القاهرة: الأمير كمال فرج.
طفل صغير بالكاد يبلغ العمر المناسب للالتحاق بالمدرسة، تم الزج به ليقاتل في حرب أهلية شرسة، وهو الأصغر سنا من بينهم ويعتقد انه في الرابعة فقط , وهو واحد من مجموعة تم تكوينها حديثا وتدعي "أشبال الجهاد" التي تشارك في المعركة الدامية بسوريا .
ووفقا لصحيفة Daily Mail تم رصد الطفل وهو يقوم بإطلاق النيران من بندقية آلية في مقطع فيديو أثار صدمة عندما ظهر في البلاد التي مزقها الحرب والتي يسعى الإرهابيون من وراءها لإقامة دولة إسلامية في سوريا علي غرار طالبان .
ويقول مسئولو مكافحة الإرهاب "إنه دليل آخر علي الكيفية التي يقوم بها الجهاديون في استمالة الأطفال، وتربيتهم ليصيروا مقاتلين.
تم رفع هذا الفيديو المثير للقلق علي "يوتيوب"، ويعتقد أن هذا الطفل هو ابن احد الجهاديين من ألبانيا، وهو واحد من آلاف المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون لصالح تنظيم القاعدة في سوريا . تم رصد الطفل وهو يقوم بإطلاق النيران من بندقية آلية من طراز (AK-47) .
إنه طفل صغير جدا لدرجة أن البندقية لابد أن تكون مستندة علي حجر حتي تناسب وزنه وحجمه الصغير . يبدأ الطفل في إطلاق النيران مع بداية صيحات "الله اكبر" قبل حتي أن يرفع الكبار أسلحتهم .
وعند ظهور هذا الفيديو قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن أكثر من 700 مواطن من المتطرفين البريطانيين بين المقاتلين في الحرب الأهلية بسوريا .
وفي مؤتمر صحفي، وبعد محادثات مع دايفيد كاميرون ، يقول الرئيس : " لدينا شباب ممن يعيشون في بلاد محترمة ولكن يتم التلاعب بهم، وهم في طريقهم الآن لمناطق القتال، واليوم قمنا بتبادل للحصول علي ما يتراوح من 600 إلي 700 شاب متورطين في كل البلدان".
وهذا العدد تقريبا ضعف العدد الذي قدره الخبراء من فترة قليلة، والذي يأتي في جو من "القلق الشديد" من قادة الأجهزة الأمنية من أن بعض الجهاديين الشباب سيستهدفون بريطانيا عند عودتهم من سوريا .
ظهر الفيديو الخاص بالطفل البالغ من العمر أربع سنوات فقط في الحادي والعشرين من يناير علي قناة باليوتيوب والتي افتتحها مجموعة من الجهاديين ممن يدعنا إن مقرهم شمال سوريا . وكان عنوان الفيديو بالعربية هو : "رسالة من أحد أشبال العراق والشام الإسلامية " .
تمت إزالة اللقطات بعد أن قام ناشط يشكوى من أن هذا دليل علي إساءة معاملة الأطفال . وعلي الرغم من ذلك، ظل الفيديو في التداول بين مجموعة من القنوات الأخرى علي الانترنت .
وقام بعض المقاتلين البريطانيين المشتبه بهم، ويقاتلون لصالح تنظيم القاعدة بسوريا بنشر صور لأطفال يتدربون علي استخدام الأسلحة الفتاكة في معسكر تدريب جهادي في سوريا.
وتوضح الصور مجموعة من الأطفال ممن يتراوح سنهم مابين التاسعة والخامسة عشرة في زى قتال كامل، ومرتدين أقنعة سوداء، وحاملين الشعار المميز لتنظيم القاعدة .
وشوهد العديد منهم يحملون بنادق آلية من طراز "كلاشينكوف"، ورشاشات ومعدات ثقيلة، بالإضافة إلي قذائف صاروخية .
وقد ظهر فيديو الطفل الصغير المقصود بعد أيام قليلة من قيام جايلز دي كيرشوف منسق مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي من التحذير من أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا خطيرا في تجنيد مقاتلين أجانب، وإقناعهم بالسفر إلي سوريا .
وصرح كيرشوف للجنة الشئون الداخلية أن العديد من رسائل الانترنت، والتي قام بنشرها مجموعة من الشباب يحملون بنادق آلية، وقد ساهمت في تسارع عدد من الأوربيون، من ضمنهم بريطانيون للسفر إلي سوريا للقتال، والتورط مع الجماعات المتطرفة .
وأصبحت هذه القضية من أولويات كل من أجهزة الأمن والمخابرات، كما صارت من بين الموضوعات التي ناقشها كل من الرئيسين هولاند وكاميرون ، وأكد الجميع أن سوريا الآن أصبحت أرضا لتدريب ما يسمي "بالجهاديين" والمعنى الأدق "الإرهابين" .
وصرح بيتر فاهي، رئيس شرطة مانشستر الكبرى، والذي يقوم بقيادة "رابطة ضباط الشرطة لمكافحة الإرهاب" لوكالة البي بي سي هذا الأسبوع أن هناك قلق كبير تجاه البريطانيين العائدين من القتال في سوريا ، حيث يشكلون تهديدا قويا علي الأمن بالمملكة المتحدة .
وعبرت شرطة اسكتلندا عن قلقها الكبير من أن يكون بعض المواطنين العائدين تحولوا إلي إرهابيين، وفي الشهر الماضي تم القبض علي 16 من المشتبهين بهم في جرائم إرهاب بعد السفر من سوريا إلي المملكة المتحدة، والعكس مقارنة مع 24 شخص ممن تم القبض عليهم خلال عام 2013 .