القاهرة: الأمير كمال فرج .

يردري ماكدونيل الأيرلندية هي المرأة الأولي في العالم التي تخضع لعملية جراحية لتركيب جهاز مغناطيسي في ظهرها لتقويم إنحناء حاد في عمودها الفقري.

قضت ماكدونيل ثلاثين عاما من الألم بعد إصابتها بمرض "الجنف"، وقام الجراحون بإجراء العملية الجراحية الأولي من نوعها للسيدة البالغة 34 عاما لتركيب جهاز مغناطيسي في عمودها الفقري، ويسمي هذا الإجراء بنظام التحكم المغناطيسي واسع المجال، حيث يمكن السيطرة عليه لتقويم انحناء الفقرات .

وتصل تكلفة العملية إلي 15 الف جنيه استرليني، وهي ناجحة فقط في الأطفال والمراحل الأولي من تشخيص المرض، أي قبل بلوغ المصاب عشر سنوات.

وبعد نجاح الجراحة، يأمل المختصون الآن في نجاح عمليات زراعة العظام  للبالغين ممن خاضوا العديد من الجراحات والإجراءات المؤلمة والفاشلة في محاولة تعديل وتقويم الفقرات.

وتقول ماكدونيل لصحيفة Daily Mail : "غيرت هذه الجراحة حياتي بالكامل، قبل ذلك لم أتمكن من المشي لمسافات حتي ولو كانت قصيرة، أما الآن فإني أفضل المشي في كل مكان، وبعد ثلاثين عاما من الألم تمكنت أخيرا من التفاؤل بالمستقبل".

ماكدونيل مصابة بعيب خلقي يصيب واحد من كل عشرة آلاف طفل، وتوقع الأطباء أنها لن تتمكن من العيش حتي عمر السابعة، وخلال سنوات عمرها الأولي خاضت العديد من الجراحات المؤلمة لإنقاذ حياتها، حيث خاضت أول عملية جراحية لها لتقويم الفقرات وعمرها ستة أسابيع فقط، ولحسن الحظ تمكنت ماكدونيل من النجاة في طفولتها، كما أنها أكملت تعليمها ودخلت الجامعة، وتتدرب لتعمل معلمة، ولكن مضاعافات المرض منعتها من إكمال مسيرة حياتها .

تقول : "كنت أعاني من انحناء في العمود الفقري بزاوية 130 درجة، ويضغط علي الرئتين، لذا لم تنمو الرئة بشكل طبيعي أبدا، وكانت الرئتين تعمل بنسبة 30% فقط، مما يجب أن تكون عليه، مما يعني تعرضي للعديد من إصابات الجهاز التنفسي، ولم يستطع الأطباء مساعدتي".

وتضيف : "وازدادت الأمور سوءا، وأخبرني الأطباء أني إن لم أخضع لجراحة أخري سأموت خلال عشر سنوات"، ورغم أن جراحات تقويم العمود الفقري ظهرت في 2011 ، إلا أن الأطباء لم يتوقعوا أنها ستكون خيارا نافعا في حالة ماكدونيل.

ورغم ذلك، قرر الأطباء إجراء الجراحة، ووفرت مستشفي في دوبلين الامكانيات اللازمة لإجراء الجراحة التي استمرت لثلاث ساعات في يونيو الماضي، وخلال الشهور التي تلت، تمكن الأطباء من تقويم العمود الفقري لها أخيرا.

والآن تتعافي ماكدونيل بشكل كامل، وتتطلع لمستقبل صحي وسعيد مع صديقها المحامي روبي سلاتري، وتقول : "لم أعد أشعر بالألم، وازدادت ثقتي بنفسي كثيرا، كما أصبح بامكاني ارتداء فساتين جميلة . أنا محظوظة جدا لنجاح هذه العملية،  فقد غيرت حياتي بالكامل"، وتضيف : "أخبرني والدي قبل وفاته أنه يأمل أن يراني أعيش حياة طبيعية، وأود أن أجعله فخورا بي الآن".

وصرح استشاري جراحة العظام باتريك كيلي أن "هذه العملية كانت خطوة كبيرة إلي الأمام، وهي تقنية متقدمة جدا تغني عن العديد من الجراحات المتكررة،  ويقول : "بعد إجراء العملية الأولي لا يضطر المريض للخضوع إلي المزيد من الجراحات،  حيث يتم تقويم الفقرات خارجيا بجهاز التحكم المغناطيسي، وهو غير مؤلم علي الإطلاق، ولا يتطلب تخدير . لذا فهو يساعد علي تقليل العدوي الناتجة من العمليات الجراحية المتكررة".

مرض الجنف "سكولوزيس"

مشتق من كلمة يونانية تعني التواء، وتشمل أعراض المرض انحناء بارز في القفص الصدري، والكتف، والزراع، وعدم تساوي في طول الزراعين والساقين .

ويقدر أن هناك ما يقرب من 273 مليون شخص مصاب بهذه الحالة ،منهم العداء الأولمبي يوسين بولت، وسجلت المملكة المتحدة إصابة ما يقرب من 45 ألف طفل مصاب بهذا المرض ممن خضعوا لأكثر من 20 جراحة تصحيحية، حيث تصل تكلفة الجراحة الواحدة إلي 20 الف جنيه استرليني .

ولا تساعد هذه التقنية المستخدمة حديثا في تغيير نمط حياة المريض بالكامل فحسب، وولكنها توفر مبالغ مالية طائلة يتم إنفاقها علي الجراحات المتكررة، وهي تعد  ثورة في مجال تصحيح انحناء الفقرات، كما أنها تصلح للبالغين أيضا.

وماكدونيل أول امرأة بالغة تخضع لهذه الجراحة في العالم، وهي بالتأكيد تقنية متقدمة جدا لم يتم تجربتها من قبل علي أطفال أكبر من 11 عاما.