القاهرة : الأمير كمال فرج.

دخلت ماريا الإدريسي، وهي من أب باكستاني وأم مغربية، عالم الموضة كعارضة أزياء جديدة لشركة H&M، ثاني أكبر متاجر التجزئة العالمية بعد زارا. حيث ظهرت في فيديو الترويج للعلامة التجارية الجديدة مرتدية الحجاب الإسلامي، كما ظهرت في مجموعة من العلامات التجارية، بما في ذلك DKNY، تومي هيلفيغر، وغيرها في المجموعات الخاصة التي ظهرت في "رمضان" في السنوات الأخيرة.

ورمضان هو الوقت الأشهر والأكثر قدسية في الإسلام، وبالأخذ في الاعتبار  1.6 مليار من المستهلكين المسلمين في العالم،  كانت معظم الملابس طويلة، مرصعة بالجواهر، والتنانير والقمصان بأكمام طويلة والمعاطف.

ظهرت ماريا الإدريسي في الإعلان مع مجموعة من العارضات تضمنت أيضا عارضات مبتورات الأطراف، بالإضافة إلى أصحاب الأجسام الضخمة.

عن دورها في الإعلان قالت الإدريسي لصحيفة Daily Mail: "بصراحة ليست لدي فكرة عن سبب اختياري للإشتراك في هذه الحملة، قد يكون ذلك بسبب الحجاب والأزياء الاسلامية التي ازدهرت في السنوات القليلة الماضية، ومؤخرا بدأنا نري إمرأة ترتدي الحجاب في الاتجاه السائد للموضة، وهو انجاز كبير"، وعن الشركة قالت: "كانوا في غاية الاحترام للزي الإسلامي ".

في الواقع، الإدريسي فتاة خجولة ومتحفظة، وتقدس عقيدتها، كما أن لديها موهبة الرسم بالحناء.

وأوضحت الصور التي نشرتها H&M علي صفحتها علي إنستجرام أن ماريا تتمتع بالثقة الواضحة في الفيديو، حيث تقف بتحد في المدخل، وارتدت النظارات الشمسية ، والسراويل الواسعة الفضفاضة، والحجاب ، في حين يصف التعليق الصوتي لها بأنها "شيك،  كما تظهر بمكياج بسيط ورقيق للغاية .

وصرحت الادريسي أن ثقتها تأتي من سنوات من الوقوف على خشبة المسرح خلال إلقاءها الشعر الإسلامي، أو الأناشيد ، كما عملت مع قنوات تلفزيونية إسلامية بريطانية، وفي سن الرابعة عشرة  غنت أول قصيدة لها أمام 200 شخص، كما قامت بالقراءة عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم في حفل مالكوم X في لندن.

وبعد سنوات، في أكتوبر 2014، أظهرت جانبا مختلفا من شخصيتها، عندما ألقت تحية شعرية للاجئين الفلسطينيين، حيث كانت تبدو مثل مطربات الراب أو الهيب هوب ، ولكن بصوت امرأة مسلمة متحفظة.

قررت الإدريسي لارتداء الحجاب عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها ، وتأخرت سنا بالمقارنة مع معظم الفتيات الصغيرات في الأسر الإسلامية المحافظة التي تبدأ ارتدائه في سن البلوغ.

 وتقول: "قضيت عشرة أعوام في مدرسة إسلامية، وهذا أثر في كثيرا، بالإضافة إلى إلقاء الأناشيد. لقد كان هناك دائما عنصر الإسلام في حياتي ".

إنضمت الادريسي لشركة عرض الأزياء الشهيرة H&M بعد موافقة والدتها ووالدها، الذي يعمل كمدير لأعضاء نادي المحاربين القدامى في الجيش البريطاني في لندن، يقول الأب "لقد انضمت لعرض الازياء لسبب وجيه"، كما تقول، في اشارة الى تركيز الحملة الإعلانية على إعادة تدوير الملابس."

 وقام فريق التصوير بتوفير مساحة خاصة لارتداء الملابس، مع الحد من التفاعل مع الذكور، وتقول الإدريسي : " استمتعت بالتصوير، وطلبت أن يقوم بالتصوير إمرأة، وقوبل طلبي بكثير من الإحترام ".

تعد مشاركة الإدريسي في حملة H&M في السوق الجديد الهائل لمتاجر التجزئة أمرا هاما، وتستهدف في هذه الحملة المسلمين، وهي ثاني أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية، ووفقا لـ "طومسون رويترز" من المتوقع أن تنفق الشركة ميزانية ضخمة على الملابس والأحذية بحلول عام 2019، بالمقارنة بميزانية الشركة عام 2013، ، إلا بمشاركة عدد من العارضات المسلمات اللائي يرتدين الحجاب، تقول الشركة : "لطالما تم تجاهل النساء المسلمات عندما يتعلق الأمر الموضة."

تلقت الإدريسي طلبات من العديد من النساء لإلقاء دروس حول كيفية لبس الحجاب، على الطراز الحديث الذي يجمع بين الرغبة في أن تبدو مسلمة وتبدو أكثر عصرية في نفس الوقت .

كما حرصت الشركة أيضا علي إدراج الإدريسي في حملة إعلانية عالمية، وكتبت في مدونة "فتاة مسلمة" : "بطريقة بسيطة وهادئة قدمت الإدريسي المرأة المسلمة دون خوف أو ازدراء، ولكن مع بعض الفضول، إذ أثارت من جديد التساؤلات المتوترة حول المسلمين".

لم يتوقف مشوار الإدريسي عند عرض الأزياء فقط، بل قامت باطلاق صالون تجميل بحي المغاربة في لندن، تحت اسم " صالون مراكش "، والتي تتخصص فيه بتطبيق الحناء، والتدليك المغربي، وطلاء الأظافر الحلال للمسلمات . حيث لا تجوز صلاة المسلمة التي تضع طلاء الاظافر.

 ولكن الطلاء البولندي الذي تطبقه الإدريسي يسمح لبخار الماء بالمرور إلى الأظافر، وهو عامل مهم للوضوء قبل الصلاة، لأن الشعائر الإسلامية تتطلب أن يلمس الماء كل سطح الجلد.