القاهرة: الأمير كمال فرج.

بعض البستانيين يعيدون استخدام بقايا القهوة وأوراق الشاي كأسمدة أو إضافتها إلى كومة السماد. غالبًا ما يتم وصفها على أنها خيارات خضراء وصديقة للبيئة لأسمدة الحدائق بسبب محتواها من العناصر الغذائية وفوائدها المحتملة لصحة التربة. هذه المواد العضوية وفيرة وتحتوي على عناصر غذائية مهمة لنمو النبات.

كتب الدكتور كريستوفر تيه في مقال نشرته صحيفة The Star أن "القهوة المطحونة تحتوي على حوالي 2% نيتروجين، 0.1% فوسفور، 0.3% بوتاسيوم، 0.2% كالسيوم ، و1.9% مغنيسيوم ."

وتوفر أوراق الشاي المستهلكة مصدرًا أكثر ثراءً للعناصر الغذائية: 4% كالسيوم، 0.7% بوتاسيوم، 1.3% فوسفور، 0.2% نيتروجين، 3% مغنسيوم،  وتقارن هذه القيم بشكل إيجابي مع تلك الخاصة بمنتجات النفايات العضوية الأخرى المستخدمة تقليديًا في التسميد وتعديل التربة.

من حيث الرقم الهيدروجيني للتربة، فإن كل من القهوة المطحونة وأوراق الشاي حمضية بشكل معتدل، تسجل مستويات الرقم الهيدروجيني بين 5 و 6. بالنسبة للتربة الحمضية، مثل تلك الموجودة في ماليزيا، والتي تتراوح عادة من 4 إلى 5، فإن الحموضة الطفيفة لهذه المواد تكون منخفضة. ليس من المتوقع أن تؤدي إلى تفاقم ظروف التربة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المحتوى العالي من الكربون، الذي يشكل حوالي 50% من وزن هذه المواد المستهلكة، يمكن أن يكون مفيدًا لتعزيز المادة العضوية في التربة عند تطبيقه باستمرار مع مرور الوقت.

وعلى الرغم من هذه السمات الإيجابية، هناك مخاوف كبيرة بشأن محتوى الكافيين في هذه النفايات. يحتوي تفل القهوة على ما يقرب من 1% من الكافيين، بينما يمكن أن تحتوي أوراق الشاي على ما يصل إلى 3.5% من الكافيين.

يشكل الكافيين مشكلة ذات شقين بالنسبة لصحة التربة ونمو النباتات. فهو يُظهر خصائص أليلوباثي ويمكن أن يمنع نمو النبات وإنبات البذور.

علاوة على ذلك، قد تؤثر خصائص الكافيين المضادة للبكتيريا بشكل ضار على تجمعات ميكروبات التربة، مما يؤدي إلى تعطيل النظام البيئي للتربة، حتى عند تركيزات منخفضة تصل إلى 1 جرام لكل لتر من التربة.

وقد أكدت الأبحاث هذه المخاوف. أظهرت دراسة أجرتها جامعة ملبورن عام 2016 أن التركيز الحجمي بنسبة 2.5% فقط من القهوة المطحونة كان كافياً لإعاقة نمو خمسة محاصيل بستانية عبر ثلاثة أنواع من التربة.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسة أجرتها كلية نوفا سكوتيا الزراعية في كندا عام 2011 إلى أن دمج القهوة المطحونة في السماد الدودي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض بنسبة 85٪ في أعداد ديدان الأرض، مما يشير إلى انبعاث مركبات عضوية سامة من القهوة المطحونة.

ومع ذلك، فقد تم تحديد هذه المواد كعوامل فعالة لخلب المعادن، والتي يمكن أن تكون مفيدة في ظل ظروف معينة للتربة. تعمل العوامل المخلبية على ربط الأيونات المعدنية مثل الحديد والنحاس والمنغنيز والزنك، وبالتالي تعزيز توافر هذه المغذيات الدقيقة الأساسية، خاصة في التربة القلوية حيث تصبح هذه العناصر الغذائية أقل وصولاً للنباتات.

وعلى وجه الخصوص، أظهرت التربة القلوية التي تتراوح مستويات الأس الهيدروجيني فيها بين 8 و9، مثل تلك المستخدمة في تجربة الأرز الياباني، تحسنًا في امتصاص الحديد والزنك في المحاصيل المعالجة بتفل القهوة وأوراق الشاي. وقد تم تأكيد ذلك من خلال دراسة أجريت عام 2008 والتي أظهرت زيادة محتوى الحديد في الفجل المزروع بهذه المواد.

ومع ذلك، فإن التربة الماليزية حمضية بشكل عام ولا تعاني من نفس نقص المغذيات الدقيقة مثل تلك التي لوحظت في التربة القلوية.

يمكن التخفيف من الآثار السلبية لبقايا القهوة وأوراق الشاي عن طريق تحويلها إلى سماد قبل استخدامها. سيؤدي تحويلها إلى سماد إلى تكسير الكافيين وتقليل آثاره الأليلوباثية. وحتى في هذه الحالة، يمكن استخدامها بكميات صغيرة ولا تعتمد عليها فقط كمصدر وحيد أو رئيسي للأسمدة.

باختصار، في حين أن المحتوى الغذائي والخصائص المخلبية للقهوة المطحونة وأوراق الشاي تمثل فوائد محتملة لتعديل التربة، إلا أنه يجب دراسة محتواها من الكافيين والآثار السلبية المحتملة على حياة التربة بعناية.

وينبغي أن يعتمد اختيار استخدام هذه المواد على ظروف التربة المحددة ونوع النباتات التي تتم زراعتها والبحث العلمي المستمر.

ونظرًا لتعقيدات تأثيرها، فمن الأهمية بمكان التعامل مع استخدام ثفل القهوة وأوراق الشاي في الزراعة بفهم دقيق، والاعتراف بفوائدها وقيودها المحتملة.