القاهرة: ا ك ف . الترجمة.
تعتبر فكرة تصوير عملية الولادة من أكثر الأفكار المرعبة في حياة المرأة. تخصصت جاكي ديفز في تصوير العائلات المهتمين بتوثيق تجاربهم الشخصية إثناء الولادة. جاكي في الأساس متدربة لثلاث أعوام لتصبح "قابلة"، وظيفتها هي تقديم الدعم النفسي والعاطفي خلال عملية الولادة.
تقول جاكي ديفز القابلة البالغة من العمر 29 عاما والمقيمة في فانكوفر لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية : "في كثير من الأحيان ؛ تصنف الولادة علي أنها أكثر اللحظات المرعبة في حياة المرأة، وبطبيعة عملي كقابلة شهدت العديد من تجارب الولادة، والتي اعتقد انه يجب أن نشاركها مع الآخرين من أجل إزالة الغموض عن هذه التجربة".
ديفز قامت مؤخرا بنشر عدة صور حازت علي إعجاب شديد لقدرتها الرائعة علي توثيق وتسجيل تجربة الولادة بالمنزل. وتبدأ الصور بالأم الحامل "جوليا" وهي علي وشك الولادة وهي تقوم بعزف البيانو، بينما تقوم أختها بتدليك ظهرها. ثم تأخذ الأختان جوليا إلي حوض الولادة هي وزوجها كريس الذي يساعدها علي التنفس بعمق، وبعد ذلك تدخل أختان أخريتان، والجدة، والجد إلي حجرة الولادة ليشهدوا اللحظات الأولي لولادة الصغيرة "كاثرين".
تقول ديفز علي مدونتها : "عندما وصلت إلي المنزل وجدت الأم الصغيرة تعزف البيانو بموسيقي حالمة علي خلفية هادئة وضوء الشموع ، فقد كانت محاطة بالحب من شريك حياتها، وأختيها والقابلة الخاصة بها".
وتضيف ديفز إن "تصوير مثل هذه التجربة في المنزل أمر مريح حيث يختار الزوجان المكان الذي يريدان التواجد فيه ، لذا يكونان علي طبيعتهم، وهو أمر من وجهة نظري مهم جدا وخاصة للأم".
تقول ديفز "إن مشاهدة كائن جديد يخرج إلي الحياة أمر مميز لغاية ، وعادة عندما أقوم بتصوير هذه الأحداث اندمج في التجربة تماما، حتى أشعر وكأني جزء منها، وهو أمر أحبه بشدة ".
وفي عام 2010 دخلت ديفز مجال تصوير عمليات الولادة عندما تعرفت على قابلة، وألهمتها لتصبح واحدة هي الأخرى.
وقد حضرت دورات تدريبية بجامعة دوجلاس في كندا قبل الانضمام إلي رابطة القابلات، والتي وضعتها في الخدمة مباشرة كمتطوعة لمساعدة الأمهات أو الأزواج المغتربين الذين يعانون من نقص الدعم العائلي.
وبطبيعة عملها كقابلة تقوم ديفز بمساعدة المرأة وزوجها خلال وبعد الولادة عن طريق تقديم المعلومات والمساعدة الوجدانية والجسدية والدعم العاطفي، كما تقوم أيضا بعمل تدليك وتقنيات التصور والاسترخاء.
وتقول ديفز "عندما بدأت العمل لأول مرة منذ ثلاث سنوات، لم أكن خائفة من الولادة، ولكن بالتأكيد كنت أجهل حجم الخيارات المتاحة للمرأة بخصوص كيف؟، وأين؟، ومع من تختار للوقوف بجانبها هذه اللحظات؟، وتجهل المرأة العادية بمثل هذه الخيارات المتعددة لعدم مشاركة هذه الأمور بشكل عام، وآمل أن تقوم صوري تفتح الأبواب أمام النساء ممن لا يعرفن خياراتهن".
وتعمل ديفز أيضا كمصورة متطوعة لمنظمة خيرية بدون أجر، تقدم صورا تذكارية للآباء ممن فقدوا أطفالهم، وتقوم أيضا بالتقاط بعض الصور للأم قبل الولادة وبعدها، وصورا للطفل للاحتفاظ بها كذكرى جميلة .
وتقول ديفز أيضا : " وبعد أن قمت بنشر الصور علي مدونتي بيوم تقريبا تلقيت إيميل كان نصه : انا لست حامل الآن ولا أخطط للحمل في أي وقت ، ولكني تيقنت انه لا يوجد شئ أخشاه .. أشكرك مليون مرة". هذه الكلمات القليلة تلخص سبب اعتقادي بأهمية مشاركة مثل هذه الصور التي تعكس عملية الولادة بإيجابية."
وتأمل ديفز أن تلقى صورها صدى عند النساء، لتوضح لهم أن خيار الولادة بالمنزل ليس خيارا شاذا أو غريبا، وربما يثير فضول البعض للبحث عن هذا الموضوع، ليكتشفوا أن كل شكوكهم ستتبدد بقراءة الإحصائيات التي تؤكد أن الولادة بالمنزل آمنة تماما مثل المستشفى".
وبالنسبة للسيدة جواليا، فان فكرة الولادة بالبيت كانت من اقتراح أختها ، وبعد إجراء مقابلة مع القابلة، وإجراء العديد من الأبحاث أصبحت الفكرة واقع محببا.
وتشرح ديفز قائلة :" في البداية حذرهم العديد من الأصدقاء من تنفيذ الفكرة، وذكروا العديد من المخاطر، ولكن الزوجان أحبوا فكرة الولادة دون التدخل الطبي، وقد شعروا بالاطمئنان والراحة لوجود من يساندهم من نساء العائلة، بالإضافة إلي قابلة متخصصة".