القاهرة : الأمير كمال فرج.

لا يوجد شيء أكثر خطورة على مكان العمل من السلوك السلبي. بصفتك مديرًا، فأنت تعرف كيف تبدو هذه السلبية: ردود مقتضبة في البريد الإلكتروني والدردشة ، والشكاوى من زميل عمل إلى آخر، ونفاد الصبر مع العملاء، ولغة الجسد العدوانية في الاجتماعات، وفك الارتباط أثناء تجمعات الفريق، والهمهمات وتنهدات السخط القادمة من مكتب شخص ما ... والقائمة تطول.

كتب شون بورشام في تقرير نشرته مجلة Forbes "عندما ترى هذه السلوكيات تظهر في شخص ما في فريقك، فمن الأفضل أن تطلق صفارات الإنذار. هذه السلبية ستكلفك الوقت والمال. البؤس يحب الرفقة، والموقف السلبي شديد العدوى. سيكون للموقف السلبي لشخص واحد تأثير مضاعف على الفريق بأكمله، وبالتالي يكون له تأثير هائل على إنتاجية عملك والنتيجة النهائية. هذه مسؤولية يجب معالجتها".

لحسن الحظ، يمكنك تدريب موظف سلبي وتحويله إلى أفضل أداء. أعتقد اعتقادا راسخا أن أي شخص يمكن أن يصبح لاعبا من الدرجة الأولى. إن الأمر ببساطة يدور حول وجود موقف إيجابي، مع الرغبة في التعلم، والتحسين المستمر.

إذن كيف يمكنك تدريب الموظف السلبي على العودة إلى المسار الصحيح؟ فيما يلي خمس خطوات لتحقيق ذلك :

1 ـ مثال يحتذى به.

كمدير، أنت قائد فريقك. يتطلع هذا الفريق إليك لإرشادهم خلال الأجواء الصعبة ورسم مسار للنجاح. كيف تتعامل مع هذا التحدي؟، ما هو موقفك إذا أظهر شخص ما في فريقك موقفًا سلبيًا؟، أنت بحاجة إلى الرجوع إلى الوراء، وتقييم ذاتك، لتحديد ما إذا كان موقفك تحت السيطرة أم لا؟. أنت تحدد النغمة.

لا أحد يستمتع بمعالجة نزاع أو مشكلة ما، ولكن كمدير، عليك أن تتكئ وتتمرّن على الحديث الصريح للمساعدة في إعادة موظفك السلبي إلى المسار الصحيح. كن حريصًا على ممارسة السرية وإجراء المحادثة في بيئة يشعر فيها الموظف بالراحة والأمان.

قم بتوصيل قيمة الموظف بوضوح، وخطورة السلبية على الفريق بأكمله، ورغبتك في مساعدة هذا الموظف على النجاح في العمل والحياة.

2 ـ استمع للموظف.

الموظف غير سعيد بشيء ما، حتى لو كان مصدر الشكوى حيوان الأليف، لا تتغاضى عن الموقف السلبي أبدًا ، اغتنم هذه الفرصة لدفع الموظف إلى التحدث بشكل صريح. استمع ، اطرح الأسئلة ، واستمع أكثر. من المحتمل أن تجد فرصة للتحسين من شأنها أن تفيد فريقك ومؤسستك.

3 ـ إضفاء الشرعية على مشاعر الموظف.

 تتمثل إحدى الطرق البسيطة لإظهار أنك تفهم وتسمع مخاوف الموظف في تكرار ما يشعر به الموظف. سيساعد هذا أيضًا في التأكد من أن كلاكما على نفس الصفحة تمضيان قدمًا في تحديد الحل.

4 ـ ابحث عن طرق لتحسين وتحديد الأهداف.

 لا تنظر في المرآة الخلفية. حافظ على تركيزك على ما هو قادم. اعمل مع الموظف لتحديد الأهداف وتحديد عناصر العمل لتحقيقها. أخيرًا، ضع خطة لقاعدة اللمس في المستقبل القريب لتقييم التقدم.

وقاعدة اللمس touch base مصطلح غالبًا ما يُرى في سياقات العمل، ويعني إجراء اتصال أو إعادة الاتصال بشخص ما لفترة وجيزة ، مثل "لنتواصل الأسبوع المقبل". يُعتقد أن لهذه العبارة بعض العلاقة مع لعبة البيسبول حيث يتعين على كل من العداء واللاعبين "لمس القاعدة" من أجل أن يكونوا آمنين أو يسجلون خروجًا.

في الواقع، بصفتك مديرًا ، لن تقوم دائمًا بفهم الأمور بالشكل الصحيح، وكذلك موظفيك. هذا هو المكان الذي يكون فيه "التسامح مع الفشل" هو المفتاح.

نحن نرى إخفاقاتنا كفرص للنمو، وإخفاقاتنا تسمح لنا بإعادة الالتزام بأهدافنا بموقف "سأفعل". إذا كان الجميع متعاونين مع موقف إيجابي ورغبة في التحسن، فسترى أن الموظف السلبي يتفاعل ويتحول إلى لاعب ممتاز في فريقك.

ومع ذلك ، إذا استمرت السلبية ولا ترى هذه الرغبة في التحسن ، فالأمر متروك لك كقائد لاتخاذ إجراء سريع لضمان أن السلبية لا تلوث ثقافة الشركة، وتعرقل فريقك عن تحقيق أهدافه.