تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



اقتصاد يوسف | شيماء علام


من إعجاز الله وأياته فى الأرض أن جعل من رؤية يراها ملك مصر فى منامه خطة اقتصادية سبعية ممنهجة يضعها يوسف للبلاد فى تفسيره للحلم وكانت أول خطة اقتصادية فى التاريخ بسبب منام أو رؤية أراها الله لملك مصر .

فكم من العبر والفوائد التي اشتملت عليها قصة سيدنا يوسف علية السلام والتى خصص الله تعالى لها سورة كاملة فى القرءان جامعة مانع هذه القصةالعظيمة التي قال الله في أولها { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ }، وقال في آخرها { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } غير ما تقدم في متضمانتها من الفوائد.

أبرز هذه الفوائد أن دوام الحال محال  فهذه القصة من أحسن القصص وأوضحها وأبينها، لما فيها من أنواع التنقلات، من حال إلى حال، ومن منح إلى محن ، ومن محن  إلى منح ومنَّة، ومن عزه إلى ذل ، ومن ذل الى عزه ومن رقٍّ إلى ملك، ومن ظلم لاسترداد مظالم ، ومن شتات إلى اجتماع شمل، ومن رخاء إلى قحط ، ومن قحط إلى رخاء، ومن ضيق إلى سعة، ومن إنكار إلى إقرار، ومن عمى الى إبصار . فتبارك من قصها فأوضحها. وتعالى من بينها فأحسنها.

وضع برنامج متكامل ومدروس على أرض الواقع، استطاع من خلال تفسيرة لرؤية الملك وفك شفراتها التى عجز عن تفسيرها جميع المعبرون وكأن الله أراد بهذه الرؤيه ان يصفيه ليكون علم تفسير وتعبير الرؤى والاحلام  هو السبب الذى ينجو بالبلاد من الهلاك إلى بر الأمان والرخاء، وفق سياسة حكيمة ومنهجية مدروسة بإحكام وكانت اهم بنودها العمل الزراعي الدائب الذي لا ينقطع: وهو المقصود في قوله تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا)(يوسف:47) لتحقيق الأمن الغذائي في السنوات العجاف المقبلة.

كذلك تخزين المحصول وحفظه من التلف: وهي سياسة اقتصادية، الهدفُ منها عدم استهلاك كل إنتاج العمل من ثمار وحبوب، بل يتعين تخزين ما يكفي منه لسنوات الضيق والأزمات.. ولا يعني تخزين جزء من الإنتاج إبعاده عن الاستهلاك فقط، بل يشمل خطة وطريقة علمية تجعله آمنًا من التلف طوال مدة الأزمة، وهو ما تعبر عنه حكمة سيدنا يوسف في قول الله تعالى: (فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ)(يوسف:47) كما أن ترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف: وهو المُعَبَّر عنه في قوله تعالى على لسان نبيه يوسف عليه السلام: (إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ)(يوسف:47)، وهي إشارة حكيمة إلى ضرورة الاقتصاد في الاستهلاك، ولذلك جُعلت الموازنة بين الاستهلاك والادخار من صفات عباد الرحمن (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)(الفرقان:67).

كذلك أهمية وجوب تحقيق فائض يسمح بإعادة الإنتاج؛ لمواجهة متطلبات هذه السنوات وما بعدها. وقد صور القرآن الكريم هذه السنوات بأنها (سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ)(يوسف:48)، وهو تصوير يفيد مدى شدة نهم هذه السنوات إن لم يتم التخطيط لها.و حسن استخدام الفائض في العملية الإنتاجية وتحقيق الموازنة بين كل من الإنتاج والاستهلاك؛ لتوليد المزيد من الفائض الذي سيساعد بدوره على إعادة الإنتاج وتحقيق الرخاء، وفي هذا يقول عز وجل: (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)(يوسف:49).

ولأهمية توزيع المناصب دور كبير  والمتمثلة فى طلب سيدنا يوسف من ملك مصر ان يتولى منصب وزير الماليه كى يتمكن من تنفيذ خطتة الاقتصادية للنهوض بالبلاد حسن استخدام العنصر البشري، والمتمثلة في اختيار مساعدين أمناء له، وعلى رأسهم أخوه الصغير الذي كان عونًا له ويدًا أمينة تشد من أزره، الأمر الذي انعكس إيجابًا على تجاوز آثار القحط والمجاعة، مما جعل مصر محط آمال شعبها ومخزن الطعام لها ولجيرانها. وبهذه السياسة الاقتصادية الرشيدة والحكمة الجيدة، أصبح سيدنا يوسف عليه السلام أول اقتصادي عرفته البشرية.

بعد هذه الخطة التي نهجها يوسف عليه السلام لتدبير الأزمة الاقتصادية، يُطرح السؤال التالي: ما مدى استفادة الدول المجاورة لمصر من هذا الإصلاح؟ أم أن المشروع شمل مصر وحدها؟

إن النبي يوسف عليه السلام استطاع أن يدير الأزمة الاقتصادية ليس في مصر فحسب، بل وضع خطة تفصيلية لكيفية التعامل مع القادمين من البلاد المجاورة لمصر، وعلى رأسها منطقة “فلسطين” التي أصابها هي الأخرى القحط، مما جعل الناس يفدون أفواجًا إلى مصر من أجل الكيل، خاصة بعدما سمعوا عن الرخاء الاقتصادي وعن سياسة يوسف عليه السلام ، وكان إخوته من بين الوافدين، يقول تعالى: (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)(يوسف:58)، فكانت معاملة يوسف عليه السلام لهؤلاء الوافدين مبنية على إجراءات دقيقة أثناء الكيل لهم، اعتمد فيها الإجراءات التالية:

• وضع نظام البطاقة التموينية؛ حيث حدد كمية الطعام التي تعطى للقادمين بقدر حمل بعير واحد لكل شخص، حتى يتمكن الجميع من الحصول على الطعام.

• جعل لكل شخص بطاقة خاصة به؛ حتى يعرف من خلالها أنه حصل على الطعام، درءًا لأي فوضى.

وكان يوسف عليه السلام يستقبل الوفود بنفسه، ثم يبدأ بسؤالهم من أين أتوا ومن أي عائلة هم.. وكان يعاملهم بكل احترام وأدب ويختم بطاقتهم دون إهانة. واشترط على كل من أراد الطعام أن يأتي ومعه بضاعة بلده عملاً بنظام المقايضة.

بهذا الأسلوب استطاع يوسف عليه السلام أن يحل مشكلة البطالة نتيجة إعمال نظام المقايضة، فحفز الناس على الإنتاج لتصبح بذلك مصر من الدول المنتجة، وبذلك كتب الله النصر ليوسف علية السلام والأيدي التى القتة فى الجب هى نفس الأيدى التى جاءت آلية ذليلة تسأله الصدقة.

تاريخ الإضافة: 2021-04-23 تعليق: 0 عدد المشاهدات :2446
1      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات