القاهرة : الأمير كمال فرج.

الأمريكيون يواجهون أزمة صحية مالية. وفقًا لبحث أجرته شركة Cornerstone Advisors ، فإن واحدًا من كل خمسة أمريكيين تقريبًا وضعهم المالي "مريع". لا يستطيع ما يقرب من نصف المستهلكين في هذا القطاع دفع فواتيرهم في الوقت المحدد وبالكامل طوال الوقت، وحوالي ثلاثة أرباع المستهلكين لا يمكنهم سداد أقساط قروضهم كل شهر.

ذكر تقرير نشرته مجلة Forbes أن "ربع الأمريكيين تم تصنيفهم على أنهم "يكافحون". يدفع معظم المستهلكين في هذا القطاع فواتيرهم ويسددون مدفوعات قروضهم، لكن العديد منهم لا يصل إلى المستويات المقبولة في جوانب أخرى من الصحة المالية.. هذا الوضع ليس فقط بسبب تأثير الوباء".

أجرت شركة Cornerstone دراستين - الأولى في يناير 2020 ، والثانية في يوليو 2020. وارتفعت نسبة الأمريكيين في فئة "وضع وخيم" ثلاث نقاط مئوية فقط منذ بداية العام.

كان التأثير الأكبر محسوسًا بين أولئك الذين كانوا مزدهرون قبل الأزمة. وانخفضت نسبة الأمريكيين في تلك الشريحة من 33٪ إلى 26٪.

التكنولوجيا المالية

جهود التكنولوجيا المالية Financial technology الحالية جديرة بالإعجاب ولكنها غير كافية فقد ظهرت العديد من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية على مدى السنوات العشر الماضية لمعالجة جوانب مختلفة من الصحة المالية للمستهلكين.

ولكن هذه هي المشكلة - بشكل فردي، فهم لا يعالجون سوى جوانب محددة من المشكلة، مثل تطوير درجات ائتمان بديلة للمستهلكين الذين لديهم ملفات ائتمانية ضئيلة، أو توفير حلول الوصول إلى الأجور المكتسبة للمستهلكين الذين سيحصلون على قرض يوم الدفع.

بشكل فردي، تقدم شركات التكنولوجيا المالية أدوات مساعدة للمستهلكين الذين يعانون من مشاكل صحية (مالية) خطيرة.

 الصحة المالية

لذلك نحن بحاجة إلى الصحة المالية.. إنه يحير العقل عندما تدرك أن صناعة الرعاية الصحية يمكنها حساب مئات الدرجات المتعلقة بالصحة من بضع عينات من الدم، ولكن في الخدمات المالية ، فإن أفضل ما يمكننا فعله هو درجة الائتمان.

لا أتطرق لدرجة الائتمان، ولكنها جيدة لمجرد قياس الجدارة الائتمانية، ومع ذلك ، هناك جوانب أخرى للصحة المالية: الإنفاق على الصحة، والادخار والاستثمار الصحي، والتخطيط للصحة ، وحماية الصحة.

أين هي درجات هذه الجوانب من صحتنا المالية؟.. تعمل شبكة مركز ابتكار الخدمات المالية ، المعروف الآن باسم شبكة الصحة المالية Financial Health Network ، ومقرها شيكاغو ، على ذلك.

المنظمة، التي تأسست في عام 2004 من قبل جينيفر تيشر، تضم أكثر من 160 عضوًا قاموا بقياس الصحة المالية لأكثر من خمسة ملايين مستهلك.

لا ننكر هذا الإنجاز ، ولكن هناك مشكلتان هنا (ولا يعد أي منهما خطأ من شبكة الصحة المالية:

  1 ـ خمسة ملايين هو رقم صغير في مخطط الأشياء. مع وجود ما يقرب من 225 مليون بالغ في الولايات المتحدة، فإن خمسة ملايين يزيد قليلاً عن 2٪. ولكن هذه نقطة ثانوية - فمع التبني على نطاق أوسع ، يمكن أن ينمو هذا الرقم بسهولة إلى نسبة مئوية أكثر أهمية.

  2 ـ   لم تقم المؤسسات المالية بتفعيل نتائج السلامة المالية. هذه هي المشكلة الأكبر. أفضل ما يمكنني قوله هو أن القليل من شركات الخدمات المالية (إن وجدت) جعلت قياس الصحة المالية جزءًا لا يتجزأ من كيفية إدارة أعمالها.

كيف يمكن أن تساعد التكنولوجيا المالية ؟
تحتاج شركات التكنولوجيا المالية إلى إما: 1) بدء تحالف للصحة المالية ، أو 2) الانضمام إلى  شبكة الصحة المالية. لا تستطيع شركة واحدة أن تفعل كل شيء، على الرغم من أن شركة مثل MX أو Plaid أو Yodlee أو Finicity يمكن أن تكون حافزًا حقيقيًا في تحقيق شيء ما.

يجب أن تحدث ثلاثة أشياء:

1. تحديد وتنفيذ مصادر البيانات. تعتبر درجة الصحة المالية لشركة Cornerstone - والتي كانت تستند إلى إطار عمل تسجيل النتائج الخاص بشبكة الصحة المالية - محاولة جيدة لإنشاء نتيجة ، ولكن ، مثل درجة الائتمان ، يجب أن تستند درجات الصحة المالية إلى السلوك الفعلي ، وليس البيانات التي يبلغ عنها المستهلك ذاتيًا.

