم من أجل التفاعل مع أطفالهم  ولا بد أن نعرف جميعا أن التربية أمانة ورسالة عظيمة تؤديها الأسرة تجاه أبنائهم حتى يخرج للمجتمع جيل واعي صحي نفسيا وجسديا واجتماعيا يحظى به المجتمع ليكون في المستقبل أباء وأمهات قادرين على حمل الراية وبناء الغد المشرق.

ــــــــــــــــ

* استشاري الصحة النفسية
ومديرة مركز الفردوس لتأهيل أصحاب الهمم.