القاهرة : سياسة .
بعد أسابيع من الاستفتاء الذي أجراه أقليم كردستان للانفصال عن العراق، وأيام من الاستفتاء الذي أجراه أقليم كتالونيا للانفصال عن أسبانيا ، يبدو أن كرة الانفصال في الحالتين فشلت ، ففي الأولى أحكمت القوات العراقية في غضون ساعات على مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي كان الأكراد يحلمون بالاستيلاء عليها، وكذلك معظم المناطق المتنازع عليها وفي الثانية أقالت الحكومة الأسبانية قيادات أقليم كتالونيا ، وفرضت الحكم المباشر على الإقليم .
في أسبانيا أكدت الحكومة الإسبانية، أمس، أن محاولة رئيس إقليم كتالونيا المُقال كارلوس بوجديمون الانفصال عن إسبانيا انتهت.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسبانية إنيغو مينديس دي فيغو، في إنه "يبدو كأنهم أعلنوا عن جمهورية كتالونيا، ولكن بعد 24 ساعة من اعترف بها؟ لا أحد، انتهى الأمر"، مضيفا أن بوجديمون لم يعد له سلطات سياسية أو مالية بعد قرار إقالته من الحكومة الإسبانية.
وأضاف، إنه "إذا كانت لدى بودجمون الرغبة في الاستمرار في المجال السياسي، وهذا حقه، أعتقد أنه يجب أن يستعد للانتخابات المقبلة ويمارس معارضته الديمقراطية".
واعتبر دي فيغو أن قرار الحكومة الإسبانية بالدعوة إلى انتخابات في كتالونيا يعد فرصة للكتالونيين لإيصال أصواتهم بطريقة "قانونية وحرة". وأضاف: "هذه هي الطريقة التي نقول بها للكتالونيين إذا كنتم تريدون التصويت افعلوا ذلك بطريقة قانونية".
وكان بوجديمون دعا، السبت، إلى "معارضة ديمقراطية" للحكم المباشر الذي قررت الحكومة الإسبانية فرضه على إقليم كتالونيا، بموجب المادة 155 من الدستور الإسباني، بعدما صوت برلمان الإقليم لصالح الانفصال عن إسبانيا.
وكان رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي أعلن، مساء الجمعة، أن الحكومة المركزية الإسبانية قررت إقالة قادة وحكومة كتالونيا وحل برلمانها والدعوة إلى انتخابات في الإقليم في 21 ديسمبر المقبل.
وجاء إعلان رئيس الوزراء الإسباني عقب موافقة مجلس الشيوخ الإسباني للمرة الأولى على تفعيل المادة 155 من الدستور بموجب طلب الحكومة، وهي المادة التي تسمح للحكومة المركزية بتعليق الحكم الذاتي في الإقليم، وفرض سلطة مباشرة عليه من الحكومة المركزية.
وفي العراق، تمكنت القوات الإتحادية من فرض سلطتها على مدينة كردوك ومعظم المناطق المتنازع عليها ، بعد انسحاب قوات البشمركة ، التي عرضت تجميد نتائج الإستفتاء، والحوار على بغداد ، ولكن الدعوة لم تلق قبولا من رئيس الزراء العراقي، فيما ترددت أنباء عن اتهامات متبادلة بين قيادات أقليم كردستان ، وتردد أن مسعود البرزاني رئيس الإقليم سيغادر رئاسة الإقليم في نوفمبر المقبل.
وكشف رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي في ختام اجتماع مشترك مع ممثلين عن البيشمركة، عن تقدم في المشاورات بشأن إعادة انتشار القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها، مؤكدا التوصل إلى تفاهم في بعض النقاط، وأن ممثلي البيشمركة لم يعطوا موافقة نهائية على نقاط أخرى لحين الرجوع إلى سلطات كردستان.
وتكشف المعارضة الدولية لكلا الإستفتاءين في كتالونيا وكردستان الرفض العام لفكرة الإنفصال ، ورغم أن هذا الرفض يناقش مفهوم الديمقراطية ، إلا أنه يعكس في كثير من الأحيان أن الديمقراطية أيضا بها نوع من الدكتاتورية، حيث أن اعتماد فكرة الانفصال سيساعد على انتشارها في بقاع عدة بالعالم ، وهو ما يهدد العديد من الدول .