القاهرة : الأمير كمال فرج.

فقدت إمرأة تعاني من السمنة المفرطة 160 كجم دفعة واحدة، ولكنها تعاني الآن من الجلد الزائد ، وهو ما يكشف عن الجانب السييء لفقدان الوزن، والضرر العاطفي الذي يسببه.

وعادة ما يعتقد الناس أن فقدان الكثير من الوزن أمر رائع، ويؤدي الي  كسب إعجاب الآخرين. ولكن الحياة وردية ليست وردية جدا كما نعتقد.

وفقا لصحيفة  Daily Mail، كانت جوليا كوزيريسكي (31 عاما) من بروكفيلد، ويسكونسن تعاني من الوزن الزائد بطريقة مفرطة، وكان مؤشر كتلة الجسم من 49.9 ، وهو ما يعني أن نصف جسمها مكون من الدهون فقط،  وكانت حينئذ في الخامسة والعشرين فقط .

وأخيرا قررت أن تأخذ قرارا مهما في حياتها، ففي عام ٢٠٠٩ فقدت 160 كجم بطريقة مذهلة، الشيء الذي كانت تعتقد أنه سيجلب لها فرحة شديدة، ورغم التغييرات الإيجابية في الحياة اليومية، تعترف جوليا أنه كان هناك في الواقع الكثير من الاضطراب العاطفية، وذلك عندما بدأت جوليا مشروع الصور الذي نشرته .

نشرت جوليا سلسلة من الصور الذاتية دون ملابس، والتي تبين عالما من الجلد الزائد، وعلامات التمدد، وتغيرت الصور تدريجيا من الظلام إلي الوضوح الصارخ.

وتوضح الصور جوانب  من رحلتها لفقدان الوزن، وتهدف جوليا للتعبير عن مشاعرها التي لا يراها الناس، ولا حتى زوجها الذي لم يكن على علم في البداية أنها بدأت مشروع التصوير الذاتي، والذي بدأته عندما كانت تدرس التصوير الفوتوغرافي في معهد ميلووكي للفنون والتصميم.

تقول جوليا لصحيفة  Daily Mail : "أعتقد أن هناك تركيز كبير على الشكل الخارجي والأرقام بخصوص عدد الوحدات التي تفقدها ، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو كيف يمكن للشخص الشعور، أعتقد أن هذا ينطوي علي الكثير من وصمة العار والخجل ".

بدأت جوليا  بفقدان الوزن الانتقالي بعد فترة وجيزة من الزواج، وهي لحظة تاريخية موضحة مع الصورة الأولى لها، والتي تظهر فيها في فستان الزفاف الذي ارتدته كامرأة وزنها 336 كجم، متطلعة وتتطلع إلى الحياة السعيدة مع زوجها المستقبلي والأطفال، ولكن أدركت جوليا أن عليها أن تفعل شيئا حيال صحتها.

وتقول : "أدركت أنني بحاجة إلى تجديد نمط حياتي، وإجراء تغييرات إيجابية لن يستفيد منها سوى نفسي، وعائلتي كذلك". وتضيف : "من خلال عد السعرات الحرارية، والتركيز على التغذية، والسيطرة على الطعام ، وزيادة التمارين الرياضية، أسفرت الجهود التي بذلتها في خسارة أكثر من 160 وحدة " .

وكتبت جوليا في مقدمة  السلسلة. "بينما كنت أعتقد أني أسعي لتحقيق حلمي للوصول إلي الشخص المثالي الذي رغبت أن أكون عليه . ينقلب الواقع الي العكس تماما، لم يكن سهلا الاحتفال بما وصلت له تحت طبقات من الملابس وراء الأبواب المغلقة، بينما الواقع مختلف تماما ".

تظهر الصور جوليا في الأنشطة اليومية وقد أصبحت تواجه الصراعات بعد التحول التام، وتظهر في بعض الصور وهي تقف أمام ثلاجة ، أو تأخذ حماما، أو تستلقي بجوار زوجها، وقالت إنها تتطلع إلى أن توضح صورها المشاعر القوية، والتي تبين انعدام الأمن والحزن والحنين.

وفي نهاية المطاف، اكتسبت جوليا الشجاعة لتبادل الصور مع زميلاتها، ويمكن أن نرى رد الفعل: حيث حصلت علي الدعم الكامل والثناء، وفي نهاية المطاف أدركت أن القصة رسالة أكبر، وأكثر عالمية، وقررت نشر الصور علنا في الأماكن العامة، وكانت النتيجة المئات من رسائل البريد الإلكتروني إنهالت عليها من أخريات يعانين من نفس الوضع.

وتوجه جوليا رسالة عامة تقول فيها : "إن كنت تعاني من مشكلة ما اعلم أنك لست وحدك، وهذه هي الطبيعة، ويمكنك أن تعيش علنا وبحرية".