إكسبو 2020 دبي.

أكد خبراء في إكسبو 2020 دبي على أن الابتكارات التقنية والاستراتيجيات التي تستشرف المستقبل تشكل حلولا رائدة ضمن المساعي الرامية إلى مواجهة التحديات الكبرى لأنظمة الغذاء العالمية، في وقت يسعى فيه العالم جاهدا لتأمين احتياجات ملياري شخص إضافي من الغذاء بحلول عام 2050.

وتشير التقديرات إلى الحاجة لزيادة إنتاج الغذاء العالمي بنسبة تصل إلى 70 في المئة على مدار الثلاثين عاما المقبلة؛ ومن ثمّ فإن الحل يكمن في تنفيذ أفكار مبتكرة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي.

وخلال الجلسة النقاشية التي استضافها المجلس العالمي في مركز دبي للمعارض بإكسبو 2020 دبي تحت عنوان "مزارع المستقبل"، تناول عدد من العلماء والأكاديميين موضوعات تتعلق بالآثار المترتبة على تغيّر المناخ والأنشطة الزراعية المكثفة وانحسار رقعة الأراضي الزراعية ونقاء المياه، وما أدت إليه من تراجع في معدلات إنتاج الغذاء؛ وتحدثوا كذلك عن أساليب الزراعة غير التقليدية والحلول التي توفرها التقنيات الحديثة كأجهزة الروبوت وغيرها من الوسائل القادرة على زيادة الإنتاجية وتعزيز كميات الغذاء.

في هذا السياق، قالت البروفيسور فيسنا بنجين، المؤسس المشارك والمستشار العلمي بمعهد بايوسينس: "المعرفة الزراعية التي تتوفر لدينا اليوم بشأن المحاصيل التي نزرعها وأساليب الري والتسميد هي حصيلة خبرات امتدت لمئات السنين؛ خبرات اكتسبها أجدادنا والأشخاص الذين اشتغلوا بزراعة محاصيل مختلفة في مواقع معينة واكتسبوا تلك المعرفة. أما اليوم، وبسبب تغير المناخ، فإن ما نعلمه إما يتعذر علينا تطبيقه، أو نطبقه بالفعل دون أن نحقق أفضل النتائج المنشودة".

وأضافت: "وفي ظل هذا الوضع، فإن أحد البدائل المتاحة يتمثل في الانتظار لمدة 200 سنة أخرى لكي نكتسب تجارب جديدة ونتعلم كيفية تطبيقها؛ وهذا خيار غير مجدٍ بكل تأكيد. لذا، فإن أفضل ما يمكننا القيام به اليوم هو توظيف التقنيات الرقمية وأجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي للحصول على وصفات سريعة وجديدة بشأن ما ينبغي القيام به وفي أي مكان".

وخلال جلسات "تكنولوجيا الغد"، التي استضافها مركز دبي للمعارض، تبادل عدد من المبتكرين والمعنيين الأفكار وقدموا دراسات حالة وتقنيات مبتكرة يمكن أن تُسهم في زيادة إنتاج الغذاء العالمي.

وتحدثت العنود الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة "ذا فيوتشرست كومباني"، عن أهمية إيجاد حلول مدعومة بالبيانات والتقنيّة، مشيرة إلى مشروعها المتمثل في دمج التقنيات في كبسولة تعمل بالطاقة الشمسية، أطلق عليها اسم "GAIA"، توفر نظام زراعة متطورا يُدار بالذكاء الاصطناعي عن طريق استخدام الطاقة المتجددة على مدار العام وبكميات مياه أقل بنسبة 60 في المئة. وقد ساهم هذا النظام في تعزيز الإنتاجية بنسبة وصلت إلى 30 في المئة.

ويرى جيسون شراير، مدير حلول السوق بمؤسسة تحسين الثروة الحيوانية (إل.آي.سي)، أن الكفاءة والإنتاجية والاستدامة هي النقاط الرئيسية التي ارتكزت عليها حلول التقنية الزراعية في قطاع الثروة الحيوانية، حيث يوفر تقييم المراعي والغطاء بالأقمار الصناعية (SPACE) معلومات بشأن إدارة الأراضي ونظم الرعي الدوّار.

وأكد ديفيد ديفيس، الرئيس التنفيذي لشركة آغ يونيتي، على أهمية التقنية والاتصال بالنسبة للمزارعين ذوي الدخل المنخفض كأداة لتطوير الكفاءة في إنتاج الأغذية، قائلا إن "عدد صغار المزارعين يبلغ نصف المليار في العالم، وهم يدعمون نظاما بيئيا يضم 1.3 مليار شخص. ونحن نعمل مع هؤلاء المزارعين في 12 بلدا، ويعمل معظمهم بكفاءة تتراوح بين 20-50 في المئة. وعلى هذا النحو، فإنه لحل مشكلة نقص الغذاء في العالم وتعزيز كفاءة هؤلاء المزارعين والحد من النفايات، يتعين علينا تمكينهم عبر إنشاء وإنتاج منصات للهواتف المتحركة من شأنها مساعدتهم على النمو".

وعرض مبتكرون من إستونيا والمجر وجمهورية كوريا مزايا الحدائق الداخلية الذكية، وتقصير سلاسل الإمداد، والزراعة العمودية، ووصفات تنمية المحاصيل، والاستعانة بالطائرات المُسيّرة لاستخدام المياه بشكل فعّال، فضلا عن رش المبيدات الزراعية، ما أدى إلى صفرية المخلفات وزيادة في إنتاجية الأغذية.

تأتي هذه الجلسات ضمن أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش في إكسبو 2020 دبي، الذي يمتد حتى 23 من الشهر الجاري، وهو الأسبوع التاسع من أسابيع الموضوعات العشرة التي تُقام على مدار ستة أشهر هي فترة انعقاد إكسبو 2020 دبي. وتُشكّل أسابيع الموضوعات جزءا رئيسيا من برنامج الإنسان وكوكب الأرض، ومنصة لتبادل رؤى جديدة وملهمة من أجل مواجهة أكبر تحديات العصر واستعراض أبرز الفرص.