تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الرقص على أشلاء غشاء البكارة | عصام أبوشادي


مشهد عام ينتظره كل المصريون فى ليلة عرس ميمونة، حيث يتهامس المعازيم  بين أنفسهم هل يستطيع العريس أن يفعلها..؟، وماهى إلا لحظات بعد أن يدخل العريس بعروسه .حتى تعلو أصوات الزغاريد بين أهل الفرح، فقد نجح العريس فى أول اختبار ، وعلى مكرمية من القماش يتراقص الجميع فرحا وطربا .. إنها بشارة العفة والطهارة.
لحظة فرحة تخرج من القلب دون أن يكون بداخلها ذرة حقد.
ومع ظهور عفة العروس. وجب علينا الحفاظ عليها وعلى هذا الشرف. هكذا هو الإحسان  ورد الجميل.
هكذا العرس الذى سمعت عنه، ولم أكن شاهدا عليه . حتى أتيحت لى فرصة أخرى كانت من أكبر الفرص التى مرت فى حياتى، وستظل عالقة به ماحييت . هو ليلة عرس مصر،  والتى انتظرها المهمشون والفقراء والشرفاء . لعلهم يصيبوا من هذا العرس الخير الكثير الذى حرموا منه كثيرا.
فى ليلة من ليالى الشتاء الباردة خرجت الجموع تتحسس طريقها وأصوات الطبول والأهازيج تصم الأذان. أمواج متتالية من البشر تشب على أطراف أرجلها لعلها تتلقف نسمة هواء صافية وسط هذا الزحام الذى أضاع برودة الجو .
كانت فرحة القلوب فى تلك اللحظة لا يضاهيها فرحة . فهذا الحشد من البشر كان شاهدا على هذا العرس الطاهر . الكل يترقب مع ضربات القلوب المتسارعة، وجحوظ العيون الساهرة. خرج علينا من يزفنا بالبشرى. لقد تنحى رئيس الجمهورية عن حكم مصر ..
هنا تعالت الأفراح، وعلقت الزينات، ودارت كؤوس الشربات . إنه العرس الذى هز العالم، والذى لم يكن له مثيلا ، فلقد كان هناك الملايين شاهدين على هذا العرس وأنا منهم. أرصد الفرحة والبسمة والهيستريا . إلى هنا كان العرس الثورى يسير كما ينبغى له. ومكرمية العرس معلقة أمام الجميع شاهدين على الطهارة  النقاء.
إزداد عدد المهنئين، وإندس بينهم الحاقدون والشامتون والإنتهازيون،  لعلهم يصيبوا من هذا العرس شيئا  أو دورا يسجلوا فيه اسماءهم فى كشوف الحضور. وإنقسم العرس وهلت المفاجآت .
كنت شاهدا .. طننت للحظة أن كل هذا الحشد من الشرفاء.
ولكن هذا الحشد الذى جاء وإحتشد لكى يكون له شرف المشاركة فى عرس الثورة. لم يكونوا جميعهم من الشرفاء، بل أن معظمهم جاء لغاية فى نفسه.
أحزاب تجمعت  وفصائل تشكلت، وإئتلافات تكونت، وجماعات تحفزت،  ومجموعات خلعت على نفسها ثوار ، كل منهم تقمص شخصية جيفارا ، وهم أبعد من أن يكونوا قد قرأوا له،  أو علموا عنه أكثر من صورته.
تم تدنيس الثورة بأفعال كل هؤلاء الغير شرفاء، منها ماهو فى العلن ومنها من كان فى الخفاء، وتدنست مكرمية الطهارة على أيديهم .لأنهم أرادوا أن يشاركوا ويضعوا لمساتهم عليها.
وكان الاتفاق أن الحرية بالنسبة لهم هى كل المجون دون أن يسالهم أحد.
جاءت صائدة الرجال فى الثوب الثورى،  جاء شارب الخمر فى الثوب الثورى، جاء صاحب الكيف فى الثوب الثورى، وجميعهم يتكلمون ويثرثرون وكأنهم هم منبع الثورية، أشكالا ضالة رأيتها وقابلتها فى كل مكان.  مقاهي لم تطأها أقدامى من قبل، ولكل منها مسمى ، تجلس عليها أشكال ابعد من أن تكون من البشر،  بل اقرب إلى الشيطان  .
كان الحزن يعتصر قلبى على هذا الشباب، وانا أراهم هكذا ، فالحرية التى خرجوا لها هى بالنسبة لهم حرية الجنس والمجون . هكذا كانت العقول التى رأيتها فى قلب الميدان وعلى المقاهي .ناهيك عن الجانب الاخر. متأمرون يزيدوا السخط بداخلك ثم يتركوك بعد ذلك لمصير إنسقت إليه باسم الثائر ، تماما كالذى يفجر نفسه.
 وكانت الاحزاب اليسارية هى من لها اليد العليا فى فساد هذا الشباب، فإغراءات الحرية بالنسبة لهم هى خمر ونساء ومخدرات هى من جعلتهم يؤمنون بأفكارهم تلك، ويحاربون من أجلها خوفا من ضياعها، فكم من ثائرين شاهدناهم على شبكات التواصل الإجتماعى وقت قيام الثورة جالسين فى بيوتهم يحتسون الخمور، ويلاعبون النساء.
الثائر الذى نعرفة هو الثائر الذى يسير بالوطن إلى بر الأمان  الثائر هو من يبنى ولا يهدم،  الثائر هو من يقرأ عن اسلافه السابقون كيف كانوا.الثائر لا ينهش وطنه .ويكشف عورته. الثائر هو من يحافظ على مكرميتة طاهرة . لا أن يغتصبها باسم الثورة.
ولكنكم ياسادة اليوم تفضحون أنفسكم، وترقصون على أشلاء غشاء بكارتكم، فهل تدرون ما تفعلونه بعاركم..؟ ، أنكم تساعدون من يريد هدمكم وهدم وطنكم ، وستكونوا أول من ستعلق رقابكم، وستكون المقابر الجماعية مأوى لكم .إنكم تسيئون لشرفكم.

تاريخ الإضافة: 2015-01-30 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1594
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات