القاهرة: ترجمة أكف .
أكد علماء في سويسرا احتمال لتعرض الرئيس الراحل ياسر عرفات لتسمم حتي الموت بالبولونيوم المشع ، جيث أكد الخبراء وجود نسب عالية غير مبررة منه في بعض المتعلقات الشخصية للرئيس الراحل من ضمنها قبعته، وفرشاة أسنانه، وملابسه الداخلية، وهى نفس المادة التى استخدمت لقتل الجاسوس الروسى السابق الكسندر ليتفينينكو في لندن 2006 .
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" التي كشفت الموضوع كان عرفات مريضا فى مقره فى الضفة الغربية بعد معاناة من الغيثان وآلام في المعدة وفشل كلوي وكبدي، وهي اعراض مماثلة لتأثير التسمم بالاشعاع، وتوفي في فرنسا 11 نوفمبر 2004 عن عمر يناهز السابعة والخمسين، وفى ذاك الوقت لم يستطع الأطباء تحديد سبب الوفاة.
وانتشرت الكثير من الاشاعات حول موت عرفات، وخاصة بعدما عجزالاطباء عن تحديد سبب الوفاة، وانتشرت العديد من الفرضيات بدءا من وفاته نقص المناعة، وصولا لافتراض الموت بالسم علي يد خصومه.
وتصاعدت الإشاعات عندما رفضت زوجته فى البداية تشريح جسد زوجها، ولكنها غيرت رأيها، وطلبت من قضاة فرنسا العام الماضي إجراء تحقيق فى حادثة وفاة زوجها، مشيرة إلى اعتقادها بأنه مات مسموما لاعتقاد قاتليه أنه عائقا للسلام.
وأكد الخبراء فى معهد لوزان للفزياء المشعة ان نتائج الاختبارات تؤكد احتمالية وفاته بأسباب غير طبيعية، والسبب هو قلة سقوط الشعر، وكذلك نقص نخاع، كما أن العديد من الاختبارات التي اجريت على سوائل جسده تحتوى على مستوى عالى من البولونيوم.
تدعم هذه النتائج احتمالية تسمم عرفات بالبولونيوم 210 ، فقد تم فحص 37 دليلا من متعلقات الرئيس، وتمت مقارنة مستويات البولونيوم بالنسب المماثلة للمواد غير الملوثة، وقد أوضحت تقديرات الحاسوب التي تحدد سرعة تحطم المادة المشعة أن مستويات البولونيوم 210 مرتفعة عن النسب العادية.
وقامت الجريدة الطبية البريطانية بنشر نتائج فريق التحقيق الذي اعترف بندمه لعدم تشريح جثة عرفات بعد موته، ويخترق البولونيوم جسد الانسان بسرعة، ومن الصعب تتبع آثاره في حالة التأخير، وأضاف الباحثون عقب الوفاة مباشرة بان تشريح الجثة سيكون مفيدا فى هذه الحالة، على الرغم من احتمالية تسمم البولونيوم، إلا انه لا يمكن التعرف عليه في هذه الأثناء . وسيتم حفظ عينات من الجسد، وتحليلها فيما بعد.
وفي تصريح للمحامي الخاص بزوجة الرئيس الراحل " بيرى وليفر سود" لوسائل الاعلام الفرنسية قال "تثق السيدة سها عرفات بقدرة السلطات على تحديد ظروف وفاة زوجها، وكشف الحقيقة، وبذلك ليسود العدل، إنها تريد الحقيقة هى وأسرتها ولا شيء الا الحقيقة، ولا وجود لأى ايدلوجية او استغلال سياسى في الموضوع" .
وفي تصريح خاص لأرملة الرئيس فى يونيه 2011 قالت بان "كل من الولايات المتحدة واسرائيل اعتبرا زوجها عقبة أمام تحقيق السلام في المنطقة". وأضافت : "أريد أن يعرف العالم حقيقة اغتيال ياسر عرفات.
وكانت اسرائيل قد احتجزت عرفات فى مقره برام اللة عندما سقط مريضا في أكتوبر 2004 ، وقد منح تصريحا لتلقي العلاج بمستشفى "بيرسى" العسكري بالقرب من باريس، وكانت أخر كلماته قبل المغادرة : " ان شاء الله سأعود قريبا"، وبعد أقل من شهر من وصوله دخل فى غيبوبة، ووافته المنية في 11 نوفمبر 2004 ، وفى ذلك الوقت اعتقد الأطباء أن سبب الوفاة عدة جلطات غير منتظمة، واستبعدوا تماما احتمال التسمم.
ونقلت جريدة "لوموند" اليومية فى فرنسا عن مصادر احتمال وفاته بحالة تخثر بالأوعية الدموية، وقد وصفت الحالة بأنها تعطيل كامل لآليات الجسد، والتى تؤدي تدريجيا إلي تجلط الدم، وبالتالي الى نزيف داخلى شديد، مما يسبب الوفاة، واقتبست الجريدة تصريحات أحد الأطباء إذ يقول "عملنا ايضا علي احتمالية السم مستخدمين التقنيات المتطورة قبل النفى".
وبينما يقول الفلسطنيون بأن أى دليل يفيد تسمم عرفات يشير بكل مباشر الي تورط اسرائيل بشكل أو بآخر، قام المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاسرائيلية بتجاهل مثل هذه الاحتمالات .