إكسبو 2020 دبي.
تجلّت حكمة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بمبادراته لحماية المها العربي من الانقراض، وذلك خلال جلسة عُقدت في جناح الاستدامة في إكسبو 2020 دبي تحت عنوان "تسليط الضوء على المها العربي"؛ تناولت الجلسة جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في حماية المها العربي من خطر الانقراض، وكيفية انتقال المها من حافة الانقراض إلى مرحلة النمو، وكيف أن المحمية لم تنقذ المها فحسب بل ألهمتها أيضا للعيش الأفضل.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، أمين عام هيئة البيئة أبوظبي: "يعود فضل إعادة توطين المها العربي إلى الاهتمام المبكّر للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث أصدر سموّه توجيهاته لوضع برامج لحماية المها العربي وإكثارها، حيث كان اهتمامه الشخصي ودعمه المستمر وبُعد نظره هو الدافع الحقيقي وراء نجاح عملية إعادة توطين المها العربية في البرية لتصبح نموذجاً يحتذي به في جميع أنحاء العالم".
وأضافت الظاهري: "ما يقرب من ثلاثة أرباع أرضنا، وأكثر من 60 في المئة من بيئتنا البحرية، قد تغيرت أو تدهورت على مستوى العالم. وقد أدى ذلك إلى انقراض العديد من الأنواع وتهديد العديد من الأنواع الأخرى، والتي تقدر بنحو مليون نوع. نحن وأفعالنا وحدنا مسؤولون عن الكثير منها. لا ندرك أن أفعالنا لا تؤثر فقط على الأنواع، ولكنها تعرّض وجودنا للخطر أيضا، وهذا يحتاج إلى عمل حقيقي لاستعادة الشراكات وإعادة بنائها".
وركّزت الدكتورة شيخة على أهمية التعاون مع الهيئات والدول لحماية الحيوانات المهددة بالانقراض؛ وقالت: "آمل في الأعوام المقبلة أن يقف زميل لي ليتحدث عن الإنجازات الجديدة التي تحققت في هذا المجال".
جاء ذلك بالتزامن مع احتفال إكسبو 2020 دبي باليوم العالمي للأحياء البرية، حيث يركز موضوع هذا العام الذي خصصته منظمة الأمم المتحدة على أهمية حماية الأنواع الرئيسية لتعافي النظم البيئية، وذلك لجذب الانتباه والتعرف على حالة حفظ وحماية بعض أنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بشدة بالانقراض، بالإضافة إلى دفع المناقشات التي تهدف إلى إيجاد الحلول وتنفيذها.
واليوم العالمي للأحياء البرية هو فرصة للاحتفاء بغنى التنوع والجمال في الحيوانات والنباتات وزيادة الوعي بالمزايا التي تعود على الناس من الحفاظ على ذلك الغِنَى والتنوّع؛ وهو في الوقت ذاته فرصة تذكّرنا بالحاجة الماسة لمكافحة الجريمة ضد الأحياء البرية، والحد من تسبب الإنسان في تقليل أعداد الأنواع، وتلك مسألة لها آثار اقتصادية وبيئة واجتماعية كبيرة. وبالنظر إلى تلك الآثار الجانبية السلبية، يركّز الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة على وقف فقدان النوع البيولوجي.