القاهرة : الأمير كمال فرج.

إذا كنت تسمع عن ملايين الأشخاص الذين تركوا وظائفهم أثناء أو بسبب الأزمة الاقتصادية الوبائية، التي يطلق عليها اسم "الاستقالة الكبرى"، فهذا يجعلك تتساءل عما إذا كان يجب عليك أيضا التفكير في ذلك، إذا كنت تريد المزيد من الإنجاز من حياتك المهنية في العام الجديد ، فإن الإستقالة ليست الخيار الوحيد.

كتبت جوان ميكلسون في تقرير نشرته مجلة Forbes أن "هناك الكثير مما يمكنك تحققه وأنت على رأس العمل، فمثلا جولي لينزر ، كبيرة مسؤولي الابتكار في جامعة ماريلاند - وهي أيضًا الرئيسة السابقة لإدارة التنمية الاقتصادية في عهد الرئيس أوباما ورائدة أعمال ناجحة - حصلت على درجة الماجستير في التعلم الآلي أثناء العمل"

لقد سمعت عن أشخاص حصلوا على درجة البكالوريوس أو حتى درجة الدكتوراه في الثمانينيات من العمر، وحقق أحد كبار التنفيذيين في إحدى كبرى شركات صناعة السيارات العالمية هدفه الدائم للحصول على درجة الدكتوراه. بعد أكثر من 20 عامًا في شركته.

فيما يلي ستة أسئلة لطرحها على نفسك أولاً قبل الاستقالة :

1. أين تريد أن تكون بعد ثلاث سنوات؟ خمس سنوات؟ عشر سنوات؟ هذا سؤال جيد دائمًا يجب طرحه في بداية العام، حتى تتمكن من تركيز طاقاتك على الوصول إلى هناك. كما قالت لينزر ، "أحلم حلما كبيرا". على سبيل المثال، هل تريد أن تصبح الرئيس التنفيذي لشركة Fortune 500؟ أو رائد أعمال تكنولوجي ناجح؟ أو التدريس في الجامعة؟.

أينما تريد أن تكون سيمنحك نوعًا من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للوصول إلى هناك؛ يصفه المدرب التنفيذي الشهير والمؤلف المشارك لسلسلة كتاب "حساء الدجاج للروح" بأنه "نظام تحديد المواقع الهدف".

فكر في هذا من جديد، لأن حلمك السابق قد لا يكون ذا صلة بعد الآن. قالت الدكتورة تويلا مون، عالمة المناخ والأنهار الجليدية في بودكاست "السيدات الكهربائيات Electric Ladies"مؤخرًا ، "لأنك في فضاء دائم التطور ، أحلامك يجب أيضا أن تتطور، فالمنصب الذي كنت تحلم به منذ ثلاث سنوات ، قد لا يكون مناسبا لك الآن، ربما تكون قد كبرت بالفعل على هذا الحلم ، وأصبحت قادرًا بالفعل على تحمل مسؤوليات أكبر أو أدوار أكبر. "

2. ما هو الاختراق الكبير الذي سيدفعك إلى هناك؟، لا تفكر في كيفية الوصول إلى هناك، وتضع جانباً أي من العقبات ؛ مجرد "اطمح للكثير". قد يكون هدفك هو تأليف كتاب، أو الحصول على شهادة معينة ، أو تعلم مهارة جديدة تمامًا. على سبيل المثال، قررت قائدة SXSW السابقة، وهو ملتقى سنوي يعقد في مدينة أوستن بولاية تكساس الأميركية، خلال حديث لها في الملتقى، أن هدفها المتميز هو تعلم البرمجة، ومنذ ذلك الحين أصبحت مطورة برامج.  

3. ما هي الأجزاء من نفسك تريد استخدامها الآن؟ إذا كنت تفكر في محور وظيفي، فعادةً ما يكون هناك جزء منك لم يتم تنشيطه بشكل كافٍ في وظيفتك الحالية أو ملف عملك. لذا، فإن تحديد الأجزاء التي تريد "استخدامها" أو تنشيطها أكثر سيمنحك نظرة ثاقبة لخطوتك التالية.

4. كيف يمكنك أن تعطي صوتًا لتلك الأجزاء منك الآن؟، إذا كنت ترغب في قضاء المزيد من الوقت في استخدام مهاراتك بطريقة تساعد في معالجة تغير المناخ، على سبيل المثال، فقد تجد أن عملك الحالي يقوم بذلك إذا قمت بإعادة صياغة الطريقة التي تنظر بها إليه، أو يمكنك تعديله قليلاً لتفعل ذلك.

على سبيل المثال، أرادت الممثلة غلوريا روبن أن تكون أكثر نشاطًا في عملها البيئي، لذلك قامت بدور أكبر كرئيسة لتحالف Waterkeeper Alliance وهي شبكة عالمية من المنظمات البيئية، دون أن تتخلى عن مسيرتها التمثيلية والإنتاجية.

5. ما المسار الذي سلكته قدوتك؟، يمكننا أن نتعلم الكثير من خلال تفكيك كيفية وصول قدوتنا إلى مكانها. على سبيل المثال، عملت ماري بارا، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز ، في جنرال موتورز طوال حياتها المهنية التي تزيد عن 30 عامًا، وعملت في مناصب مختلفة عبر الشركة .

عملت إندرا نويي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة PepsiCo، في عدد قليل من الشركات طوال حياتها المهنية، واستفادت من العلاقات التي بنتها وما تعلمته من شركة ما للتقدم إلى شركة أو دور آخر.

قامت سارة بلاكلي ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Spanx ، ببناء إمبراطوريتها التي تبلغ قيمتها مليار دولار من خلال طلب المساعدة من الأشخاص الذين لديهم المهارات والتسهيلات التي احتاجتها للاستفادة من مواردها الضئيلة لجعل فكرة الملابس الداخلية للنساء حقيقة واقعة.

6. ما الذي يدفعك إلى اتخاذ القرار المحوري؟، هل اختيارات الآخرين تقودك إلى اختياراتك؟ إذا كان دورك الحالي يبدو سهلاً للغاية أو لم يعد محفزًا بعد الآن ، فكر في ما تريد القيام به، وما هو مفقود في حياتك العملية.

تظهر الأبحاث أننا نغير وظائفنا عدة مرات على مدار حياتنا، حيث نتقن الموضوعات أو المهارات ونطور قيمنا واهتماماتنا. لذلك تتغير أولوياتنا أيضًا. من المهم أيضًا أن تتأكد من أن قرارك مدفوع بأهدافك واهتماماتك وأولوياتك وقيمك - وليس التأثير غير المبرر لأشخاص آخرين قد تختلف خبراتهم أو قيمهم عن تجربتك أو قيمك.

المفتاح في التفكير في تغيير مهني هو التركيز على من تريد أن تكون، وكيف تريد قضاء وقتك على المدى القريب والبعيد.

بعد ذلك، يمكنك تقييم ما إذا كان بإمكانك تحقيق هذه الأهداف من خلال تعديل دورك الحالي، أو ربما إضافة حفلة جانبية لاختبار الوضع، أو حتى العودة إلى المدرسة كما فعلت لينزر وآخرون. قد لا تحتاج إلى الإستقالة تمامًا.

لا تريد أن تكون متسرعًا وتندم على قرارك لاحقًا، لذا فإن التعمق في دوافعك لتغيير حياتك العملية سيساعدك على تحديد خطوتك التالية نحو تحقيق أكبر.