القاهرة : الأمير كمال فرج.

نعلم أن الوباء أبطأ التقدم في سد فجوة الأجور بين الجنسين ، لكنه يخلق أيضًا فجوة جديدة تزيد من تفاقم هذا الفشل؟ أظهر استطلاع حديث أجرته INSIDER ما قد يعرفه الكثير منا بشكل بديهي: تتحمل النساء عبئًا أكبر من الإرهاق الوبائي مقارنة بالرجال.

كتبت تانيا تار في تقرير نشرته مجلة Forbes "قبل أن نتعمق في الرسم البياني ونتائج الاستطلاع، دعنا نتوقف لحظة لتحديد الإرهاق. على مستوى عالٍ ، تُعرِّف منظمة الصحة العالمية الإرهاق بأنه "متلازمة تم تصورها على أنها ناتجة عن إجهاد مزمن في مكان العمل لم تتم إدارته بنجاح." ويشمل الإرهاق المرتبط بالعمل والمشاعر السلبية حول العمل وانخفاض الكفاءة في العمل".

عندما رأيت الرسم البياني أعلاه ، لم أتفاجأ ، لكنني شعرت بالرهبة من اكتشاف عامل آخر يعيق النساء عن التكافؤ المهني. يأتي الرسم البياني من استطلاع أجرته INSIDER في مايو 2021 ،  على 1093 مستجيبًا يعملون بدوام كامل. المشاركون في الغالب من ذوي الدخل المتوسط ​​إلى المرتفع والأغلبية من البيض.

في هذا السياق ، قال والتر هيكي ، كبير محرري البيانات في INSIDER: "إنها طريقة جيدة لفحص ، إن لم يكن بالضبط مدى الإرهاق الذي يشعر به الأشخاص ، مدى استعداد الناس للاعتراف بالدرجة التي مروا بها من الإرهاق".

أفاد 61٪ من العمال الأمريكيين بالإرهاق إلى حد ما ، وذكر 35٪ من المشاركين أن أعباء العمل زادت ، وبدأ 17٪ في إدارة التعلم الافتراضي لأطفالهم، و 11٪ أفادوا أن شريكهم فقد وظيفة - بسبب أساسي لتجربة الإرهاق".

لكن هل يشعر الرجال حقًا بأنهم أقل إجهادًا أم أنهم ليسوا دقيقين في تقاريرهم الذاتية؟، تقول الدكتورة تقول أوليفيا أونيل أستاذ مشارك في الإدارة وكبير العلماء في مركز النهوض بالرفاهية بجامعة جورج ميسون. وهي أيضًا خبيرة في الثقافة التنظيمية والعواطف والجنس " يميل الرجال في المتوسط ​​إلى قمع عواطفهم أكثر من النساء. هذا معروف. لن يكون مفاجئًا إذا كانوا يعانون بالفعل من أعراض الإرهاق ، ولكن لا يتعرفون عليها ، ويتقبلونها ثم يتعاملون معها بالطريقة التي تكون بها النساء".

وأشارت الدكتورة أونيل أيضًا إلى أنه من الناحية الموضوعية ، قد لا يتعرض الرجال للإرهاق مثل النساء لأنهم لا يقومون بالكثير من العمل الإضافي، بالإضافة إلى وظائفهم المدفوعة الأجر.

لكن السبب الرئيسي وراء الإرهاق قد يكون ببساطة هو الإرهاق بسبب العمل عن بعد ، بغض النظر عن الجنس. قد يبدو هذا كعامل واضح للإشارة إليه ، لكن يجدر بنا التكرار. على الرغم من أن العمل قد لا يكون مرئيًا للمديرين ، فقد أبلغ الأشخاص عن العمل خلال ساعات التنقل المستعادة. علاوة على ذلك ، لا يزال هناك صراع لتجاوز الحدود غير الواضحة حيث ينتهي العمل وتبدأ الحياة الخاصة.

قالت آنا ميداريس ميلر ، كبيرة مراسلي الصحة في INSIDER: "قال أكثر من ثلث المستطلعين لدينا إنهم يعملون أكثر ، وأقل قليلًا قالوا إنهم تحولوا إلى العمل عن بُعد". "ولكن حتى الأشخاص الذين لم يشهدوا تغييرًا كبيرًا في كيفية أو مقدار عملهم يمكن أن يتعرضوا للإرهاق. إن مطالبة نفس العدد من الموظفين بالنظر إلى كل ما يجري - والذي ليس لدى أصحاب العمل فكرة عنه - غالبًا ما يكون غير واقعي".

قد يكون الدافع الخفي للإرهاق سبق الوباء. يتفق كل من ميداريس ميلر والدكتورة أونيل  : السبب الأكبر للإرهاق هو عدم أخذ إجازة مدفوعة الأجر.

تشير الدكتورة أونيل إلى البحث الذي أجرته الدكتورة لورين كويكيندال ، أيضًا في جامعة جورج ميسون، وتقول "كان قضاء الإجازات أكثر صعوبة لأنه لا يمكنك السفر إلى الخارج،  لذا تفاقمت المشكلة الحالية للتو ، وأعتقد أن هذا يساهم بشكل كبير في الإرهاق".

تشير ميداريس ميلر أيضًا إلى البحث الذي يربط وقت الإجازة بمجموعة من الفوائد الصحية الإيجابية. وقالت: "لطالما كان الأمريكيون مترددين في أخذ أيام إجازة". "أدى الوباء إلى تعميق هذا التردد الثقافي ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الناس لم يتمكنوا من الذهاب إلى المنتجعات أو المنتزهات الترفيهية أو تناول الطعام في المطاعم أو المتاحف السياحية".

الحل الأول؟ خذ إجازة مدفوعة الأجر ، لا سيما عندما يبدأ العالم في إعادة فتحه. ذكرت الدكتورة أونيل أنه ليس تغييرًا في السياسة بقدر ما هو تغيير سلوكي. وتوصي بضرورة أن يكون المدراء التنفيذيون والمديرون مرئيين للغاية بشأن استخدام وقت الإجازة. يجب القيام بذلك بالتنسيق مع الحفاظ على حدود قوية لعدم العمل أثناء الإجازة.

قالت الدكتورة أونيل: "من المهم التأكد من أن الموظفين يأخذون إجازاتهم. هناك دليل وجده زميلي الدكتور كويكندال أنه عندما يقوم المشرفون بنمذجة هذه السلوكيات ، فإن هذه هي الطريقة الوحيدة في بعض الأحيان لقضاء إجازة".

الحل الثاني هو تعديل سياسات عمل مؤسستك ، في ضوء ما تعلمته خلال الوباء. قالت الدكتورة أونيل: "هذه فرصة للمنظمات للتخلي عن السياسات الغامضة أو السامة التي كان من الممكن أن تستغرق سنوات لتغييرها من قبل".

على وجه التحديد ، كيف ستبدو العودة إلى العمل بنهج هجين؟ العمل عن بعد هو تقنية يمكن أن تساعد الناس على البقاء منتجين مع عدم الاضطرار إلى محاربة حركة المرور أو إدارة الضغوطات المجاورة الأخرى. لكن تحديث السياسات مع التركيز على إدارة التوتر بشكل حقيقي ، وإزالة السلبية، وتعزيز الكفاءة الذهنية يمكن أن يكون أسرع طريق للتعافي من الإرهاق.