القاهرة : القدس عربية .
ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلية الأربعاء الماضي القبض على الطفلة الفلسطينية عهد التميمي، التي اشتهرت بمقاومة المحتل بعناد وثبات رغم سنها الصغير.
ولاقى اعتقال التميمي، صدى واسعا في العديد من الدول، ونظمت مظاهرات وحملات للمطالبة باطلاق سراحها، ونشر مستخدمون بمواقع التواصل صورا وفيديوهات للتميمي، توثق مقاومتها الشعبية للاحتلال الإسرائيلي منذ طفولتها، مشيدين بشجاعتها الكبيرة في مقارعة الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح، وتحطيم غرورهم.
ووصل لوالد التميمي، عشرات الرسائل من متضامنين أجانب فلسطينيين، وعلى صفحته، على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، كتب له العشرات متضامنين ومستنكرين اعتقال طفلته.
إيقاف هند
أوقفت هند أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية الأربعاء الماضي في سجن غربي رام الله، هي ووالدتها ناريمان، وأبلغ القاضي الإسرائيلي، الطفلة التميمي، بقرار تمديد اعتقالها حتى يوم الاثنين القادم، على أن يتم تقديم لائحة اتهام ضدها.
وقال باسم التميمي والد الطفلة لوكالة الأناضول، إن طفلته أحضرت للمحكمة اليوم مُقيدة ومحاطة بعدد كبير من الجنود، حتى أنه لم يستطيع مشاهدتها بشكل واضح.
وأضاف: لم يُسمح لي بالحديث مع عهد، ولكن يبدو أنها بصحة جيدة، وتتمتع بروح معنوية عالية، وقد تم نقلها بعد المحكمة لسجن هشارون.
وبيّن إن زوجته المعتقلة أيضا، ناريمان التميمي سيتم عرضها على ذات المحكمة اليوم الخميس، وأوضح أنه تسلّم استدعاء لمقابلة المخابرات الإسرائيلية للتحقيق في مركز بنيامين شرقي رام الله.
طرد جنود الإحتلال
كانت وسائل إعلام اسرائيلية قد تناقلت، لقطات مصورة للتميمي، وهي تطرد جنود من الجيش الإسرائيلي من أمام منزلها الجمعة الماضي.
ومنذ صغرها، تشارك التميمي في المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل، واستشهد خال عهد رشدي التميمي برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات في البلدة بتاريخ في العام 2012.
كما توفيت عمتها باسمة التميمي عام 1993، إثر تعرضها للضرب من قبل شرطية إسرائيلية خلال حضورها محكمة نجلها في ذلك الوقت، بحسب مصادر في عائلتها.
وتشهد قرية التميمي (النبي صالح) وقرى مجاورة، مسيرة أسبوعية، منذ العام 2009، ضد الاحتلال، واستمرار إسرائيل في الاستيلاء على أراضي البلدة.
وعادة ما يستخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، والمياه العادمة، والرصاص الحي، لتفريق المسيرة.
ويقع على أراضي البلدة مستوطنة حلميش ومعسكر للجيش الإسرائيلي، وحاجزا عسكريا على مدخل البلدة.
وسبق للتميمي أن تسلمت جائزة حنظلة للشجاعة عام 2012، من قبل بلدية باشاك شهير في تركيا، لشجاعتها في تحدي الجيش الإسرائيلي، والتقت في حينه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (رئيس الجمهورية الحالي) وعقيلته.
عقاب ليبرمان
كان وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد عقّب الثلاثاء، على اعتقال الجيش للطفلة التميمي، بالقول كل من في محيطها، ليس فقط الفتاة، ولكن أيضا ذويها لن يفلتوا مما يستحقونه.
ورد باسم التميمي والد الطفلة على ليبرمان، في حديث خاص لوكالة الأناضول قائلا لن يردعنا ليبرمان ولا جيشه.
وأضاف ما يقوم به أطفال بلدتي وطفلتي عهد هو المشهد الطبيعي، والمشهد غير الطبيعي أن تعاني من الاحتلال ولا تقاوم، وعبر عن فخره بعهد.
تخليص الشقيق
وتعود شهرة التميمي، لعام 2015، حينما التقطت وسائل الإعلام، صورا لها ولوالدتها، خلال محاولتها تخليص شقيقها محمد من قبضة جندي إسرائيلي، جلس فوقه معتزما اعتقاله.
وعهد طالبة في الثانوية العامة، بمدرسة البيرة الثانوية في مدينة رام الله.
وشاركت التميمي، في العديد من المؤتمرات والمهرجانات داخل وخارج فلسطين، أبرزها في العاصمة الفرنسية باريس، وفي جنوب افريقيا وتركيا وغيرها.