مع انتشار شركات التكنولوجيا المالية الناشئة التي تدعي أنها تركز على الصحة المالية، هناك الكثير من اللاعبين الذين لديهم شيء يمكنهم المساهمة به. يمكن لمجمع مثل الشركات الأربع المذكورة أعلاه (ويجب) الجلوس في منتصف هذه الشبكة.

2. تطوير وتدوين واختبار خوارزمية الأهداف. قد تبدو هذه مهمة شاقة، لكنها حقًا الجزء السهل. تذكر، لم يكن أحد يعرف ما إذا كانت نتيجة شركة تحليل البيانات فيكو FICO حقًا مؤشرًا جيدًا للجدارة الائتمانية عندما ظهرت لأول مرة. من الواضح أن المطورين اعتقدوا أنه كان كذلك ، لكن كان لا بد من اختباره. نفس الشيء مع مجموعة من درجات الصحة المالية.

ومع ذلك ، فإن الاختبار ليس أداء خسارة الائتمان. الاختبار عبارة عن مزيج من المحاكاة واختبارات الحياة الواقعية التي تحدد مدى جودة التوصيات المستندة إلى مجموعة الدرجات في التأثير على تلك النتائج خلال فترة زمنية.

إنه مشابه لعالم الصحة البدنية، حيث تؤدي نتيجة صحية معينة الأطباء إلى وصف دواء معين، ثم معرفة ما إذا كان هذا الدواء يحسن النتيجة المعينة بمرور الوقت.

3. تفعيل النتيجة. هذا هو الجزء الصعب. إذا كان الغرض - من منظور مقدم الخدمات المالية - هو استخدام النتيجة لتقديم توصيات ، فيجب دمج نتائج السلامة المالية في عمليات التحليل والتسويق للمؤسسات المالية.

كيف تعمل نتائج الصحة المالية على تحسين جهود التسويق؟

إنشاء مجموعة من نتائج السلامة المالية - وتفعيلها - ليس مبادرة خيرية لشركات التكنولوجيا المالية أو المؤسسات المالية. بالنسبة للمؤسسات المالية ، فهو طريق لتسويق أكثر فعالية.

جهود تسويق قاعدة البيانات اليوم مدفوعة ببيانات ديموغرافية وسلوك الشراء. سيدعي مقدمو هذه الأنواع من البيانات أداءً تسويقيًا قويًا ، لكن هذا أمر قابل للنقاش.

يمكن أن توفر درجات الصحة المالية طريقة أكثر فعالية لتحديد توصيات "أفضل منتج تالي" و "أفضل إجراء تالي". ما ينقص جهود التسويق اليوم هو السياق. حاول المسوقون الماليون إنشاء سياق لسلوكيات المستهلكين من خلال النظر إلى مرحلة الحياة. مفيد ، ولكن إلى حد ما فقط.

توفر درجات الصحة المالية هذا السياق. لماذا نوصي بفتح هذا المنتج واتخاذ هذا الإجراء؟ لأنه سيحسن أحد درجات صحتك المالية بنسبة X٪.

مستقبل الصحة المالية

بعض التوقعات حول الصحة المالية:

1. ستصبح الصحة المالية هي الأساس الجديد للمنافسة في العمل المصرفي. على مدار السبعين عامًا الماضية، تحول أساس المنافسة من الموقع (من لديه أفضل / معظم مواقع الفروع) إلى السعر (من لديه أفضل الأسعار والرسوم) إلى الملاءمة (الذي يجعل الخدمات المصرفية أسهل). الأساس الجديد هو الصحة المالية - أفضل من يساعد المستهلكين على تحسين صحتهم المالية (أو أدائهم). لا يزال السعر والراحة يلعبان دورًا - لكن نقطة التمايز ستتمثل في تحسين الصحة المالية القابلة للقياس.

2. منصات الصحة المالية سوف تظهر. أو على الأقل إرادة واحدة. تنمو مساحة التكنولوجيا المالية للصحة المالية وتزداد تعقيدًا بالنسبة للمستهلكين للتنقل، ولا يمكن للاعبين في النظام البيئي الاندماج مع بعضهم البعض.

اتحاد الصحة المالية ليس هو نفسه منصة الصحة المالية. الاتحاد موجود لإنشاء معايير التسجيل والتعاريف ومصادر البيانات.

تعمل منصة الصحة المالية على تفعيل دمج درجات الصحة المالية في جهود التسويق للمؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية. من المحتمل أن يكون المجمّعون هم المرشحون الأكثر احتمالاً لتطوير هذا النوع من المنصات ، لكن شركة تسويق قواعد البيانات مثل Acxiom أو Epsilon يمكنها القيام بذلك أيضًا.

3. الحكومة ستضع يدها في الصحة المالية. تم سن قانون إعادة الاستثمار المجتمعي "بقصد تشجيع المؤسسات الوديعة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الائتمانية للأحياء ذات الدخل المنخفض والمتوسط".

في حين تم تحقيق الكثير من الفوائد كنتيجة للتشريع، أعتقد أن هناك قضيتان ناشئتان: 1) ما هو "الحيز" الذي يخدمه البنك الرقمي؟،  2) لا يقتصر الأمر على المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض إلى المتوسط ​​الذين يحتاجون إلى المساعدة ، بل أولئك الذين يحتاجون إلى أكثر من مجرد الائتمان.

اقترح تود بيكر وكوري ستون مؤخرًا بعض الأفكار. سيتطلب أول اقتراح من ثلاث مراحل من مقدمي الخدمات "إتاحة البيانات للجهات التنظيمية التي يمكن للجهات التنظيمية استخدامها لتحليل وقياس التغييرات في الصحة المالية للعملاء".