القاهرة : القدس عربية .
شهدت "مسيرة العودة الكبرى" التي أطلقها الفلسطينيون الأسبوع الماضي تزامنا مع يوم الأرض للتأكيد على حق عودة الفلسطينيين المهجرين في العودة إلى أراضيهم التي احتلتها إسرائيل .
ومن المظاهر المبتكرة التي قدمها المتظاهرون الفلسطينيون في المسيرة "جمعة الكاوشوك" والتي تم فيها إحراق عدة آلاف من إطارات الكاوتشوك المستعملة في غزة ، وهو ما أدى إلى تكون حائط صد دخاني كبير نتج عن حجب الرؤية عن جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين أصيبوا بالأرتباك، وعجزوا عن التعامل مع هذا الستار الدخاني الضخم
القوات الإسرائيلية حاولت التعامل مع مشكلة الستار الدخاني الضخم بجلب عربات مزودة بمراوح كبيرة لتبديد الدخان وكشف الرؤية ، ولكن كل المؤشرات تؤكد فشل المحاولة في تبديد الدخان الذي يرتفع من الأرض إلى السماء .
مراقبون أكدوا أن الدخان صنع عازلا بين متظاهري فلسطين وقناصة الصهاينة، وساهم في حماية الفلسطينيين العزل خلال المسيرة التي شارك فيها الشباب والرجال والأطفال ، وحفلت بالعديد من الفعاليات النضالية والترفيهية والاستعراضية .
كان عدة مئات من الفلسطينيين قد تجمعوا في "مسيرة العودة الكبرى" للاحتجاج قرب حدود قطاع غزة مع إسرائيل تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض" للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة.
وحق العودة هو حق الفلسطيني الذي طرد أو خرج من موطنه لأي سبب عام 1948 أو في أي وقت بعد ذلك، في العودة إلى الديار أو الأرض أو البيت الذي كان يعيش فيه حياة اعتيادية قبل 1948، وهذا الحق ينطبق على كل فلسطيني سواء كان رجلاً أو امرأة، وينطبق كذلك على ذرية أي منهما مهما بلغ عددها وأماكن تواجدها ومكان ولادتها وظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت في تاريخ 11/12/1948 قرارها رقم 194 والذي يقضي بأن الجمعية العامة تقرر وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن، للاجئين الراغبين في العودة إلى بيوتهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى بيوتهم ، وعن كل مفقود أو مصاب بضرر.
وتعني هذه الفقرة من القرار أن الجمعية العامة قررت أن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وممتلكاتهم هي حق لهم واجب التنفيذ، وأن عودتهم تتوقف على اختيارهم الحر هم وحدهم. وقد نص القرار أيضاً على إقامة لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة تكون مهمتها تسهيل إعادة اللاجئين إلى وطنهم وتوطينهم من جديد وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي وكذلك دفع التعويضات لهم.
ولم تنفذ إسرائيل القرار. والأمم المتحدة تجدد قلقها حول عدم تنفيذ القرار كل سنة تقريباً ولكنها لم تتخذ أي خطوات عملية لتنفيذه.