القاهرة : القدس عربية .
بعد أقل من ساعة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، احتج الفلسطينيون بإطفاء أضواء شجرة عيد الميلاد خارج كنيسة المهد في بيت لحم.
كان ذلك تذكيرا في الوقت المناسب، فبينما ركزت عناوين الأخبار على دعوات إسلامية لانتفاضة جديدة وأشار ترامب إلى صلات تاريخية يهودية، أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي مشاعر عميقة بين الطائفة المسيحية الفلسطينية الصغيرة.
ويشكل المسيحيون 1% فقط من الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة رغم أنهم يحققون نجاحا ملحوظا في السياسة المحلية والوطنية.
وفي الساعات التي سبقت إعلان ترامب، دعا البابا فرنسيس إلى احترام الوضع الراهن للقدس. وقالت الكنيسة الأسقفية بالولايات المتحدة إن إعلان ترامب ”قد تكون له تداعيات عميقة على عملية السلام وعلى مستقبل حل الدولتين“.
لكن قرار ترامب لاقى دعما قويا من قطاع آخر بالمجتمع المسيحي وهم كثير من الإنجيليين الأمريكيين أصحاب النفوذ السياسي القوي الذين يؤمنون بعودة اليهود في الفترة الراهنة إلى موطنهم التوراتي.
وشكل ترامب دائرة من المستشارين الإنجيليين خلال حملته الانتخابية، وكان المرشح المفضل بقوة للناخبين الإنجيليين البيض في انتخابات العام الماضي.
وقال مايك إيفانز عضو جماعة إنجيلية في مدينة دالاس الأمريكية كانت قابلت ترامب يوم الاثنين ”نحن جميعا نؤمن بالكتاب المقدس ونحن نؤمن أن هذه هي أرض الكتاب المقدس وأن القدس هي العاصمة القديمة لإسرائيل منذ أيام الملك داود، ولذلك فإن وقوف رئيسنا وإعلانه هذا يجعلنا نشعر بالفخر والتكريم بشدة".
أما بالنسبة للفلسطيني محمد الحوا الذي يعمل في متجر كبير فإن تصريحات ترامب والمنطق الذي تستند إليه تجاهل الواقع الأشد تعقيدا على الأرض.
وقال الرجل البالغ من العمر 33 عاما إن أتباع كل الديانات في القدس متحدون في الصلاة حتى وإن انقسموا بشأن السياسة.
وأوضح أن "المسيحيون واليهود والمسلمون يعيشون معا في هذه المدينة. لا مشكلات بينهم. فقط السياسة. الحكومات ترغب في إشعال حروب".
وقال رجل فلسطيني يبلغ من العمر 70 عاما وهو يسير في ساحة كنيسة القيامة الممتلئة بالزوار "هذه مدينتي - دمي وحياتي".
وقال الرجل الذي عرف نفسه باسم مقدسي "أستطيع أن أذهب إلى الكنيسة، إلى أي مكان في القدس. لا ترامب ولا تنتياهو يقدران على منعي".