القاهرة : الأمير كمال فرج.

تسعى الشركات جاهدة لخلق بيئة عمل افتراضية لفرقها البعيدة. إن الضغط من أجل الاستثمار في ثقافة مشاركة آخذ في التلاشي. على الرغم من أن العمل عن بُعد ليس جديدًا، إلا أن غالبية الموظفين لم يختبروا أبدًا ما يستتبعه حقًا. لهذا السبب، فإنهم يعانون من فقدان التفاعل وجهًا لوجه الذي اعتادوا عليه أثناء العمل في المكتب.

ذكر تقرير نشرته مجلة Forbes إن "أصحاب العمل توافدوا في بداية الوباء على زوم Zoom لمواصلة التفاعل وجهاً لوجه. ومع ذلك ، بدأ الموظفون يشعرون بالإرهاق من ساعات Zoom السعيدة،  وبدأوا يفقدون الرغبة في الظهور في الاجتماعات، ووفقًا لمونستر ، يعاني 69٪ من الموظفين من الإرهاق أثناء العمل من المنزل".

ضاعت الآن المشاركة الصغيرة التي تلقاها أصحاب العمل أثناء محاولتهم جلب طاقة المكتب إلى مساحة العمل البعيدة. نتيجة لذلك ، تقوم الشركات بإعادة ضبط إستراتيجية زوم الخاصة بها واستخدام طرق بديلة مثل تحديثات سلاك Slack أو رسائل الفيديو السريعة لترحيل المعلومات.

قال سبنسر والدرون، رئيس الاتصالات عن بعد في بريزي، "ليس من الضروري أن تكون كل الاجتماعات حية. في الواقع ، يجب أن تكون 25٪ على الأقل من اجتماعات الفيديو غير متزامنة ".

لا تزال الاجتماعات غير المتزامنة تنشئ اتصالًا إنسانيًا وتسمح للعاملين عن بُعد في مناطق جغرافية مختلفة بتلقي المعلومات دون فقدان أي شيء بسبب تضارب المواعيد.

إذا دعت الحاجة إلى إجراء اجتماعات فيديو مباشرة، فإن استطلاع بريزي / هاريس الأخير يوصي بإبقائها في المتوسط ​​لمدة 18 دقيقة، وذلك لأن عقول الموظفين تبدأ في التجول حول علامة 18 دقيقة مما يؤدي إلى خروجهم من الاجتماع.

فيما يلي خمس طرق إبداعية يمكن للشركات أن تجعل عمالها عن بعد متفاعلين ومتحمسين :

1 ـ استضافة دروس وعروض افتراضية

من حفلات مشاهدة نتفلكس Netflix الأسبوعية يوم الجمعة إلى تحديات توتوك Tik Tok إلى ألعاب البحث عن الأشياء البسيطة إلى ورش عمل لوحة الرؤية ، هناك مجموعة متنوعة من الطرق للشركات لإشراك موظفيها وإبقائهم متحمسين للظهور.

المفتاح هو التعاون معهم لبناء ثقافة افتراضية تثير حماستهم. أكبر خطأ يرتكبه أصحاب العمل هو محاولة القيام بما تفعله الشركات الأخرى وتوقع نجاحها مع موظفيها.

قال كاري ديفيليبس، المالك والمدير التنفيذي في The Content Factory ، "عندما تدعو فريقك البعيد للمشاركة في إنشاء التجربة التي يريدونها، سيصممونها بالطريقة التي يريدونها بالضبط. كقائد، ما عليك سوى مساعدتهم على رعاية وصقل ما توصلوا إليه".

عملت إيما جو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Offsyte مع شركات مثل Google و Apple و Tinder و Dropbox ، على سبيل المثال لا الحصر، حيث تستضيف أحداثًا فريدة وخارجة عن المألوف للعاملين عن بُعد. بعض الأحداث التي أجروها هي: فصول الرامن الافتراضية، وسباقات الفضاء الإلكتروني ، ودروس ميكسولوجي Mixology ، وهي مهارة خلط الكوكتيلات والمشروبات الأخرى، إضافة إلى عروض السحر التفاعلية والمزيد. المفتاح هو إبقائها تفاعلية.

يستضيف ياش ميهتا، مؤسس Inbound Marketing Agency ، جلسات فتح الميكروفون  Open Mic أسبوعية، وهي عرض حي في مقهى أو ملهى أو نادٍ للكوميديا ​​أو ناد أو مؤسسة أو حانة حيث يمكن لأفراد الجمهور من الهواة أو المحترفين أن يقدموا عروضًا على المسرح،  حيث يُمنح الجميع وقتًا للتحدث أو التقليد. 

طبقت وكالة التجارة الرقمية والتحسين والتسويق فكرة رائعة أخرى هي إحضار ممثل كوميدي افتراضي لإضفاء الضحك على أعضاء الفريق، حيث جلبت مؤخرًا ممثلًا كوميديًا لموظفيها الذين تلقوا ردود فعل إيجابية للغاية.

تتضمن بعض الأمثلة الإبداعية الأخرى قيام الموظفين بعمل تراريوم معًا تقريبًا ، أو ليلة يانصيب مع جوائز ممتعة أو حفلات يوغا / أزياء ذات طابع خاص مثل عرض روكي رعب للصور.

