إكسبو 2020 دبي.
الحفاظ على الأنظمة البيئية والحياة البرية، ووضع مبادرات مستدامة داخل المجتمعات المحلية، هي الطريقة الوحيدة للمضي قدما في سبيل مستقبل أفضل لكوكبنا – هذا ما أجمع عليه خبراء في جلسة نقاشيّة بعنوان "حماية الحياة وكوكب الأرض" عُقدت اليوم الخميس في إكسبو 2020 دبي ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للأحياء البرية.
ووفقا لما ورد في تقرير للصندوق العالمي للطبيعة (الصندوق العالمي للحياة البرية سابقا)، فقد تناقصت أعداد الثديّات والطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات بنسبة 60 في المئة على مدى السنوات الأربعين الماضية بسبب تغيّر المناخ، وذلك ، حيث أدى الصيد الجائر والتجارة غير المشروعة والاستغلال المفرط إلى تفاقم قضايا الانقراض.
وقال ماهر ناصر، المفوَّض العام للأمم المتحدة إلى إكسبو 2020 دبي ومدير شعبة التوعيّة في إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي: "ما نفعله اليوم كبشر لا يمكن تحمله... نحن الآن ننظر في احتمالية انقراض مليون نوع من الكائنات الحيّة قبل نهاية القرن، وتزايد الكثافة السكانية إلى 11 مليار نسمة بحلول عام 2100. وسنحتاج إلى المزيد من المواد الغذائية والأراضي، وسيكون هذا بالطبع على حساب البيئة".
ومع احتفال برنامج الأمم المتحدة للبيئة بحلول الذكرى السنويّة الخمسين لتأسيسه هذا العام، أكد ناصر أن احترام البيئة والعيش في تناغم مع الطبيعة – كما فعل أسلافنا من قبلنا – يشكّل أهمية بالغة في تحقيق الأهداف العالمية وإيجاد عالم أكثر نظافة وأمانا وصحة للجميع".
وتابع قائلا: "ينصبّ تركيز ثلاثة من أهداف التنمية المستدامة على تغيّر المناخ والحاجة إلى العمل من أجل المناخ بغية إيقاف ما نقوم به في أنشطتنا الاقتصادية. إننا في حاجة ماسّة إلى العودة إلى مسار مستدام نؤسّس من خلاله لعلاقة جديدة مع الطبيعة على أساس احترام حدود بعضنا البعض".
ناقشت الجلسة أيضا المبادرات الرامية إلى حشد التمويل لمشروعات صون الحياة البرية على النطاق العالمي. ومن بين المخططات ذات الصلة مشروع تنفّذه الأمم المتحدة تحت مسمى "نصيب الأسد" بغرض تشجيع وكالات الإعلان على تخصيص واحد في المئة من إنفاقها لإعلانات تُركّز على الحيوانات، حيث من المتوقع أن يصل إجمالي ما يجمعه هذا المشروع إلى 100 مليون دولار سنويا.
ومن خلال طرح مبادرات تنادي بالتصدّي للصيد الجائر للأفيال وتحسين جودة الحياة في المجتمعات الزامبية وتوظيف العلوم للحفاظ على القطط الكبيرة في جميع أنحاء العالم، أجمع الخبراء أثناء الجلسة على أن رفاهية المجتمعات وازدهارها تؤثر تأثيرا محوريا في الجهود الموجّهة نحو صوْن هذه الأنواع.
في هذا السياق، قال فريدريك لوناي، الرئيس التنفيذي لبانثيرا – وهي منظمة معنية بصون القطط الكبيرة: "عندما تتوفر للناس موارد كافية، فإنهم لا يحتاجون بالضرورة إلى قتل الحيوانات البرية". وتديرُ بانثيرا برنامجا داخل مجتمعات جنوب أفريقيا بهدف وقف عادة استخدام جلود النمور في الاحتفالات الدينية، والاستعاضة عنها بفراء اصطناعي عالي الجودة، وذلك عن طريق استحداث نموذج أعمال للتصنيع والإصلاح قائم على الاكتفاء الذاتي.
واحتفل إكسبو 2020 دبي باليوم العالمي للأحياء البرية عبر فعاليات خاصة ضمت كبار مناصري الحفاظ على البيئة والعلماء والناشطين من جميع أنحاء العالم، وذلك بغرض تسليط الضوء على الجهود المبذولة محليا وإقليميا ودوليا لصوْن الأنواع المهددة بالانقراض وحمايتها وإنقاذها، والتشجيع على اتخاذ إجراءات مماثلة على الصعيد العالمي.