القاهرة : تشكيل .
عرضت لوحة جوديث جوديث تذبح هولوفرنز Judith Beheading Holofernes التي رسمها الفنان الإيطالي ميشيل أنجيلو ميريسي دا كارافاجيو منذ 400 عام، في قاعة كولناغي الفنية في لندن بعد ترميمها الذي استغرق عامين.
اللوحة تصور القصة التوراتية للأرملة اليهودية جوديث، التي قطعت رأس الآشوري هولوفيرنيس بالسيف، للدفاع عن مدينتها بيتولا، بينما الجنزال ينظر إليها نظرة توسّل في حضور عاملة منزل.
لوحة مهمة
عثر على هذه اللوحة الزيتية البالغ طولها 173 سنتيمترا وعرضها 144 سنتيمترا والتي رسمت العام 1607، سنة 2014 في علية في مدينة تولوز جنوب غرب فرنسا، حيث كانت منسية على ما يبدو لأكثر من مئة عام، ووصف وزير الثقافة الفرنسية وقتها عملية العثور عليها بأنها "مهمة جداً".
حياة مضطربة
وثّق وجود هذه اللوحة ـ وهي نسخة ثانية ـ في سلسلة من الرسائل المتبادلة بين أمراء وهواة جمع أعمال فنية كانوا متحمسين للحصول عليها قبل أربعة قرون، لكنّ إسناد اللوحات إلى كارافاجو الذي توفي عن 38 عاما في 1610 بعد حياة مضطربة، كان أمراً صعباً لأنه لم يكن يوقّع أعماله التي كانت تنسخ كثيرا.
وكان نيكولا سبينوزا، وهو خبير آخر معروف على مستوى العالم، أكّد لوكالة فرانس برس العام 2016 أن اللّوحة أصلية، مضيفاً أنّ "جودتها استثنائية وتعود إلى حوالى العام 1605، حين كان يترجم الدراما عن طريق الرسم".
160 مليون دولار
قد يكون عدم التأكد من نسب اللوحة أو قيمتها المرتفعة وراء قرار الدولة بعدم شرائها، فيما خفضت ميزانية المتاحف الوطنية. وقدّرت قيمة هذه اللوحة بـ160 مليون أورو بعدما كانت مقدّرة في السابق بـ120 مليون أورو.
وقال الخبير الفني الفرنسي إريك توركين ـ خلال عرض اللوحة أمام وسائل الإعلام ـ أنّ "اللّوحة من توقيع كارافاجو وبالتأكيد هي من أعماله "المهمة"، وهو فنان صعب بالنسبة لمؤرخي الفن، ولم أكن أريد أن أعرّض سمعتي للخطر، لذلك انتظرنا سنتين".
وأضاف: "هذه لحظة مهمة جداً في عمل كارافاجو لأنه من خلاله يغادر روما ويطور نمطاً جديداً من الرسم، أكثر قتامة وسوداوية ومأسوية ودراماتيكية".