القاهرة : الأمير كمال فرج .

الحكم على كفاءة الناس يجب أن يتم بموضوعية، من خلال تقييم أفعالهم ومهاراتهم السابقة بعناية. لكن العلم يُظهر مجموعة من العوامل الأخرى، من الطول إلى الثقة ، وحتى الطريقة التي يمشي بها الشخص أو رائحته يمكن أن يكون لها تأثيرات غير واعية على كيفية تقييمنا لدفء الناس، وجدارتهم بالثقة ، والقدرة على القيام بعملهم.

ذكر تقرير نشرته صحيفة Business Insider أن "أبحاث جديدة من برينستون تضيف الآن عنصرًا آخر إلى القائمة الطويلة من التحيزات الغريبة التي تحتاج إلى البحث عنها عند تعيينك أو البحث عن وظيفة. فحتى ملابسك يمكن أن تؤثر على الطريقة التي يحكم بها الأشخاص على كفاءتك، وهذه الانطباعات تتشكل في أقل من ثانية".

الملابس والكفاءة

البدلة، كما تعتقد ، مجرد بدلة، لذلك فإن التفاصيل الدقيقة للبدلة لن تكون مهمة، ولكن عندما وضع فريق برينستون وجوهًا متماثلة فوق ملابس مختلفة تمامًا، وجدوا أن الأشخاص قاموا بتصنيف كفاءتهم المتصورة بشكل مختلف كثيرًا.

على وجه التحديد ، عندما بدت الملابس أكثر تكلفة، سواء كان موضوع الملابس المعنية بدلة أو قميصًا ، فإن ثقة الناس في مرتديها إرتفع.

أوضحت الدراسة أن "الزي له دور مهم، حتى لو أصدر الباحثون تعليمات صريحة إلى الأشخاص بتجاهل الملابس، عندما أخبروهم صراحة أن الأشخاص الذين يرتدون ثيابًا أقل قيمة في السوق يتفوقون في الواقع على أقرانهم الذين يرتدون ملابس مرتفعة الثمن".

حدث ذلك رغم أن باحثي الدراسة  قاموا بمشاهدة الصور لمدة 130 مللي ثانية لكل صورة، وهي بالكاد فترة تكفي لإدراك أنك تنظر إلى وجه.

التقييم من الملابس

هل هذا محبط وغير عادل؟، نعم هو كذلك، ومن المحتمل أن يكون الأمر محبطًا بشكل خاص بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون الكثير من المال لإنفاقه على مقابلة الزي. إنها حقيقة مزعجة اعترف بها الباحثون بسهولة.

قال مؤلف مشارك في الدراسة إلدار شافير إن "الفقر مكان مليء بالتحديات،  وبدلاً من احترام النضال، يواجه الأشخاص الذين يعيشون في فقر تجاهلا مستمرا وعدم احترام من قبل بقية المجتمع، ففي الدراسة كان ينظر إلى الشخص على أنه أقل كفاءة عندما ظهر بملابس أكثر بساطة، ويمكن أن يكون ذلك في أول عشر من ثانية من اللقاء".

مشكلة التحيز

بالنسبة للباحثين عن عمل في العالم الواقعي القاسي ، تشير هذه النتائج إلى أنه من المحتمل أن يكون هذا هو الأفضل بالنسبة لأزهى المقابلات التي يمكنك تحملها بشكل واقعي (حتى في أماكن العمل غير الرسمية). إن الزيادة الكبيرة في النفقات الأولية ستحدث فرقًا في الواقع ، هذه النتيجة الجديدة كانت ظاهرة بقوة.

لكن هناك أيضًا رسالة لمديري التوظيف ، وفقًا للمؤلفين ، وهي نفس الأغنية القديمة المتعلقة بالتحيز: "على الأقل إذا كنت تعرف مشكلة التحيز، يمكنك محاولة تصحيحها". وقال شافير "المعرفة بالتحيز غالباً ما تكون خطوة أولى جيدة".

وللراغبين في اتخاذ إجراءات أكثر جذرية لحل مشكلة التحيز هناك قد حل مؤقت، حتى لو كان غير كافٍ للغاية ، وهو تجنب التعرض كلما كان ذلك ممكنًا. تمامًا مثل المعلمين في بعض الأحيان الذين يقيمون بطريقة عمياء لتفادي تفضيل بعض الطلاب.

التقييم على الورق

 قد يرغب المقيمون وأرباب العمل في اتخاذ التدابير التي يمكنهم ، عندما يستطيعون ، مثل تقييم الناس على الورق ، لتجنب الحكم عليهم من مظهرهم، حيث من الصعب تجنب الأحكام المتعلقة بالكفاءة ". (توجد أدوات تقنية للمساعدة في ذلك ولكنها مثيرة للجدل).

في حين أن العديد من أرباب العمل قد يرفضون فكرة توظيف المكفوفين، يلاحظ شافير أنه في الأوساط الأكاديمية (والأوركسترا) ، فإن تجارب التوظيف دون رؤية المرشحين أسفرت بالفعل عن نتائج أفضل.

ولكن حتى لو كان التعاقد مع صوت واحد واستئنافه أكثر من اللازم بالنسبة لك ، فإن هذا البحث يشير إلى أن أي جهود يمكنك بذلها لتقليل تعرضك لملابس المرشحين من المحتمل أن تؤدي إلى توظيف أكثر عقلانية.