القاهرة : الأمير كمال فرج.

منذ شهور قليلة كانت البلديات في مدن العالم تتعامل مع أجندة مزدحمة بالأعمال ، مثل رصف الطرق ومد الجسور، وبناء الكباري، وتوسعة الخدمات ، ولكن بعد انتشار فاشية الفيروس التاجي Covid-19 تجمد كل شيء ، وأصبحت المشكلة الأكثر إلحاحا توفير قبور لدفن الموتى.

وأوضحت تقارير آتية من عدد كبير من الدول أن "عدد الوفيات بسبب الفيروس في بعض الدول بلغ الآلاف، وفاق القدرة الاستيعابية للدفن، مما ولد أزمة في توفير أماكن لدفن ضحايا الفيروس، وهو ما دفع بعض الدول إلى دفن ضحاياها في قبور جماعية"، مشيرة إلى أن توفير أماكن لدفن الموتى أصبح المشكلة الأكثر إلحاحا أمام البلديات.

ففي إيطاليا التي تجاوز عدد قتلى الفيروس العشرين ألفا،  تكافح البلاد للتعامل مع  الوفيات الجديدة، حيث تمتلئ الجبانات بسرعة.

التفشي المميت للفيروس لا يدفع فقط المستشفيات الإيطالية إلى نقطة الانهيار ، ولكن مستودعات الجثث والمحارق قد امتلأت بسبب العدد الهائل من المرضى الذين قتلوا بسبب المرض ، مما أجبر البعض على التفكير في وقف استلام الجثث الجديدة لإفساح المجال لإنهاء قائمة الإنتظار.

وفي الأرجنتين  ضاعف حفاري القبور جهودهم لحفر قبور جديدة في مقبرة سان فيسنتي ، بسبب انتشار مرض فيروس كورونا،  هناك يتم حفر مقابر أكثر من المعتاد بستة إلى سبع مرات في قرطبة، كإجراء احترازي أثناء الطوارئ الصحية الجديدة لفيروس التاجي ،

وفقًا للسكرتير الصحفي لاتحاد عمال البلديات وموظفي قرطبة ، داميان بيزي. أبلغت الدولة عن أكثر من 2200 حالة كوفيد 19 وحوالي 100 حالة وفاة.

وفي الولايات المتحدة التي تصدرت العالم في وفيات فيروسات التاجية يوم السبت ، وهو مؤشر قاتم على وضع البلاد كمركز عالمي للوباء، فقد، سجلت الولايات المتحدة حتى الأسبوع الماضي حوالي 519.400 إصابة بفيروس كوفيد 19 ، و 20.071 حالة وفاة.

وأظهرت صور تم التقاطها بواسطة طائرة بدون طيار مقبرة جماعية في جزيرة هارت في نيويورك، حيث تتعامل إدارة السجون مع المزيد من المدافن بشكل عام ، وسط تفشي COVID-19 في مدينة نيويورك.

وفي البرازيل شكل المسؤولون من ارتفاع الوفيات يسبب الفيروس التاجي ، لذلك بدأت السلطات في توسعة مقبرة فيلا فورموزا Vila Formosa في ضواحي ساو باولو ، وهي أكبر مقبرة في أمريكا اللاتينية حيث تم دفن أكثر من 1.5 مليون شخص.

وذكر تقرر أن "عدد المدافن في البرازيل زاد بعد بداية جائحة COVID-19 بنسبة 30 ٪، حيث تكافح البلاد لإنقاذ الأرواح، حيث أبلغت البرازيل عن 4579 حالة إصابة مؤكدة و 159 حالة وفاة حتى بعد ظهر يوم الاثنين".

وفي إيران حيث أكبر عدد للوفيات جراء فيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط، تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنه لغاية 13 أبريل، بلغت الإصابات 73303، مع تسجيل قرابة 4585 حالة وفاة.

من العسير جدا الحصول على معلومات دقيقة عن الوضع داخل إيران، لكن الكثير مما ينشر في الإنترنت يشير إلى أن المشارح ومستودعات الجثث في إيران لا يمكنها استيعاب المزيد من الجثث، وليس الخوف المنتشر بين عمال المشارح السبب الوحيد لتكدس الجثث، بل هناك أيضا الكم الهائل من الموتى.

ورصدت تقارير ارتفاع نشاطات الحفر في الأرض لتوفير أماكن لدفن ضحايارالفيروس، فبدل أن يدفن الموتى في قبور منفصلة، يعمد الآن إلى دفن العديد من الجثث في قبور جماعية.

وتقول أسر عديدة إنها لا تعرف أماكن دفن جثث أعزائها. وقيل لهذه الأسر إن المعلومات ستصلها حال انتهاء الأزمة، لتمكينها من زيارة قبور موتاها.