إكسبو 2020 دبي.
أجمع خبيران خلال حلقة نقاشية، أُقيمت في اليوم الأخير من أسبوع الصحة واللياقة المنعقد في إكسبو 2020 دبي، أنه يمكن للسياسات العامة أن ترشدنا نحو مستقبل يعِد بمستوى أفضل من الصحة واللياقة للجميع، غير أن ذلك يتعثر في حال عدم معالجة المشكلات المحيطة بالمساواة والتعليم.
وشارك في الحلقة النقاشية بعنوان "السياسات العامة تدعم الصحة واللياقة"، الدكتور جوهان كارلسون، مستشار أول في وكالة الصحة العامة السويدية، والبروفيسور نينو كونزلي، دكتور في الطب حامل شهادة دكتوراه وشهادة ماجستير في الصحة العامة، وعميد الكلية السويسرية للصحة العامة، اللذان ناقشا كيف يمكن للسياسات المرشدة أن تكون مفيدة، لكنهما كانا واقعيَين حيال التحديات التي يمكن مواجهتها.
وقال البروفيسور كونزلي: "لا يحدث التتغير إلا إذا كانت هناك معايير، لذا فإن السياسات مهمة للغاية. ولكن الكثير من البلدان ليس لديها معايير على الإطلاق. وماذا نفعل إذا لم توجد معايير؟ نحتاج إلى المعايير لنتمكن من تحقيق أهدافنا. ولحسن الحظ، هناك الكثير من البلدان التي يمكنها إظهار ما هو ممكن في عقدين أو ثلاثة عقود فقط".
وأشار الدكتور كارلسون، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، ليس فقط وضع جدول أعمال. وأوضح قائلا: "إن وضع الخطط أمر سهل إلى حد ما، أما التنفيذ فهو الصعب. يجب إعطاء الناس الأدوات اللازمة لجعلهم يتصرفون بالطريقة التي نريدها".
وخلصت الحلقة النقاشية، التي أدارها ديفيد غورلي، المدير المعماري، دستركت 2020، أن اللامساواة ونقص الوعي عائقان أساسيان أمام تعزيز صحة ولياقة الناس. وقد أوضح البروفيسور كونزلي النقطة المتعلقة بالتعليم، حيث قال: "من الأهمية بمكان مساعدة الناس على اتخاذ قرارات صحيحة وصحية".
أما بالنسبة للدكتور كارلسون، فإن هذا الأمر يرتبط بالعدالة الاجتماعية: "إنها ليست مسألة تعليم فحسب، بل هي مسألة إمكانيات متاحة. في جميع البلدان توجد مشكلة المناطق ذات الدخل المنخفض، والتعليم المحدود، ولكن لكل شخص الحق في التمتع بصحة جيدة، حتى لو لم يكن دخله المادي جيداً. ولكن إذا لم تتوفر البدائل، ماذا نفعل؟.
وأضاف: "أضحى الأمر أكثر من مجرد قضية طبقة متوسطة متمثلة في البيئة الجيدة، والاستدامة، وعائلتك وما إلى ذلك، إلا أن الجميع يعلمون أن تلوث الهواء يُعد أمرا خطيرا، أو أنه يمكنك تحسين نوعية حياتك، وهذا مردهُّ إلى التعليم. ينبغي عليك أن تكون على دراية بماهية البدائل المتاحة، فعلى سبيل المثال، قد يستخدم الناس دراجاتهم أكثر إذا أدركوا مدى الفائدة التي تعود على صحتهم، وبيئتهم، ومقدار الثمن البخس نظير استخدامها. وتُمثل مرحلة التنفيذ أهمية لحمل الناس على العمل".
وأشاد كلا المتحدثين بجهود دولتيهما في تنفيذ السياسات العامة التي شجعت على تحسين الصحة واللياقة انطلاقا من نهج سويسرا تجاه تلوث الهواء ووسائل النقل العام الممتازة بالنسبة لخطة الحكومة السويدية لدعم استخدام الدراجات.
قال البروفيسور كونزلي: "أنت بحاجة إلى سياسات صائبة، وليس إلى تلك التي تُثقل كاهل الأفراد فحسب. إن الأمر يتعلق بتقديم الفرص المناسبة إلى هولاء الأفراد. وتوجد مدن [في العالم] لا يستطيع الناس فيها الحصول على طعام صحي، لذا ليس من الجيد إخبارهم بتناول طعام أفضل. ينبغي علينا تمكين الناس، حيث نرى العديد من الأشخاص يتخذون الخيارات المناسبة إذا توفرت لديهم الخيارات".
وردد الدكتور كارلسون ذلك مضيفا :"يحتاج الناس إلى أن يكونوا قادرين على اتخاذ الخيارات لحملهم على الاجتماع خلفك ومؤازرتك. ينبعي عليك أن تمنح الناس حوافز للتغيير، إذ تكمن الصحة في اتخاذ قرارات صائبة".
تُقام فعاليات أسبوع الصحة واللياقة في إكسبو 2020 دبي بالتعاون مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ومنظمة الصحة العالمية، وهو واحد من أسابيع الموضوعات العشر في إطار برنامج الإنسان وكوكب الأرض المقام في إكسبو – حيث يقدم كلٌ منها تبادلا لاستلهام وجهات نظر جديدة لمواجهة أكبر التحديات والفرص في عصرنا.
ويمكن الاطلاع على برنامج فعاليات أسبوع الصحة واللياقة، الذي يضم فعاليات اليوم، بالتعاون مع دستركت 2020، عبر إكسبو الافتراضي.