القاهرة : أ ك ف . الترجمة.
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إغلاق الإنترنت في مناطق معينة لوقف انتشار الإرهاب، وأثارت هذه الدعوة جدلا سريعا ، لأن إيقاف الإنترنت ـ مهما كانت دوافعه ـ تصرف لا يصدر إلا عن الأنظمة الشمولية .
وذكر موقع CNN أن ترامب طرح ـ في كلمة ألقاها في يو إس إس يوركتاون في تشارلستون، ساوث كارولينا، قبيل الإنتخابات الرئاسية، لأول مرة فكرة إيقاف الإنترنت، وقال أن "تنظيم داعش يوظف وسائل الاعلام الاجتماعية لتحقيق أهدافه، وأوصى بمناقشة إغلاق أجزاء من شبكة الإنترنت مع مؤسس ميكروسوفت بيل جيتس".
وأضاف ترامب"اننا نخسر الكثير من الناس بسبب الإنترنت، علينا أن نذهب لنرى رأى بيل غيتس والكثير من الناس لنفهم حقا ما يحدث، علينا أن نناقش إغلاق الإنترنت في بعض المناطق، وسوف يقول شخص حرية التعبير ، حرية التعبير، هؤلاء الناس حمقى، ولدينا الكثير من الحمقى".
ذكر تقرير CNN أن "إيقاف شبكة الإنترنت تصرف الدول الشمولية ، وهذه الفكرة ليست جديدة تماما، فكوريا الشمالية تقوم بذلك، ومن المعروف أن بعض البلدان تغلق خدمة الانترنت في أوقات الأزمات، ومنها مصر التي قيدت الإنترنت خلال إنتفاضة الربيع العربي عام 2011، وهناك بلدان أخرى تمنع بعض خدمات الإنترنت والمواقع، والصين المثال الأكثر شهرة على ذلك، حيث تمنع معظم مواقع الشبكات الاجتماعية، وكذلك المواقع التي تتناول سلبيات الحكومة، لمنع مواطنيها من معرفة الحقائق".
وأوضح التقرير، أن "شبكة الإنترنت في معظم الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة فضفاضة جدا، ولكن رغم ذلك هناك بعض القيود حول ما يمكن للمواطنين الأمريكيين القيام به، وما يقولونه عبر الشبكة، والمواد الإباحية مثال للأنشطة الممنوعة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، ويمنع محرك جوجل الوصول إليها، وكذلك يمنع مواقع محددة من عرض الصور".
أكد التقرير ، أن " الولايات المتحدة لا تستطيع إغلاق الإنترنت في بعض المناطق، فهذه ستكون مهمة مستحيلة، فهناك الكثير من المتحكمين في هذا النظام، والإنترنت ليست مجرد شيء يمكن إيقافه بعصا سحرية، فكل جزء في الولايات المتحدة لديه خيارات متعددة لتقديم خدمة الإنترنت ، ومن الشركات العاملة في هذا المجال كومكاست، (CMCSA)، وتايم وارنر كيبل (TWC) وغيرها من الشركات ذات النطاق العريض الكبرى، كما توفر شركات الانترنت عبر الأقمار الصناعية لمعظم أنحاء البلاد".
وأضاف أن "إزالة خدمة الإنترنت في مناطق معينة من الولايات المتحدة تتطلب من تلك الشركات إيقاف أبراج الخليوي وشبكات الألياف البصرية، وتقييد وصول الأشخاص الذين يعيشون في تلك المناطق إلى الأقمار الصناعية".
ويرى التقرير أن "أمريكا لا يمكنها إيقاف الإنترنت في الخارج ، فإغلاق خدمة الإنترنت في دول أجنبية سيكون أكثر صعوبة، رغم الاعتقاد الشائع بسهولة ذلك، فالولايات المتحدة لا تسيطر على شبكة الإنترنت العالمية، والملقمات على أراضي أجنبية "
وأبان، أن "إيقاف الإنترنت في بعض المناطق سيحتاج إلى بنية تحتية خارجية، وهذه مهمة صعبة ، والسبب أن البلدان والشركات المسيطرة على الخوادم والأبراج الخليوية في الخارج لن تتعاون في هذه المهمة"، مشيرا إلى أن دونالد ترامب ما كان له أن يغرد بإيقاف الإنترنت، مادام لن يستطيع ذلك.