القاهرة : أ ك ف . الترجمة .
لجأت السلطات الإسرائيلية إلى حيلة جهنمية لصرف أنظار الفلسطينيين والمجتمع الدولى عن القضية الأساسية وهي "الاحتلال الإسرائيلي" ، وذلك بإشغال الرأى العام الداخلي والخارجي بقضايا محلية بلدية داخلية ، مثل هدم البيوت، والتمييز في الخدمات، من خلال مظاهرات موجهة تجمع اليهود والفلسطينيين ظاهرها الديمقراطية الزائفة، وباطنها الهدف الملغم وهو العيش المشترك .
فقد تظاهر الآلاف من الناس، العرب واليهود، مساء السبت في تل أبيب احتجاجا على هدم المنازل في كالانسو وأم الحيران في الأسابيع الأخيرة.
وذكرت صحيفة haaretz الإسرائيلية، أن "المنظمون قالوا أن نحو 5000 متظاهر شاركوا في المسيرة التي بدأت عند تقاطع شارعي الملك جورج واللنبي، وانتهت في ساحة ديزنغوف، وشارك عدد من المنظمات اليهودية والعربية في تنظيم المظاهرة، التي يعتبرها المنظمون مرحلة جديدة في النضال المدني المشترك بين اليهود والعرب ضد العنصرية"، مشير إلى أن الخطب كانت باللغة العربية والعبرية، وكان المتظاهرون يلوحون برايات إسرائيلية وفلسطينية.
قالت أمل أبو سعد، أرملة يعقوب القيعان، الذي قتل خلال عملية هدم منازل غير قانونية في القرية البدوية غير المعترف بها أم الحيران في النقب الشهر الماضي، للصحيفة : "من المهم أن أقف هنا وأتحدث إليكم لتمرير رسالة إلى رئيس الوزراء والوزراء: على الرغم من تحريضكم، والعنصرية والتمييز في الخدمات والتشريع والتنفيذ والبنية التحتية والحكومة ، لن تنجحوا في التقسيم بين مواطني البلد، كل واحد من الذين يقفون هنا اليوم دليل على أن اليهود والعرب يمكن أن يعيشوا معا على قدم المساواة ".
وذكرت الصحيفة أن "الحكومة دعت إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في إجلاء أم الحيران"، وأضافت أن "القيعان قتل من قبل الشرطة عندما حاول دهس وقتل رقيب شرطة، وأصاب ضابط آخر بسيارته".
وقال عضو الكنيست أيمن عودة، ورئيس القائمة المشتركة للصحيفة: "جاء الآلاف من العرب واليهود هنا اليوم، من جميع أنحاء البلاد ليصرخوا ضد هجوم الحكومة على السكان العرب ، وللدعوة إلى المساواة والاعتراف المشترك"، مطالبا بتشكيل لجنة رسمية لفحص كل الأحداث المحيطة بالإخلاء الوحشي لأم الحيران.
وأضاف عضو الكنيست دوف حينين "من القائمة المشتركة"، إن "الآلاف الذين تظاهروا مساء اليوم في تل أبيب يرفعون صوت الأمل والتعقل، ويواجهون الحكومة التي إختارت التحريض والكراهية، ونحن نعلم أن التحريض هو الملاذ الأخير للفاشلين ".
وأعلنت لجنة المتابعة العربية العليا أنها قررت تصعيد مظاهراتها للرأي العام الإسرائيلي والدولي. وقال رجا زآآرتا من حداش، وهو يرأس اللجنة الفرعية للحزب المسؤولة عن الاتصال مع الجمهور الإسرائيلي، وشارك المئات من المواطنين اليهود في الاحتجاجات الأخيرة ضد هدم المنازل "منذ إنشاء القائمة المشتركة الكثير من رجال السياسة في المجتمع العربي يرىون أهمية وضع استراتيجية لبناء جسور للحوار والتعاون مع القوى الديمقراطية في المجتمع الإسرائيلي".
وأضاف أن "هذا يبرز خاص في ضوء تكثف العنصرية، وتزايد الهجمات القاسية من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته ضد الجمهور العربي والديمقراطية".
يذكر أن الشرطة الصهيونية أطلقت النار الشهر الماضي على سيارة الشاب الفلسطيني يعقوب أبو القيعان فقتلته، زاعمة بأنه حاول دعس عدد من أفرادها بسيارته، بيد أن رئيس المجلس المحلي لبلدة أم الحيران والسكان نفوا الاتهام الإسرائيلي، وقالوا إنه كان في طريقه إلى مدخل البلدة لمواجهة القوة الإسرائيلية المقتحمة