القاهرة: الأمير كمال فرج.
من المعروف أن القهوة لها تأثير إيجابي على الصحة على المدى الطويل. إن شرب ما يعادل ثلاثة إلى أربعة فناجين من القهوة سريعة التحضير يوميًا يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الحالات الصحية بما في ذلك أمراض القلب والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان. ولكن الجديد أن القهوة تجنبك زيادة الوزن.
ذكرت لورين بول وإميلي بورش في تقرير نشره موقع ScienceAlert أن "معظم الأشخاص يكتسبون كميات صغيرة من الوزن كل عام مع تقدمهم في السن. ولكن هل يمكن أن تساعد القهوة في منع زيادة الوزن التدريجية؟".
قامت مجموعة من الباحثين بفحص ما إذا كان شرب كوب إضافي من القهوة يوميًا - أو إضافة السكر أو الكريمة أو بديل غير الألبان - يؤدي إلى زيادة الوزن أكثر أو أقل من أولئك الذين لم يضبطوا تناولهم.
وجد بحثهم ـ الذي لم يخضع بعد للتنسيق النهائي والتحرير ـ صلة متواضعة بين القهوة واكتساب وزن أقل من المتوقع، فالأشخاص الذين شربوا فنجانًا إضافيًا من القهوة يوميًا اكتسبوا وزنًا أقل بمقدار 0.12 كجم من المتوقع على مدار أربع سنوات. أدت إضافة السكر إلى زيادة طفيفة في الوزن (0.09 كجم) عما كان متوقعًا على مدار أربع سنوات.
كيف أجريت الدراسة؟ ماذا وجدت؟
جمع الباحثون بيانات من ثلاث دراسات كبيرة من الولايات المتحدة: دراستان صحيتان للممرضات من عام 1986 إلى عام 2010، ومن عام 1991 إلى عام 2015، ودراسة متابعة مهنية صحية من عام 1991 إلى عام 2014.
تعتبر دراسات صحة الممرضات من أكبر الدراسات الأترابية، حيث تضم أكثر من 230 ألف مشاركة، وتبحث في مخاطر الأمراض المزمنة بالنسبة للنساء. تشمل دراسة المتابعة المهنية الصحية أكثر من 50 ألف من العاملين في مجال الصحة الذكور، وتبحث في العلاقة بين النظام الغذائي والنتائج الصحية.
أكمل المشاركون في الدراسات الثلاث استبيانًا أساسيًا، واستبيانًا آخر كل أربع سنوات لتقييم تناولهم للطعام والشراب. وباستخدام مجموعات البيانات المجمعة، قام الباحثون بتحليل التغيرات في تناول القهوة والتغيرات في الوزن الذي أبلغ عنه المشاركون ذاتيا على فترات مدتها أربع سنوات.
وكان متوسط زيادة الوزن لمدة أربع سنوات في دراسات الممرضات 1.2 كجم و1.7 كجم، بينما اكتسب المشاركون في دراسة المهنيين الصحيين متوسط 0.8 كجم.
ووجد الباحثون أن زيادة تناول القهوة غير المحلاة أو الخالية من الكافيين بمقدار كوب واحد يوميا ارتبط بزيادة الوزن بمقدار 0.12 كجم أقل من المتوقع على مدى أربع سنوات. كما إن إضافة كريمة (الحليب) أو بديل غير الألبان لم يؤثر بشكل كبير على هذا التغير في الوزن.
ومع ذلك، فإن إضافة السكر (ملعقة صغيرة) إلى القهوة ارتبط بزيادة الوزن بمقدار 0.09 كجم أكثر من المتوقع على مدى أربع سنوات. وكانت هذه الارتباطات أقوى لدى المشاركين الأصغر سنا، وكان لديهم مؤشر كتلة الجسم أعلى في بداية الدراسات.
ما هي إيجابيات وسلبيات الدراسة؟
هذه الدراسة فريدة من نوعها بطريقتين. كان حجم العينة كبيرًا جدًا وتابع المشاركين لسنوات عديدة. وهذا يضيف الثقة في أن الارتباطات كانت حقيقية ويمكن تطبيقها على الأرجح على مجموعات سكانية أخرى. ومع ذلك، هناك ثلاثة أسباب لتوخي الحذر:
أولاً، تمثل النتائج ارتباطًا وليس سببية. وهذا يعني أن الدراسة لم تثبت أن تناول القهوة هو السبب الحقيقي لتغير الوزن. بل إنه يوضح أن التغييرين قد تم ملاحظتهما معًا مع مرور الوقت.
ثانياً، كانت النتائج المتعلقة بالوزن متواضعة للغاية. وكان متوسط زيادة الوزن التي تم تجنبها لمدة أربع سنوات، استنادا إلى كوب واحد من القهوة، هو 0.12 كيلوجرام، أي حوالي 30 جراما سنويا. قد لا يكون هذا الرقم تغييرًا ذا معنى بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يتطلعون إلى إدارة الوزن.
أخيرًا، لم يأخذ هذا التحليل في الاعتبار التباين في كمية الكافيين في القهوة (والتي نعلم أنها يمكن أن تكون عالية)، بل افترض فقط كمية قياسية من الكافيين لكل كوب.
كيف يمكن أن تساعد القهوة في إدارة الوزن؟
الكافيين هو منبه طبيعي ثبت أنه يقلل الشهية بشكل مؤقت ويزيد من التركيز. قد يساعد ذلك على تقليل الشعور بالجوع لفترة قصيرة، مما قد يؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة.
يستهلك بعض الأشخاص القهوة قبل التمرين كمنشط لتحسين أداء التمرين – إذا كان التمرين أكثر فعالية، فقد يتم إنفاق المزيد من الطاقة. ومع ذلك، يُعتقد إلى حد كبير أن الفائدة قصيرة الأجل وليست طويلة الأجل.
كما ثبت أن الكافيين يسرع عملية التمثيل الغذائي لدينا، مما يتسبب في حرق المزيد من الطاقة أثناء الراحة. ومع ذلك، فإن هذا التأثير صغير نسبيًا ولا يشكل بديلاً مناسبًا للنشاط البدني المنتظم واتباع نظام غذائي صحي.
وأخيرًا، تتمتع القهوة بتأثير مدر للبول خفيف، مما قد يؤدي إلى فقدان مؤقت لوزن الماء. هذا هو فقدان الماء، وليس فقدان الدهون، ويتم استعادة الوزن بسرعة عند إعادة الشرب.
هل تستحق تجربة القهوة لإنقاص الوزن؟
يمكن أن يتأثر فقدان الوزن بعوامل مختلفة، لذلك لا تتحمس كثيرًا بشأن الارتباط بين القهوة والوزن الذي أبرزته هذه الدراسة الجديدة، أو تزيد من تناول القهوة إلى مستويات غير معقولة.
إذا كنت بحاجة إلى توجيهات فردية بشأن الوزن، فتحدث إلى طبيبك العام أو قم بزيارة اختصاصي تغذية ممارس معتمد.