القاهرة : الأمير كمال فرج.

هناك نوعان من الانشغال، الأول إيجابي، والثاني سلبي، هناك طريقة أفضل لإعادة صياغة الانشغال (السلبي!) من خلال استخدام كلمات مختلفة، كما يقول المهووسون بالكلمات.

كتبت لي كارتر في تقرير نشرته مجلة Fast Company أن "الانشغال ظاهرة في مجتمعنا. إذا سألت أي شخص عن أحواله، فستتلقى نصف الوقت على الأقل ردًا يفيد بأنه مشغول، أو شيئا من هذا القبيل. من المؤسف أن "الانشغال" في أمريكا يدل على القيمة. إنه رمز حالة من نوع ما. لقد عززنا أسطورة أن الانشغال يساوي قيمة، وهذا ليس صحيحا في كل الأحوال".

على مدار العامين الماضيين ، كنا نركب عجلة هامستر ثابتة. دورة لا هوادة فيها من التغيير والشعوذة والقلق. بين 19 COVID ، والعمل من المنزل ، والبيئة السياسية الخلافية ، والآن الحرب في أوكرانيا، من المستحيل مواكبة ذلك.

من الصعب ألا نشعر بأن لدينا الوقت لفعل أي شيء سوى الرد على كل شيء من حولنا. بينما كنا نكافح للحفاظ على عقلنا ومعنوياتنا تقريبًا، فإن ضغوط كل هذا الانشغال يؤدي إلى مخاوف صحية عامة كبيرة. في الواقع، وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية ، بلغ القلق والإرهاق من انشغالنا أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث أبلغ 71٪ من الأمريكيين عن إجهادهم خلال يوم عملهم.

لكن هذا هو الشيء. عندما نفكر في أنفسنا مشغولين، فإننا نجعل أنفسنا ضحايا. يعني هذا من نواحٍ عديدة ، "لدي الكثير من الأشياء لأفعلها وكل شيء خارج عن إرادتي. أنا غارق".

تخلَّ عن الفكرة القائلة بأن الانشغال يساوي الأهمية

أكدت سلسلة دراسات حديثة من Harvard Business Review أن المجتمع ، يضع مكانة أعلى لمن نعتبرهم مشغولين. تبين أننا كأميركيين ندرك أننا نعيش في مجتمع متنقل، مما يؤدي إلى حاجتنا إلى العمل قدر الإمكان من أجل تحقيق مكانة اجتماعية أعلى. من ناحية أخرى، فإن الثقافات الأخرى التي تعتبر نفسها أقل قدرة على الحركة الاجتماعية، تميل إلى الاسترخاء أكثر والاستمتاع بوقت فراغها أكثر.

مثل العديد من الآباء العاملين، أوفق بين كوني أماً لطفل صغير وزوجة أب لمراهق مع مسؤولياتي كرئيسة لشركة إلى جانب كل ما أقوم به مهنيًا. لقد وصلت شخصيًا إلى نقطة شعرت فيها وكأنني ضحية. كنت دائما مشغولة جدا، كان التقويم الخاص بي ممتلئًا في نهاية كل يوم، ولم أتمكن مطلقًا من إنهاء قائمة المهام الخاصة بي. لم أحقق تقدمًا كافيًا، وكنت دائمًا أسقط الكرة. لم أكن أعرف كيفية تحديد الأولويات أو اتخاذ القرارات. كنت دائما تحت الماء.

تحويل تصورنا

باعتباري شخصية تركز حقًا على المراسلة واللغة، وكيفية تأطير الأشياء، فأنا أعلم أن الرسائل واللغة يغيران حقًا طريقة تفكيرك في الأشياء. بدأت أفكر في حياتي، وكيفية إدارة كل هذا بشكل مختلف.

أدركت أنه إذا تمكنا من تحويل طريقة تفكيرنا إلى عرض جدولنا على أنه "ممتلئ" بدلاً من "مشغول"، فإن ذلك  يعيد لنا السيطرة ويعيد صياغة يومنا بالكامل. كما ترى، عندما تكون "مشغولاً" ، فأنت تعمل دائمًا. إنه عمل بدون توقف. لكن "الامتلاء" غني، إنه السعادة ، إنه الرضا. عندما بدأت أفكر في الأشياء بهذه الطريقة، تمكنت من رؤية مدى امتلاء حياتي.

فيما يلي ثلاث طرق تغيرت فيها طريقة تفكيري نحو الانشغال في العمل :

1 ـ أصبحت ممتنًا لجميع الأدوار المختلفة التي ألعبها

بدلاً من التفكير في كل مسؤولياتي على أنها أدوار. أدركت كم أنا محظوظة حقًا ، فقد أصبحت أمًا لفتاة جميلة على وشك أن تبلغ الثالثة من العمر، وسأعود إلى المنزل أكثر من أجل ربيب الذي سيذهب إلى الكلية العام المقبل، لقد كنت محظوظًة لقضاء المزيد من الوقت مع زوجي مؤخرًا أكثر من سنوات سابقة، حيث كنت أسافر دائمًا للعمل قبل الوباء. أنا محظوظة للغاية لأن لديّ مهنة أحبها وعملاء ذو ​​مغزى في عمل تحويلي.

2 ـ تعلمت كيفية تحديد الأولويات

بدأت في إلقاء نظرة على التقويم الخاص بي، وتقييم كل شيء في قائمة المهام. بالنسبة لكل عنصر، فكرت في الكيفية التي سيضيف بها إلى يومي امتلاء أو ينتقص منه. أدركت أنني لست بحاجة إلى القيام بأشياء معينة. وتمكنت من رؤية كل شيء بشكل مختلف. كانت بعض العناصر مجرد عمل مزدحم، وليس عملًا كاملاً. لقد فهمت بشكل أفضل ما يجب أن يكون موجودًا بالفعل في التقويم الخاص بي مقابل ما لم يكن موجودًا.

3 ـ استعدت السيطرة على حياتي

عندما تعيش حياة كاملة مقابل حياة مزدحمة، فأنت تتحكم فيها. وتكون راضٍ عنها. وهذا التحول قيم حقًا. ولذا، بينما نستمر جميعًا في اجتياز هذه الأوقات الصعبة في محاولة التوفيق بين العمل والأسرة والحياة والسياسة والحرب عبر المحيط، وكل شيء آخر يتعين علينا تحقيق التوازن فيه، يمكن أن يغير التغيير البسيط في مجموعة التحول الذهني الطريقة التي ننظر بها إلى اليوم، والطريقة التي ننظر بها إلى عملنا، والطريقة التي ننظر بها إلى حياتنا.

لذا، في المرة القادمة التي تجيب فيها على السؤال ، "كيف حالك؟" قم بتحول عقلي ورد : "يومي ليس مشغولاً فحسب ، إنه ممتلئ بشكل لا يصدق"،  فكر في كل الأشياء التي يجب عليك القيام بها، وليس الأشياء التي عليك القيام بها. هذا التحول الصغير في طريقة تفكيرك سيحدث تحولًا كبيرًا في كيفية رؤيتك للعالم من حولك.