القاهرة: الأمير كمال فرج.

يعتقد البعض أن الشوكولاتة منتج حديث، ولكن هذا خطأ، فالشيكولاته قديمة جدًا، ترجع إلى القرن الثامن عشر، حتى أنها سبقت ظهور مشروب القهوة.

ذكرت بيجي أوكي في تقرير نشره موقع Tasting Table أن "معظم الأوروبيين والمستعمرين الأمريكيين في أوائل القرن الثامن عشر كانوا بحاجة إلى مشروب دافئ وحار بجوار الأطعمة الشهية، وهكذا ظهرت فكرة الشيكولاته".

كانت الشوكولاتة تصنع من حبوب الكاكاو، وانتقلت هذه الحبوب مع الغزاة الإسبان من أمريكا الوسطى إلى إسبانيا قبل قرون، وقد استمتعت العائلات المالكة في فرنسا وإسبانيا بمشروب الشوكولاتة لسنوات. لكن حبوب الكاكاو كانت باهظة الثمن، ولم تكن متاحة على نطاق واسع حتى منتصف القرن الثامن عشر.

 الشوكولاتة .. علاج

مع توسع زراعة أشجار الكاكاو في جزر الهند الغربية، جلبت طرق التجارة المكونات الخام للشوكولاتة إلى إنجلترا وأمريكا الشمالية، إلى جانب الشاي والقهوة والسكر والتوابل.

يفكر الكثيرون في الشوكولاتة الساخنة كعلاج يرفع المعنويات، لكن مشروب الشوكولاتة في القرن الثامن عشر كان يعتبر طبيًا حقًا؛ أوصى "تقويم ريتشارد الفقير Poor Richard's Almanac" لبنجامين فرانكلين باستخدامه كعلاج للجدري.

كانت الشوكولاتة في هذا الوقت تُعرف باسم مشروب الطاقة، حيث كانت تساعد على منح القوة للمرضى وزيادة الرغبة الجنسية، لذلك تم منع النساء والأطفال عن شربه خوفًا من الإفراط في الإثارة!

كوب الشوكولاتة

لم تكن ألواح الشوكولاتة كما نعرفها ممكنة حتى عام 1828، عندما اخترع الهولنديون عملية جديدة للتصنيع. حتى ذلك الوقت، كانت مشروبات الشوكولاتة إما تُخمر من الحبوب المطحونة المحمصة (مثل القهوة اليوم) أو تتكون من نشارة مذابة من ألواح بدائية من الحبوب المطحونة والمخلوطة بالسكر والتوابل.

لم يكن كوب الشوكولاتة المنتج سلسًا ولا كريميًا. أقدم وصفة إنجليزية للشوكولاتة تحتوي على السكر والفلفل الأحمر الطويل والقرنفل واليانسون واللوز والمكسرات وماء زهرة البرتقال. تم غلي هذه المكونات مع الماء وأحيانًا الحليب، ثم زبدها بمطحنة يدوية. وشملت الوصفات الأخرى عوامل تكثيف مثل الخبز والبيض، والتي من شأنها أن تضيف أيضًا إلى المشروب المعروف باسم الشوكولاتة.

نسخة أخرى من الشوكولاتة الصالحة للشرب كانت أشبه بالشاي، حيث تم نقعها من القشرة الخارجية لحبوب الكاكاو بعد التحميص وإزالة القشر الداخلي للطحن. لم يتم التخلص من تلك القشور . تشير السجلات إلى أن السيدة الأولى مارثا واشنطن كانت تفضل شرب هذا المشروب من قشور الكاكاو المنقوعة على الإفطار، وكانت تطلبه بالكيال!

تغيير الأذواق

في حقبة الحرب الثورية في أواخر القرن الثامن عشر، أصبح شرب القهوة بدلاً من الشاي عملاً وطنياً بسبب السياسة بين بريطانيا والمستعمرات، وتم تقديم الشاي والقهوة والشوكولاتة في المقاهي في أمريكا الشمالية، لكن القهوة ظهرت كمشروب وطني بفضل سهولة التحضير والمشاعر المعادية لبريطانيا.

كان تحضير الشوكولاتة كمشروب أكثر صعوبة من تحضير القهوة بسبب الحاجة إلى البهارات التي تمت إضافتها وخطوات الخلط الإضافية، على الرغم من أنها لم تفقد شعبيتها تمامًا. ولحسن الحظ بالنسبة لنا، أصبحت الشوكولاتة الساخنة والكاكاو متاحة في نهاية المطاف بفضل التكنولوجيا الجديدة التي تم تطويرها في هولندا.

عندما قام المخترعون الهولنديون بتحسين معالجة حبوب الكاكاو، أصبحت الشوكولاتة الصالحة للأكل في شكل ألواح ممكنة، مما أدى في النهاية إلى أن طغت على الكعك المطحون السابق الذي كان يستخدم في المشروبات.

أنتجت المعالجة الميكانيكية أيضًا مسحوق الشوكولاتة الذي يمكن تحريكه وتحويله إلى سوائل. بحلول منتصف القرن التاسع عشر، أصبح صنع الشوكولاتة الصالحة للشرب أسهل من أي وقت مضى، ولا تزال واحدة من مشروبات الراحة المفضلة في أمريكا.