القاهرة : الأمير كمال فرج.

في عالم تتغير فيه التكنولوجيا بسرعة، قد يكون من الصعب على الشركات مواكبة متطلبات المستهلكين المتغيرة. خذ كيف يتفاعل العملاء مع الشركات، على سبيل المثال. وفقًا لدراسة حديثة أجرتها شركة التسويق Drift ، يفضل الناس الآن التفاعل في الوقت الفعلي أثناء قيامهم بعمليات الشراء ، مما يعني أن مجرد وجود واجهة متجر على الإنترنت لم يعد كافياً.

ذكر تقرير نشره موقع Entrepreneur أنه "بالنسبة للشركات الناشئة التي تتطلع إلى تنمية قاعدة عملاء مخلصين، يمكن أن تكون الاحتياجات الفورية للمستخدمين مخيفة بشكل خاص، بل وقد تبدو في بعض الأحيان مستعصية على الحل. لن يكون لدى رواد الأعمال الذين لديهم قواعد موظفين صغيرة طريقة للتواجد لكل عميل، وتوقع توفير احتياجات كل شخص في الوقت الفعلي".

ومع ظهور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي داخل الأعمال التجارية التقليدية ، بدأ هذا يتغير. جعل الذكاء الاصطناعي للمحادثة مساحة اتصال أكثر سلاسة للعملاء والشركات، مما يوفر للمستهلكين نتائج فورية، بينما يسهل على الشركات الاهتمام بكل شخص يحتاج الخدمة".

أظهرت ديش نتورك Dish Network وهي شركة تلفزيونية أمريكية بالفعل أن الذكاء الاصطناعي يمكنه التنقل بنجاح في هذا المشهد الحديث. وفقًا للشركة، يقيم العملاء التفاعلات مع الوكلاء الافتراضيين بنفس طريقة التفاعل مع نظرائهم من البشر، وأحيانًا أفضل منها.

بينما تدخل بعض الشركات بالفعل في لعبة الذكاء الاصطناعي، فهي ليست في أي مكان بالقرب من المكان الذي يجب أن تكون فيه. وفقًا لتقرير ماكنزي McKinsey & Co، فإن 21% فقط من الشركات طبقت الذكاء الاصطناعي في أجزاء متعددة من مؤسساتها، ويجب أن يبحث المزيد من الشركات الناشئة عن فرص لتسخير الذكاء الاصطناعي، واكتساب ميزة تنافسية.


كيف يحسن الذكاء الاصطناعي عملك؟

بالنسبة إلى رواد الأعمال، لم يعد من المقبول الجلوس على الهامش ومعرفة ما سيحدث عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي. حان الوقت لتكون استباقيًا. فيما يلي ثلاث طرق يمكنك من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن تغير قواعد اللعبة في عملك:

1. تقديم ردود فورية

الغالبية العظمى من المستهلكين يقدرون خدمة العملاء التي توفر استجابات سريعة. وفقًا لبحث حديث أجرته HubSpot ، اعتبر 90% من العملاء أن الاستجابة الفورية إما "مهمة" أو "مهمة جدًا" ، وشعر 82% بنفس الشيء بشأن استفسارات المبيعات والتسويق.

لفترة طويلة، كانت الاستجابات الفورية، إلى حد كبير، من الصعب تقديمها لكل من يريدها. لكن مع الذكاء الاصطناعي والأتمتة، يتغير هذا. يمكن الإجابة عن الأسئلة الشائعة من خلال الأتمتة، مما يتيح لمندوبي خدمة العملاء التركيز على أسئلة أكثر تعقيدًا وذات قيمة عالية.

في عام 2016 ، على سبيل المثال ، أطلق Patrón مهارة صدى Echo التي قدمت وصفات وحقائق ممتعة متعلقة بالتيكيلا، وهو مشروب كحولي مقطر مصنوع بصورة عامة في المناطق حول قرية تيكيلا ، هذه الأداة التي تبدو تافهة لديها 36 ألف مستخدم وتتلقى حوالي 7 آلاف استفسار كل شهر، فالعملاء يحبون المشاركة الفورية.

