القاهرة : سياسة .
فيما إندلعت مظاهرات في عدد من البلدان العربية والأفريقية والأوروبية للتنديد بالاعتداءات التي تتعرض لها أقلية الروهينجا المسلمة على يد الجيش في ميانمار، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الفرصة لا تزال سانحة أمام زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي لوقف اعتداءات الجيش التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف من أقلية الروهينجا المسلمة إلى المناطق الحدودية.
وأضاف أنه "ما لم تتخذ (سو كي) إجراءات، ستكون المأساة مروعة"، مشيرا إلى أن اعتداءات الجيش من الممكن أن تتطور إلى تطهير عرقي.
وفي لقاء أجراه برنامج "هارد توك" المذاع على BBC، أكد غوتيريش أن زعيمة ميانمار لديها فرصة أخيرة لوقف اعتداءات الجيش أثناء خطابها للشعب الثلاثاء المقبل.
وأضاف أنه "ما لم يتغير الموقف الآن، أعتقد أن المأساة ستتخذ منحى مروعا، ولسوء الحظ، لا أرى إمكانية لتغيير الموقف الحالي في المستقبل"، مشددا على ضرورة السماح لأقلية الروهينجا بالعودة إلى ديارهم.
وأشار غوتيريش إلى أن الجيش في ميانمار "لا تزال له اليد العليا" في البلاد، ما يدفع الأمور في اتجاه استمرار ما يحدث على أرض الواقع في ولاية راخين في الوقت الراهن.
وتواجه سو تشي، الزعيمة في ميانمار الحائزة على جائزة نوبل للسلام التي قضت سنوات عدة قيد الإقامة الجبرية في منزلها بسبب مواقفها المؤيدة للديمقراطية، انتقادات على نطاق واسع بسبب قضية الروهينجا.
كما لن تحضر سو كي الاجتماع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مرددة أن الأزمة تتفاقم بسبب "جبال من التضليل". وأضافت أن حدة التوترات ارتفعت بسبب أخبار كاذبة تروج لصالح "الإرهابيين".
ويأتي تحذير غوتيريش بعد إعلان السلطات في بنغلاديش إنها تحد في الوقت الحالي من تحركات حوالي 400 ألف من أقلية الروهينجا المسلمة نزحوا الأسبوعين الماضيين إلى المنطقة الحدودية مع بنغلاديش سعيا للملاذ الآمن.
وقالت الشرطة في بنغلاديش إن لاجئي الروهينجا لن يسمح لهم بالانتقال إلى أي مكان آخر بخلاف المنازل التي خصصت لهم، حتى ولو كان الغرض من الانتقال هو الإقامة مع الأسرة أو الأصدقاء.
وصدرت تعليمات تحث مؤسسات النقل والمواصلات والسائقين على عدم تقديم الخدمات للاجئين، كما حثت السلطات ملاك المنازل في بنغلاديش على عدم تأجير منازلهم للروهينجا.
كما أعلنت السلطات في بنغلاديش أنها بصدد بناء ملاجيء للنازحين تتسع لأكثر من 400 ألف شخص بالقرب من مدينة كوكس بازار.
ويرى محللون أن هذه التعليمات تستهدف الحيلولة دون اندماج اللاجئين وسط السكان في بنغلاديش وإبقاءهم تحت أعين السلطات على أمل إعادتهم إلى بلادهم أو إرسالهم إلى أي بلد آخر في المستقبل.
وشنت ميليشيات من أقلية الروهينجا في 25 أغسطس الماضي في ولاية راخين الواقعة شمال ميانمار، ما أدى إلى مقتل 12 من قوات الأمن.
وروى بعض الفارين من ميانمار من أقلية الروهينجا بي بي سي في وقت سابق بممارسات القتل، والاغتصاب، وحتى المذابح التي تعرضوا لها في ولاية راخين، وهو ما تأكد من رواية طاقم بي بي سي في الولاية، إذ أكدوا أنهم رأوا منازل متفحمة هناك.
واتهم تقرير جديد صادر عن هيومان رايتس ووتش الجمعة الماضية جيش ميانمار بارتكاب جرائم "تطهير عرقي"، مؤيدا اتهاماته بقائمة من القرى المستهدفة التي تعرضت لهجمات تضمنت حرق الكثير من المنازل.
يذكر أن مظاهرات عدة اندلعت اليام الماضية في دول عربية وإفريقية وأوروبية للتنديد بالتطهير العرقي الذي تتعرض له أقلية الروهينجا المسلمة على يد الجيش في ميانمار ، فظهرت احتجاجات في باكستان وأندونيسيا وتركيا وإيران ، والهند، وماليزيا، والشيشان، وغزة، وامتدت المظاهرات إلى دول غربية مثل أمريكا والدنمارك، وفرنسا، وأستراليا.