القاهرة : أحلى وظيفة .
تعاني الكثير من أماكن العمل من الحرس القديم، والذي يحاول أن يتشبث بمقاعده، في الوقت الذي يحرز فيه جيل الألفية الجديدة تقدما لتولي مناصب القيادة.
وذكر تقرير نشره موقع BBC أن "كلمة "كونداي" بالكورية يمكن ترجمتها بـ "تعالي الكبار"، وهو نوع من السلوك يمكن رصده في المواقع الإدارية المتوسطة أو العليا، وتشير الكلمة في العادة إلى الرجال وتنطوي على إساءة، وتصف تحديدا المديرين في بيئة العمل الذين يحرصون على إسداء نصائح غير مرغوب فيها أو مطالبة مرؤوسيهم بالطاعة الكاملة".
العيش في عالم كونداي
يعاني الكثير من شباب الموظفين مما يطلق عليهم "فئة كونداي"، نتيجة الالتزام الصارم بالهيكل الإداري، الذي يضفي على أي شخص في مكان العمل شعورا بالضغط والضيق.
وتستمد كلمة كونداي سلطتها من هذا النظام الصارم، حيث يندر مناقشة المرؤوسيين سلطة الرؤساء. كما يشعر الشباب الكوري بإحباط من وجود فارق بين الأجيال، لاسيما ذلك الذي يتعلق بقيم العمل التي تنطوي على نوع من الغرابة وعلى رأسها الأهمية التي تعطي الولاء للشركة.
طفرة المواليد
يعلي جيل "طفرة المواليد"، وهو جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، من قيمة العمل على أي شيء آخر، مقارنة بجيل الألفية.
فقد كان زمن هؤلاء يتسم بالحكم الدكتاتوري الصارم، وكانت الدولة تحدد طول شعر رأس المواطنين، وتفرض قيودا على السفر خارج البلاد.
ولم يتح أمام جيل "طفرة المواليد" بعد الحرب العالمية الثانية سوى القليل من الخيارات الشخصية، كما تعين عليهم بناء مستقبلهم الوظيفي بتعريف محدود للغاية لما يعنيه مصطلح "المواطن الصالح"، الذي يكرس حياته لبناء البلد.
وكان ضمان العمل في وظيفة ثابتة في مكان يتمتع بالاحترام هو الأساس لمفهوم المواطنة الصالحة، وتفسر هذه الدكتاتورية على الأرجح سبب صعوبة تكيف بعض كبار السن مع جيل الألفية الذي يعيش حرية لم يمارسها الكبار.
ويفسر بيونغ-هون لي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة تشانغ-أنغ، قائلا إن أهداف ومقاصد العمل بالنسبة لجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية تحتل أولوية على الأهداف الشخصية.
ويقول: "إنهم نشأوا في ظل قومية كانت تعطي أولوية للنمو الاقتصادي للأمة، وهو ما شكل حافزا لدى الكثيرين، ومازال جيل ما بعد الحرب العالمية يوالي الوظيفة".
وعلى الرغم من ذلك فُرض على المديرين التنفيذيين، من غير جيل ما بعد الحرب العالمية، هذا النظام الذي يعلي أولا من قيمة العمل، سواء أرادوا أم لا.
سياسة 52 ساعة
تُطبق سياسة 52 ساعة عمل في الأسبوع حاليا في الشركات الكبرى التي يزيد عدد موظفيها عن 300 موظف. ويتناقض تطبيق هذه السياسة في حد ذاته مع تجربة جيل ما بعد الحرب العالمية، الذين كان يُطلب منهم العمل نصف أيام السبت حتى عام 1994، عندما أقر قانون العمل لأول مرة العمل خمسة أيام في الأسبوع.
ويرغب جيل الألفية في كوريا الجنوبية حاليا فيما هو أكثر من بنية العمل التقليدية، بما في ذلك كونداي الذي يتعين عليهم أن يجدوا حلا له.
وقد يساعد زيادة أعداد جيل الشباب في تحقيق ذلك، إذ يشير مكتب الإحصاء الكوري "كوستات" إلى أن جيل الألفية يشكل حاليا 22.2 في المئة من تعداد سكان كوريا الجنوبية، وتزداد نسبة وجودهم داخل منظومة قوة العمل الكورية. (في هذا السياق سيشكل جيل الألفية نسبة 50 في المئة من قوة العمل على مستوى العالم بعد عام 2020).