2 ـ إرسال حزم رعاية ممتعة ومدروسة

تمتلك شركات مثل TeamBuilding مجموعة متنوعة من حزم الرعاية التي يمكن لأصحاب العمل الاختيار من بينها مثل نيران المخيمات الصغيرة، أو ورش عمل سرد القصص أو ألعاب لعب الأدوار المبسطة. لا يؤدي هذا إلى تحفيز الإبداع فحسب، بل يزيد من المشاركة، وهي طريقة رائعة لجمع العمال عن بُعد معًا.

أوضح تينين تيريل ، مؤسس The Creative Suite ، كيف يمكن لحزم الرعاية تعزيز سعادة الموظفين ومشاركتهم. وقال أنه يمكن للشركات كل شهر اختيار موضوع وإرسال مجموعة مختارة من العناصر ذات الصلة في حزمة رعاية تصل إلى أبواب الموظفين. هذه نقطة اتصال رائعة تتيح للموظفين معرفة أنه يتم التفكير فيهم أينما كانوا، وتجلب بعض المرح إلى يوم عملهم.

3 ـ تشجيع المشاريع من جانب الموظفين

منح الموظفين حرية العمل في المشاريع الشخصية التي تتوافق مع أهداف الشركة يشجع على المزيد من الابتكار في الأعمال. ومن خلال هذه المشاريع الجانبية تم اختراع ملاحظات Post-It من 3M و Gmail من Google.

في الواقع ، تمتلك شركة 3M أكثر من 22000 براءة اختراع مستمدة من مشاريع من جانب الموظفين تُعرف أيضًا ببرنامج 15% . برنامج 15٪ من 3M ، على غرار برنامج Google بنسبة 20٪ ، يمنح الموظفين نسبة من وقتهم لإنشاء منتجات جديدة.

قامت شركات مثل LinkedIn و Facebook و Jooble و Hewlett-Packard بتطبيق نسختها الخاصة من البرنامج.

أوضح أنيف موز، مدير تطوير البرامج الإستراتيجية في Jooble ، أن الشركة تسمح لكل موظف بتخصيص 10٪ من وقته للعمل في مشاريع جديدة. يمكن للموظفين تقسيم هذه النسبة إلى 10٪ إلى أوضاع مختلفة : 4 ساعات كل أسبوع ، ويوما عمل مرة واحدة في الشهر أو 12 يوم عمل مرة كل نصف عام.

4 ـ خلق ثقافة الترابط

يتوق الموظفون إلى الاتصال، ويريدون أن يشعروا بأنهم مشمولون. يريدون مشاركة ما يحدث في حياتهم واللحظات المضحكة والنكات وبناء علاقات مع زملائهم. إن إنشاء ثقافة الترابط يعني إدراك أن الموظفين هم أكثر من مجرد عمال، فهم أشخاص لديهم خلفيات واهتمامات وأفكار فريدة.

يجب أن يأخذ المدراء زمام المبادرة في إنشاء مساحة يشعر فيها الموظفون بالأمان لكونهم على طبيعتهم الحقيقية، ومشاركة ما يجعلهم مختلفين. إحدى الطرق التي يمكن للمديرين القيام بذلك هي من خلال قضاء بعض الوقت في بداية الاجتماع لإجراء محادثة لطيفة.

هناك طريقة أخرى وهي سؤال الموظفين عن خطط عطلة نهاية الأسبوع، أو ما فعلوه لقضاء عطلة أخيرة. هذه طريقة رائعة لتخفيف التوتر خلال هذه الأوقات الصعبة. فهي لا تبقي الموظفين على اطلاع بما يجري مع أعضاء فريقهم فحسب، بل يسمح للآخرين بالاحتفال بالمعالم، وتقديم الدعم، وزيادة فهم ما يحدث في الحياة الشخصية لبعضهم البعض.

5 ـ إظهار التقدير

غني عن القول أن الموظفين يريدون أن يتم الاعتراف بهم وتقدير جهودهم. العمل عن بُعد ليس شيئًا اشترك فيه معظم الموظفين، لكنهم يبذلون قصارى جهدهم لإنجاحه. الآن بعد أن عادت المدرسة إلى الدورة، يكافح الآباء العاملون للحفاظ على مشاركة أطفالهم في مدرستهم عبر الإنترنت أثناء إدارة مسؤولياتهم المهنية.

إظهار التقدير بشكر بسيط أو مجاملة حقيقية يقطع شوطًا طويلاً. على سبيل المثال يمكن القول للموظف، "أحسنت صنعًا في كيفية التعامل مع العميل سميث". "أنا حقًا أقدر الطريقة التي تعاملت بها مع الموقف وقدمت الحل"،  "عملك الشاق لم يمر دون أن يلاحظه أحد ونحن محظوظون بوجودك ".

هذه الإيماءات التي تبدو بسيطة لها تأثير كبير على مشاركة الموظف. عندما يشعر الموظفون بالاهتمام تجاههم، فإنهم يميلون أكثر إلى الذهاب إلى أبعد الحدود من أجل صاحب العمل.