إكسبو 2020 دبي.
شهد إكسبو 2020 دبي، بعد ظهر أمس (20 فبراير) مناقشة موضوعات بناء السلام عبر الأمن الغذائي، والدور الأساسي الذي يلعبه صغار المزارعين، وإغناء الأغذية لمعالجة سوء التغذية، وتمويل التحول الفعال في نظم الأغذية الزراعية على مستوى العالم تحت شعار "طعام صحي للجميع".
وكانت فعالية "طعام صحي للجميع" التي أُقيمت في مركز دبي للمعارض من بين أبرز فعاليات أسبوع الغذاء، والزراعة، وسبل العيش من إكسبو 2020 دبي المنعقد خلال الفترة (17-23 فبراير الجاري).
وعلى هامش مناقشات جلسة أولية استكشفت سبب كون المزارعين في صميم تقديم طعام صحي للجميع، قالت كريستينا باورمان، المتحدثة باسم تيدكس، والكاتبة والطاهية لدى مطعم "غلاس هوستاريا" الحائز نجمة ميشلان في روما: "نشأت وترعرعت مع هذا الارتباط بمن هو مسؤول عن إنتاج طعامي.. جلبت معي هذا الارتباط عندما كبرت – أولا كمستهلك، ثم كطاهية".
أبرزت المحاضرة الزميلة الدكتورة أنيكا مولسورث – مزارعة شابة، وعالمة بيئة، وروائية وكاتبة – أهمية هذه العلاقة، مشيرة إلى علاقة العمل المشترك بين الطهاة والمزراعين، وقالت: "الخيارات التي نتخذها عندما نجلس على الطاولة، ما نضعه في الطبق أمامنا، يعطينا فكرة عن ما يفعله المزارع في الحقل".
واضافت: "نحن بحاجة ماسة إلى توفير ابتكارات جديدة، وأفكار جديدة، وتقنيات جديدة وإتاحتها للمزارعين، ليس المزارعين في البلدان الغنية فحسب، ولكن جميع المزارعين في أنحاء العالم – وبخاصة أولئك الذين يعيشون أوضاعا أكثر وهنا. ويبدو جليا أننا بحاجة إلى مزارعين يساهمون في ابتكار هذه الأفكار، ويمتلك المزارعون هذه التجارب الحية، حيث يعرفون نوعية التربة ونباتاتهم وحيواناتهم أفضل من أي شيء آخر".
وأقيمت فعالية "طعام صحي للجميع" بقيادة لورنا ماسيكو، طاهية مشهورة، ومؤلفة كتب طهي وشخصية إعلامية حائزة جوائز، حيث جمعت الفعالية المزارعين والشعوب الأصلية، والشباب، والقادة الحكوميين، والشركات، والمواطنين من جميع أنحاء العالم لإعادة تصور طرق الإنتاج والنقل وسوق الغذاء، وحماية البيئة في الوقت ذاته.
وتضمنت قائمة الحضور مجيد يحيى، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وممثله لدى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث انضم إلى ثين لي وين – مراسل شهير للمناخ والغذاء، وصحفي ومؤسس "ثين إنك" – على خشبة المسرح لمناقشة كيف يتسبب الصراع في إحداث اضطراب وخلل كبيرين في توفير غذاء آمن يسهل الوصول إليه وبأسعار معقولة، ولماذا يجب القيام بالاستثمارات لضمان وصول طعام صحي إلى معظم المناطق التي تأثرت بالنزاعات والصراعات.
وأوضح يحيى: "قلتَ بأن: "الصراع يؤدي إلى الجوع". لكن الجوع يمكن أن يُفضي أيضا إلى الصراع ... إذ يُمثل الأمن الغذائي أمنا قوميا لدى أي دولة. ولصون السلام لدى بلد ما وللحفاظ عليها، ما عليك سوى الحفاظ على أمنك الغذائي، واليوم، ينتج العالم ما يكفي لإطعام الجميع، ولكن دون إمكانية وصول عادلة".
طغى موضوع الابتكار على غيره من العديد من المناقشات، بمشاركة لجنة مؤلفة من أربعة أشخاص بعنوان "طعام صحي يحفّز الناس والاقتصادات - محادثة"، والتي بحثت في دور الشركات العالمية في تحويل النظم الغذائية للقضاء على الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية بحلول عام 2030، ضمن أهداف التنمية المستدامة.
وانضم عن بُعد، المحاضر يانيك فوينج، المدير الدولي لتحسين التغذية، دي اس ام، قائلاً: "يُعد التدخل في إغناء الأغذية والأطعمة الأساسية مثل الذرة [أو الأرز] بالمغذيات الأساسية طريقة جيدة للغاية وغير باهظة وفعالة لزيادة محتوى المغذيات في الأطعمة التي يستهلكها الناس كل يوم.
وقال: "إنه يجسد حقا تدخلا كبيرا، إذ لم نستفد بعد من الإمكانات الكاملة لإغناء الأغذية.. تقدر التكلفة الإضافية لكل فرد سنويا، لإغناء الدقيق، على سبيل المثال، بالحديد وحمض الفوليك حوالي 12 سنتا فقط. لا ينبغي أن ننظر إلى الإغناء على أنه تكلفة - بل يتحتم أن يُنظر إليه على أنه استثمار للمستقبل".
وقد برز جذب الاستثمارات بشكل كبير في الجلسة الختامية للفعالية، والتي ضمت إرثارين كازين، المديرة التنفيذية السابقة لبرنامج الأغذية العالمي والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فود سيستمز فور ذا فيوتشر"؛ إينوك تشيكافا، مدير التنمية الزراعية (المؤقت)، مؤسسة بيل وميليندا غيتس؛ والدكتورة كلوديا سادوف، المدير العام "ريسيرش ديليفري آند إمباكت"، ومنسقة فريق الإدارة التنفيذية للمجموعة الاستشارية بمنظمة "سي جي آي إيه آر".
وقالت إرثارين كازين: "لا يمكنك إنجاز أي شيء بدون المال. وفي الواقع ينضم إلينا يوميا العديد من الجهات الراعية والداعمة ومنظمات "إكس برايز" والمنح، لتأسيس أعمال جديدة – تعمل على دعم النظام الغذائي عبر إنشاء وتحفيز تطوير وسائل جديدة. ولكن لا يوجد رأس مال مخصص للنمو. وسواء أطلقنا على الفجوة بين الأعمال الناشئة والأعمال التي تجذب رأس المال، تسمية الوسط المفقود، أو الوسط الخفي أو الوسط المعقّد، فهي التي تمثل عائقا أمام تحقيق الفرص.
"إن الشيء الوحيد الذي كان يجب أن نتعلمه من هذه الجائحة هو أننا لا نستطيع بناء جدران عالية بما يكفي لإبعاد المشكلات عنا. ولذلك، من مصلحتنا جميعا الاستثمار في الوسائل التي ستدعم تبني سبل تطوير أنظمتنا الغذائية، وتدعم إيجاد الحلول في المناطق التي تعاني من مشكلات النظام الغذائي، وأن نوفر الفرصة لكل طفل وكل أسرة للحصول على غذاء صحي".
يُعد "أسبوع الغذاء والزراعة وسبل العيش"، التاسع ضمن أسابيع الموضوعات العشرة التي تقام على مدار الأشهر الستة لإكسبو 2020 دبي.