القاهرة : السياسة .
من أقليم قطالونيا الأسباني الذي يرغب في الانفصال ، ويعتزم تنظيم استفتاء على ذلك، إلى اليمن الذي لازالت فكرة إنفصال الجنوب تسيطر على البعض، إلى أقليم كردستان العراق الذي تسيطر عليه نفس رغبة الانفصال عن العراق ، وأعلن أنه سينظم استفتاء على ذلك ، تنتشر حمى الإنفصال، لتزيد الأحداث السياسية العربية والعالمية سخونة .
قطالونيا
ففي قطالونيا قال رئيس حكومة إقليم قطالونيا كارليس بيجديمونت إن حكومته ستمضي قدما في استفتاء على الانفصال عن إسبانيا في الأول من أكتوبر تشرين الأول في تحد لأمر قضائي يحظر الاستفتاء.
وقال في بيان تلفزيوني ”سنفعل هذا لأن لدينا خططا للطوارئ لضمان إنجازه.. وفوق كل ذلك لأنه يحظى بدعم الأغلبية الساحقة من السكان الذين سئموا غطرسة وإساءات حكومة الحزب الشعبي“.
وأعلنت حكومة الحزب الشعبي بزعامة رئيس الوزراء ماريانو راخوي وأحزاب المعارضة الرئيسية في مدريد أن الاستفتاء على الاستقلال غير دستوري وينتهك الدستور الإسباني.
جنوب اليمن
وفي اليمن شكل مسؤولون قبليون وعسكريون وسياسيون في عدن، ثاني كبرى مدن اليمن، مجلسا يسعى إلى انفصال جنوب اليمن في خطوة تهدد بمزيد من الفوضى في بلد تمزقه حرب أهلية منذ عامين.
فقد أعلن عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق، في كلمة بثها التلفزيون المحلي وإلى جانبه العلم السابق لجمهورية اليمن الجنوبي، عن قرار يقضي بقيام مجلس انتقالي جنوبي برئاسته أطلق عليه اسم "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي".
وقال الزبيدي إن الهيئة، التي تضم 26 عضوا، بينهم محافظو خمس محافظات جنوبية واثنين من الوزراء في الحكومة اليمنية، ستتولى إدارة و تمثيل المحافظات الجنوبية داخليا وخارجيا.
كردستان العراق
وفي كردستان العراق ، منذ أن أعلن رئيس الإقليم مسعود برزاني عزمه تنظيم الاستفتاء على انفصال الإقليم عن العراق ، تصاعدت المواقف السياسية المعارضة لذلك ، ليس في العراق فحسب ، ولكن في دول أخرى بالعالم مثل أميركا وإيران وتركيا .
وأعلنت أمريكا معارضتها بشدة للاستفتاء بشأن استقلال أكراد العراق وحثت الزعماء الأكراد العراقيين على الدخول في مفاوضات مع الحكومة العراقية بدلا من ذلك، وقالت المتحدثة باسم الوزارة في بيان "تعارض الولايات المتحدة بشدة الاستفتاء على استقلال حكومة إقليم كردستان العراق المقرر في 25 سبتمبر.
وأعرب مجلس الأمن الدولي في بيان عن قلقه حيال 'التأثيرات المزعزعة للاستقرار' التي قد تنجم عن استفتاء الاستقلال الذي يعتزم إقليم كردستان العراق تنظيمه الاثنين المقبل. وأكد المجلس معارضته لإجراء الاستفتاء ودعا إلى إيجاد حلول توافقية يدعمها المجتمع الدولي، محذرا من أن هذه الخطوة الأحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار. كما جدد تمسكه بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه.
وأضاف البيان الذي تجنب ذكر كلمة الاستقلال، أن الاستفتاء مقرر في وقت لا تزال تجري فيه العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتي تؤدي القوات الكردية فيها دورا رئيسيا.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إن العراق وإيران وتركيا اتفقوا على دراسة إجراءات ضد إقليم كردستان العراق بسبب استفتاء مزمع على الاستقلال.
وفي بيان مشترك عبّر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ونظيراه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود تشاووش أوغلو عن قلقهم من أن يعرض الاستفتاء المكاسب التي حققها العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية للخطر ومن احتمال اندلاع نزاعات جديدة في المنطقة.
وجاء في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية العراقية على موقعها الإلكتروني ”الاستفتاء لن يكون مفيدا للأكراد أو لحكومة إقليم كردستان. واتفق المجتمعون على اتخاذ إجراءات مضادة بالتنسيق فيما بينهم“.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بفرض عقوبات على إقليم كردستان العراق، وتجري القوات التركية تدريبات عسكرية على مقربة من الحدود.
وقال البيان إن "الوزراء الثلاثة أكدوا على عدم دستورية الاستفتاء لأنه سيتسبب بصراعات في المنطقة يكون من الصعب احتواؤها".
لكن الأكراد عبروا عن تصميمهم على المضي قدما في الاستفتاء الذي قد يطلق عملية الانفصال عن بلد يعاني بالفعل انقسامات طائفية وعرقية.