إكسبو 2020 دبي.
حظي زوار إكسبو 2020 دبي بفرصة مشاهدة بعض من أفضل الأعمال الكوميدية التي قدمها لهم ثلاثة من أهم الفنانين الكوميديين في جنوب إفريقيا، وهم مارك لوترينج وتومي موراك ولوييسو غولا – الذين أضفوا على الأجواء الكثير من المتعة والفرح طوال فترة العرض الذي قاموا بتقديمه يوم الأربعاء (9 مارس) في نادي إكسبو كوميدي.
وفي هذا الصدد صرح الممثل الكوميدي المخضرم لوترينج في حديث له في أعقاب العرض المُقدم في ساحة مركز دبي للمعارض، بأن تقديم عرضا على خشبة المسرح في مكان مثل إكسبو 2020 دبي، هو بمثابة وسيلة للتواصل بين الناس، مما يوفر العديد من الفوائد لكل من الجمهور والفنان المتواجد على المسرح.
كما قال لوترينج: "قد لا يسافر الناس غالبا إلى مكان ما، لأنه ربما يكون بعيدا جدا، لذا فإن عرضا كهذا، يكون بالنسبة لهم بمثابة نافذة يتعلمون من خلالها القليل عن هذا المكان، ويسمعون لهجة البلد الأم من أهلها، ولن أعرف أبدا خلال عرض كهذا، من ذا الذي سأجذب اهتمامه لزيارة مدينتي أو وطني، لكنها معادلة رابحة في كلا الحالتين".
لوترينج هو مناصر قوي لمسارح الكوميديا الارتجالية، حيث قدم عرضه الأول في عام 1997 عندما انتقلت جنوب إفريقيا نحو إرساء عهد ديمقراطي جديد، حيث أعرب عن وجه نظره في المشهد الاجتماعي والسياسي في ذلك الوقت بصورة ذكية. هذا وقد كان عرضه الأول الذي قدمه بعنوان :آفتر ذا بيب" (بعد سماع الصفّارة)، بمثابة بوابه انطلق من خلالها لتقديم عروضه في كافة أنحاء العالم، وفي عام 2017 قدم مارك مسرحية "آنتي ميريل ذا ميوزيكال" (مسرحية العمة ميريل الموسيقية) بصحبة فرقة موسيقية كاملة، حيث استمر عرض المسرحية لمدة ثلاثة مواسم وبيعت تذاكرها بالكامل. بالإضافة إلى ما سبق، حصل لوترينج على العديد من جوائز "مسرح فلور دو كاب"، وفي عام 2001 فاز بجائزة فيتا لأفضل ممثل في فيلم كوميدي.
وعلى صعيد آخر قال غولا، الذي زار دبي آخر مرة قبل 12 عاما: "في الوقت الراهن، يمكنك أن ترى الإمكانيّات اللامحدودة لدبي. ينتابك شعور بأن أي شيء ممكن تحقيقه هنا، إنه المكان المثالي للأشخاص المبتكرين. إن إكسبو 2020 مكان مذهل، منحنا الفرصة لرؤية ما في جعبة الاشخاص الآخرين من فنون وأفكار وتقنيات، كما أنه يمنح الناس الفرصة للتواصل معا، وهو ما يكافحون في بعض الأحيان لفعله".
قدم غولا، منذ انطلاق مسيرته في عام 2006، عروض "الستاند أب كوميدي" الفردية التي أقامها في موطنه ومختلف أرجاء العالم. كذلك شارك في ابتكار وتقديم البرنامج التلفزيوني الإخباري المسائي الساخر "ليت نايت نيوز ويذ لوييسو غولا" (نشرات الأخبار المتأخرة مع لوييسو غولا) والذي اختير في عام 2012 للفوز بــ "جائزة الميل والجارديان لـ 200 شاب من جنوب إفريقيا". ومن ناحيته لم يتوقف غولا عن مواصلة عمله في مجال صناعة السينما والتلفزيون أثناء مواصلته تقديم عروضه الفردية.
بينما أصرت موراك على أنه يتعين على الجميع المشاركة في إكسبو الدولي، إذا سنحت الفرصة لهم للقيام بذلك. وقالت: "أشعر وكأنني أقبع في بوتقة تنصهر فيها الأفكار، خصوصا من ناحية الفنون. فمن كان يتخيل بأن يتعاون الفنانون معا على هذ المستوى. عندما تجتمع الدول، فإن الفنون تحتل مكانة محورية في الصورة العامة لأي حدث، ابتداء من الموسيقى والمؤثرات البصرية وصولا إلى المواضيع التي ستُجسد، حيث تكمن الفنون في صميم الأعمال الترفيهية وتخلق الأجواء التي تُوحد الجميع، لقد أذهلني إكسبو 2020، ولكنه جعلني أشعر أيضا أنني يجب أن أعمل بجدية أكبر".
لكن العمل الجاد ليس بالأمر الجلل بالنسبة لوتومي موراك، والتي تُعرف بأنها سيدة الكوميديا الأولى في جنوب إفريقيا، فضلا عن كونها كوميدية وممثلة وشخصية تلفزيونية وكاتبة، حيث بدأت موراك حياتها المهنية في عام 2005 ولم تظهر أي بوادر تُشير على تباطئ وتيرة عملها منذ ذلك الحين. فالأمر لا يقتصر على كونها أول امرأة تستضيف برنامج الستاند أب كوميدي "كوميدي سنترال بريزينت في إفريقيا" عام 2018، ولكنها أصبحت كذلك أول امرأة إفريقية لديها عرض خاص على "منصة نيتفليكس". فعندما لا تكون موراك تؤدي مهمتها الأساسية والتي تتلخص في إضحاك الناس، فإنها تظهر بانتظام على شاشة التلفاز وفي دور السينما، حيث لعبت مؤخرا دور البطولة في الفيلم الكوميدي الجنوب إفريقي "سيريسلي سنغل" المتاح على منصة نتفليكس.