إكسبو 2020 دبي.
بحضور سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، افتتحت قمة المعرفة 2022 جدول أعمالها، اليوم، تحت شعار «المعرفة.. حماية البشرية وتحدي الجوائح».
في كلمة الافتتاح أكد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، على أن دولة الإمارات تقدُّم نموذجًا فريدًا يُحتَذَى به في التصدي لتداعيات الأزمة التي تسببت بها جائحة كوفيد 19، وذلك بفضلِ الرُّؤى والاستراتيجيات السبَّاقة المستندة إلى المعرفة والابتكار".
وقال بن حويرب: "تسلط قمَّة المعرفة هذا العام الضوء على جوانب التحديات العالمية كافة، كالتغيُّر المناخي، والأمن الغذائي، ومكافحة الفقر، وإعادة النظر إلى المشهد القانوني العام، وصياغة تصور حول الممارسات القانونية في عالم ما بعد الجائحة ودور وتأثير وسائل الإعلام وتأثيرها خلال الأزمة، ومستقبل التعليم في عصر الميتافيرس، ومدى الحاجة إلى استحداث أنظمة اقتصادية وبيئية أفضل".
وتابع: "انعكست الجهود العظيمة التي تقدمها دولة الإمارات في مجال المعرفة والاستثمار بالشباب وتسليحهم بالمهارات والمعارف التي تستجيب مع التغيرات المتسارعة، على ترتيبها في مؤشر المعرفة العالمي لعام 2021 واستطاعت أن تقفز 4 مراكز مقارنة بالعام 2020، للتصدر المرتبة الأولى عربياً و 11 عالمياً في المؤشر الذي يقيس المعرفة على مستوى 145 دولة".
وقالت خالدة بوزار، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمديرة المساعدة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "تعد قمة المعرفة التي نتشهدها اليوم في أحدث انعقاد لها، أحد أهم مخرجات الشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بين راشد آل مكتوم للمعرفة والتي أثمرت عن العديد من المبادرات المعرفية التي كان لها أثر على المشهد المعرفي على الدول العربية والعالم".
وأضافت: "اليوم نطلق تقريرنا الثامن من تقارير استشراف مستقبل المعرفة تحت عنوان:المعرفة هي حماية البشرية وتحدي الجوائح. ويركز التقرير على دراسة القدرات التي تمكن البلدان من الاستثمار في مواجهة الصدمات والحفاظ على مكتسبات التنمية. كما يتناول التقرير ثلاث مخاطر، الصحية والبيئية والتكنولوجية. ولإصدار هذا التقرير تم استخدام منصة معلومات رقمية تتيح الوصول إلى 150 مليون مصدر بأكثر من 180 لغة وتم تحليل المعلومات باستخدام الذكاء الاصطناعي".
وأردفت: "ستناقش قمة المعرفة هذا العام العديد من القضايا، منها أهمية الإسراع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وكيفية مساعدة البلدان على إعادة تحديد أولوياتها".
وجاء تأثير وسائل الإعلام والدور الذي تقوم به أثناء الأزمات على رأس جدول أعمال القمة، كونها تشارك بفاعلية في مواجهة الأزمات واستشراف الحلول لتجاوزها ومكافحة المعلومات المضللة، لا سيما أن تأثيرها أصبح أكبر وأسرع في يومنا هذا، في ظل التواجد القوي لوسائل التواصل الاجتماعي.
وعن طريقة تعاطي وسائل الإعلام مع جائحة كورونا قال كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الإعلام في مصر مر بثلاثة مراحل مختلفة حيث أنه ومع بداية الوباء بدأ الإعلام بنشر الذعر والهلع بين الناس حول الفيروس لتأتي بعدها مرحلة الصدمة والحاجة لمعرفة معلومات أكبر عن الوباء ومصدره والمتسبب به، بعدها بدأ الإعلام يقوم بدوره الحيوي الذي يتمثل بالتوعية عن طريق التعريف بالإجراءات الاحترازية، وتبني السياسات والأهداف.
بدوره رأى علي جابر، مدير قنوات إم بي سي، أن المشكلة الأساسية لا تكمن بالجائحة بل بالمعلومات المضللة التي رافقتها. وتزيد هذه الظاهرة مع الزيادة بعدد الأشخاص الذين يتعرضون لوسائل التواصل الاجتماعي، كونها غير منظمة وغير خاضعة لأي رقابة وتدقيق.
قال جابر: "يوجد تفاوت بين الدول في طريقة تعاطيهم مع الوباء، ففي دول الخليج العربي استطاعت الحكومات من فرض السيطرة من خلال منع نشر معلومات مضللة والاستهتار بنشر الحقائق. حيث يكمن التحدي الأكبر أمام كل الدول التي تنفذ القانون وتحترمه، في تقويم وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق سلامة المجتمع وحمايته من المعلومات المغلوطة".
وبحسب علي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، في فضاء السوشال ميديا المعلومات لا تقتصر على الدولة نفسها، حيث أن الفضاء مفتوح أمام الجميع. وأنه في ظل وجود العديد من المعلومات المضللة على وسائل التواصل وحاجة الأشخاص لاستقاء المعلومات من مصادر موثوقة، تم تقويم المسار واستعادة الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام التقليدي كوجهة للحصول على المعلومات الصحيحة، وألقي عليها دور تصحيح ما تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي.
تعقد القمة بمركز دبي للمعارض في إكسبو 2020 دبي، وبتنظيم من مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي «قمَّة المعرفة»، وبمشاركة نخبة من الخبراء والقادة والمسؤولين الحكوميين من كافة أنحاء العالم، وسيتناول جدول أعمالها على مدار يومين العديد من القضايا المحورية مثل القيادة الناجحة أثناء الأزمات، وإعادة هيكلة الوظائف وعمليات التوظيف والتعليم القائم على التنمية المستدامة.