يجب أن تركز الشركات على تطوير روبوتات المراسلة للتطبيقات ، مثل Facebook Messenger و iMessage ، وإنشاء مهارات وإضافات لمكبرات الصوت المنزلية الذكية. وفقًا لشركة Deloitte ، من المتوقع أن تصل إيرادات مكبرات الصوت الذكية مثل Google Home و Amazon Echo إلى 7 مليارات دولار هذا العام. أصبحت هذه السماعات الذكية في كل مكان بسرعة، وستحقق الشركات التي تستفيد منها رضا العملاء والمشاركة بشكل أفضل.

2. فهم كيف يشعر المستهلك

وفقًا لشركة الأبحاث جارتنر Gartner ، فإن إدارة علاقات العملاء هي المكان الذي يحدث فيه معظم الإنفاق على برامج المؤسسة. برامج المبيعات السحابية، على وجه الخصوص ، تميل إلى أن تأتي بسعر مرتفع. هذا أمر منطقي، بالطبع ، لأن المبيعات وخدمة العملاء هما حجر الزاوية لشركة ناجحة.

ومع ذلك ، فهذا يعني أنه من الضروري تحقيق أقصى استفادة من هذا الإنفاق. لا يكفي مجرد جمع بيانات المبيعات ومعلومات العملاء. باستخدام الذكاء الاصطناعي ، من الممكن أخذ تلك البيانات وتحليلها من أجل إنشاء أهداف مبيعات أكثر دقة يمكن تحديثها في الوقت الفعلي، ومن خلال نشر الذكاء الاصطناعي ، من الممكن رؤية شعور العملاء على المستوى الفردي والرؤية مجمعة.

يمكن لتحليل المشاعر هذا أن يبقي المزيد من الناس سعداء، وحتى تحويل العميل غير الراضي إلى عميل راضٍ. يمكن أن يؤدي فهم شعور المستهلك إلى زيادة المبيعات وتحسين خدمة العملاء، وتغيير شكل خطة العمل السنوية.

تستخدم الشركات بالفعل الذكاء الاصطناعي لقياس مشاعر الناس. يعمل فريق امازون اليكسا Amazon Alexa على كيفية اكتشاف مشاعر المستخدمين ببساطة من خلال أصواتهم. وتقوم شركة Affectiva بدراسة تعابير الوجه والصوت لتحليل العواطف.

3. التغلب على الحواجز اللغوية

غالبًا ما تكون اللغة حاجزًا مكلفًا ومرهقًا أمام الشركات لتخطيها - خاصةً الشركات الناشئة الصغيرة. الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إزالة هذا الحاجز. خذ هذه الدراسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، على سبيل المثال: عندما قدم موقع البيع إيباي eBay أداة تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي ترجمت عناوين القوائم وعمليات البحث في عام 2014 ، ارتفعت المبيعات من الولايات المتحدة إلى البلدان القادرة على استخدام هذه الأداة بنسبة 10.9% . هذه الإحصائية ملحوظة بشكل خاص لأنه قبل ذلك ، كان لدى eBay بالفعل أداة ترجمة. ومع ذلك ، لم يكن لديها الذكاء الاصطناعي لمساعدتها.

بالنسبة للشركات ، يمكن أن تؤدي القدرة على عبور الحدود إلى تغيير مسار تبني المستخدم. تقدم الشركات الكبرى مثل Microsoft و Google بالفعل أدوات الترجمة بمساعدة الذكاء الاصطناعي. هناك أيضًا شركات أصغر ، مثل DeepL ، تتفوق على Google في بعض الحالات. تتمتع كل شركة الآن بالقدرة على التواصل مع العملاء في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

الخيط المشترك الذي يمر عبر كل هذه المزايا المدعومة بالذكاء الاصطناعي هو التحسين الهائل الذي يمكن أن تقدمه للنتيجة النهائية للشركة. يعد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التزامًا، ولكنه التزام سيوفر عائدًا كبيرًا على هذا الاستثمار. تكمن قوة الذكاء الاصطناعي في المبيعات الأفضل، وتحسين خدمة العملاء، وتقليل الاضطراب، سواء بالنسبة للعملاء والموظفين. من خلال تبني الذكاء الاصطناعي ، تتبنى الشركات الناشئة مستقبلاً أقوى وأكثر ربحية.